من هو أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الجديد؟

أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي، تعد موقعًا أمنيًا رفيعًا ومهمًا لسياسات إيران الداخلية والإقليمية

من هو أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الجديد؟
علي أكبر أحمديان

ترجمات - السياق

قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، عين قائد فيلق الحرس الثوري علي أكبر أحمديان أمينًا للمجلس الأعلى للأمن القومي، ما تسبب في هزة كبيرة بالقيادة العليا للبلاد.

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي، تعد موقعًا أمنيًا رفيعًا ومهمًا لسياسات إيران الداخلية والإقليمية، مشيرة إلى أن أحمديان يحل محل علي شمخاني، وهو أميرال سابق شغل هذا المنصب منذ عقد من الزمان.

وتوقعت مصادر نهاية فترة شمخاني في المنصب ليل الأحد، بعد أن عين فيه عام 2013، بحسب قناة إيران الدولية، التي تتخذ من العاصمة البريطانية مقرًا لها، مشيرة إلى أنه كان قبل ذلك وزيرًا للدفاع وقائدًا للجيش والبحرية في الحرس الثوري الإيراني.

وبحسب «جيروزاليم بوست»، فإن شمخاني كان عضوًا في الحرس الثوري منذ الأيام الأولى للثورة، وكان مستشارًا للمرشد الأعلى علي خامنئي، مشيرة إلى أنه كان شخصية رئيسة لسنوات عدة.

وقال معهد دول الخليج العربية بواشنطن في مارس الماضي، إن هناك جدلاً بشأن دوره في المصالحة الإيرانية السعودية، بينما قالت «إيران الدولية» إن «المبادرة الدبلوماسية الأخيرة لم تكن بقيادة وزارة الخارجية الإيرانية»، في إشارة إلى الاتفاق الإيراني السعودي الموقع في بكين.

 

انتقادات ودور بارز

خضع دور شمخاني، الذي كان قياديًا في محادثات التطبيع للتدقيق داخل إيران وخارجها، وفسره كثيرون بأنه علامة ضعف من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.

إلا أن وزير الخارجية رد على هذه الانتقادات في «تويتر»، مدعيًا أن شمخاني انضم إليه مسؤولون في وزارة الخارجية، وأنه بسبب تنسيق السياسة الخارجية الإيرانية داخليًا ويشرف عليها الرئيس، ينبغي ألا يُنظر إلى مشاركة شمخاني في المحادثات كدليل على «أن هناك خلافًا في الداخل».

كان شمخاني قد تحدث بصراحة عن الدورين الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة، واتهم الولايات المتحدة بالوقوف وراء الهجمات الإسرائيلية على إيران في مايو الجاري.

وقال شمخاني في "تويتر": «قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إنه إذا حاولت إيران إنتاج أسلحة نووية، فإن الولايات المتحدة ستعترف بحرية إسرائيل في العمل للتصدي لها". هذا الاعتراف يعني أن الولايات المتحدة كانت وستكون مسؤولة عن الأعمال التي ارتكبها الإسرائيليون ضد منشآت إيران وشعبها، متقبلةً عواقبها.

ماذا وراء استقالة علي شمخاني من أمانة مجلس الأمن القومي الإيراني؟

من هو أحمديان؟

وقالت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية، التي تعد قريبة من الحرس الثوري الإيراني، إن أحمديان «رئيس المركز الاستراتيجي للحرس الثوري وعضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام، وكان قائدًا لقوات البحرية التابعة للحرس الثوري من 1976 إلى 1979، كما كان منذ 1979 حتى عام 1986 رئيس هيئة الأركان المشتركة للحرس الثوري».

وتقول «جيروزاليم بوست»، إن أحمديان صنفه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 24 مارس 2007، عملاً بالقرار 1737 لعام 2006، كشخص مرتبط بالحرس الثوري الإيراني، بينما تم تحديده لاحقًا بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 لعام 2015، مع بعض الاستثناءات».

وأشارت إلى أن التصنيف يتطلب من الدول تجميد الأصول التي يملكها أو يتحكم فيها الشخص، بشكل مباشر أو غير مباشر، والتأكد من عدم إتاحة الأصول للشخص.

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن الولايات المتحدة تعد أحمديان إرهابيًا، وفرضت عليه عقوبات من اليابان وأستراليا، وفقًا للتقارير.

ولدى أحمديان خلفية في البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، وفي إجراء عمليات بالقرب من بندر عباس، فضلاً عن خبرة طويلة في هذه العمليات البحرية، ما يعني -على الأرجح- أنه شارك في عمليات مضايقة الشحن واستهداف القوات الأمريكية في الخليج.

ولعب أحمديان دورًا رئيسًا في تطوير القوات الإيرانية، بحسب الصحيفة الإسرائيلية، التي قالت إنه بينما كان ضباط كبار آخرون مثل سليماني وحيدي وجعفري محط اهتمام الغرب، فإن أحد أكثر الاستراتيجيين العسكريين موهبة في إيران، هو اللواء البحري المجهول نسبيًا علي أكبر أحمديان.

ولد أحمديان عام 1961 في بلدة باباك بمحافظة كرمان، وكان طالبًا متفوقًا، تخرج في المدرسة الثانوية في كرمان ومنها إلى كلية الطب بجامعة طهران عام 1979.

وعندما اندلعت الحرب الإيرانية العراقية في سبتمبر التالي، ترك الجامعة وانضم إلى الحرس وميليشيا الباسيج، إلا أنه بعد تدريبه قاتل في الجبهة بمحافظة خوزستان.

 

مهام بارزة

في يوليو 2000، عينه علي خامنئي رئيسًا للأركان الأحمدية لقوات الحرس (وهو منصب أدنى بقليل من منصب القائد الأعلى للحرس الثوري).

ونُسب إلى أحمديان -كرئيس أركان- تحديث تنظيم الحرس وتبسيط عملياته، بينما قال إنه «لمدة عامين، كان أيضًا قائدًا لجامعة الإمام الحسين، وهي مؤسسة يسيطر عليها الحرس وتغرس النقاء الأيديولوجي في سلك ضباط الحرس».

وبعد تعيين الجعفري قائداً للحرس في سبتمبر 2007، عين خامنئي أحمديان لرئاسة المركز الاستراتيجي للحرس، وهو المنصب الذي لا يزال يشغله.

وتقول «جيروزاليم بوست»، إنه يُنسب الفضل إلى أحمديان كأحد كبار الضباط الذين أضفوا الطابع المؤسسي على استراتيجية الحرب غير المتكافئة في العقيدة العسكرية الإيرانية.

وأشارت إلى أنه تحت إمرته، طورت البحرية التابعة للحرس الثوري استراتيجيتها الحربية غير المتكافئة لمواجهة الأسطول الخامس الأمريكي المتمركز في البحرين.

يأتي تعيين أحمديان بشخصية عسكرية رئيسة أخرى في الحرس الثوري الإيراني إلى قمة القيادة الإيرانية.

ورقى رئيسي أعضاء الحرس الثوري الإيراني في جميع صفوفه، الذين تقودهم البيروقراطية إلى الاستيلاء على الدولة.