'لن نذهب لمجلس الأمن'.. ماذا تعنى تصريحات سامح شكري عن سد النهضة؟

أكد وزير الخارجية المصري، أنه من غير الوارد أن تلجأ القاهرة ثانية إلى مجلس الأمن بشأن النزاع حول سد النهضة الإثيوبي.

'لن نذهب لمجلس الأمن'.. ماذا تعنى تصريحات سامح شكري عن سد النهضة؟

السياق

وسط قتال يُرجى انتهاؤه سريعًا في السودان، تمضي إثيوبيا قدمًا في ملء سدها المائي، وسط رفض مصر للإجراءات التي تصفها بأنها أحادية الجانب.

إلى ذلك قال وزير الخارجية المصري سامح شكري -في تصريح تلفزيوني- إن تعنت إثيوبيا وأفكارها -الشاذة- لتطبيق السيادة على مورد مائي مشترك عابر للدولة، منع الوصول لاتفاق بشأن سد النهضة، وإن تطبيق فكرة السيادة على هذا المورد، جعل من الصعب الوصول إلى اتفاق في هذه الظروف.

وأكد أن بلاده تراعي المصالح الاقتصادية الإثيوبية، بما يحمى الأمن المائي لمصر والسودان.

وأشار إلى أن القاهرة ستواصل الحديث مع الشركاء الدوليين، في ملف السد الإثيوبي، لقدرتهم على التأثير.

ووجَّه الوزير المصري اللوم إلى الاتحاد الإفريقي قائلًا إنه لم ينجح في أن يولد قوة دفع، وأن يقنع الجانب الإثيوبي بأن يبدي "المرونة اللازمة".

 

مجلس الأمن

وأكد شكري أنه من غير الوارد أن تلجأ القاهرة ثانية إلى مجلس الأمن، في حين شدد على أن مصر لن تسمح أن يتعرض شعبها لأي ضرر.

وقال شكري إن القيادة والمؤسسات المصرية قادرة على التعامل مع الأمر، واتخاذ إجراءات تحمي المواطن المصري والأمن المائي المصري.

ونوه إلى أن القاهرة تتابع الملء الرابع لسد النهضة، ولديها خطط لاحتواء الأمر بقدر الإمكان.

وبين الوزير المصري أن بلاده اعتمدت -طوال تاريخها- على نهر النيل، كمصدر رئيس للمياه، وأن أكثر من نِصف سكانها، أي أكثر من 50 مليون نسمة، يعملون في مجال الزراعة.

وكرر شكري تصريحاته عن موقف مصر بالنسبة لسد النهضة، وسعيها للوصول إلى اتفاق قانوني ملزم لجميع الأطراف، يحمي بدوره الأمن المائي المصري، ويراعي المصالح المائية للقاهرة، إضافة إلى الخطط التنموية والمصالح الاقتصادية الإثيوبية.

تأتي تصريحات الوزير المصري، بعدما كشفت صور حديثة للأقمار الاصطناعية انخفاض مستوى بحيرة السد بنحو 10 أمتار، وتفريغ مياه بنحو 7 مليارات متر مكعب مع توقعات بزيادة إثيوبيا ارتفاع الممر الأوسط، استعدادًا للملء الرابع، فضلًا عن تسارع الأعمال الإنشائية، وهو ما أثار مخاوف كثيرين، من أن أديس أبابا تستغل القتال الدائر في السودان، للانتهاء من أعمال البناء في السد، من دون اتفاق قانوني ملزم مع دولتي المصب.

وأعلنت إثيوبيا -قبل أسابيع- أنه لم تبق سوى 10% من أعمال السد المائي، الذي شارفت على إتمام إنشائه بخطى منفردة، وسط موقف ضبابي سوداني ورفض واضح مصري، وعدم تنسيق بين الأطراف الثلاثة.

 

نقص مائي

في السياق ذاته كتب أستاذ الموارد المائية، عباس شراقي، في "فيسبوك" عن انخفاض مخزون سد الروصيرص بالسودان، عن مثيله في الوقت نفسه من العام الماضي، وأرجع ذلك لقلة كميات المياه التي تصل إليه من إثيوبيا.

وأكد شراقي -الأستاذ بجامعة القاهرة- أن "هذا الوضع" من المتوقع أن يستمر حتى انتهاء الملء الرابع.

وحذر من أن السودان قد يواجه نقصاً مائياً، إذا لم تفتح إثيوبيا البوابة الثانية أو البوابة الحالية بكل طاقتها.