بسبب أفكارهم المتشددة... إسبانيا تُرحل ثلاثة أئمة مغاربة خلال أسبوع
السلطات الإسبانية، رحلت يحيى بن عودة إمام مسجد تالايويلا ببلدية إكستريمادورا غربي إسبانيا، بعد يومين من توقيفه بقرار من المحكمة الوطنية العليا.

السياق
للمرة الثالثة خلال أسبوع، توقف السلطات الإسبانية مغربيًا بمؤسسة إسلامية، بسبب تهم تتعلق بممارسة أنشطة من شأنها المساس بأمن البلاد، ونشر السلفية المتشددة.
السلطات الإسبانية، رحلت يحيى بن عودة إمام مسجد تالايويلا ببلدية إكستريمادورا غربي إسبانيا، بعد يومين من توقيفه بقرار من المحكمة الوطنية العليا.
يأتي القرار بعد أقل من أسبوع على توقيف إمامين مغربيين في كتالونيا شمال شرقي إسبانيا: محمد سعيد البدوي رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الجالية المسلمة (أديدكوم) في مدينة ريوس، وعمروش أزبير المسؤول عن مسجد الفرقان في فيلانوفا إي لا غيلترو بكتالونيا.
بن عودة والبدوي وأزبير يواجهون المصير ذاته، بالترحيل لكزابلانكا، إثر التهم نفسها نشر "السلفية المتشددة" والمساس بأمن إسبانيا كل في موقعه، لكنهم يرفضونها بشدة.
ونفت عزيزة ماجني أتيو، محامية بن عودة، الاتهامات الموجهة لموكلها بالمشاركة في ممارسات لنشر السلفية المتشددة، مشيرة إلى أن السلطات تعتمد تفسيراً خاطئاً لبعض خطابات بن عودة، ورغم ذلك رفض القضاء الإسباني إجراءات قدّمها محاموه ضد ترحيله.
ويقيم بن عودة في إسبانيا منذ 25 عامًا تقريبًا ببلدية إكستريمادورا غربي إسبانيا، ويشغل منصب رئيس الجالية المسلمة في تالايويلا، وهو ما يكسبه شعبية كبيرة، لاسيما في مدينة تعد من أكثر المدن في إسبانيا احتضاناً للمسلمين، إلى جانب غرناطة.
وفي السياق ذاته تجمع نحو 100 شخص من أبناء الجالية المسلمة في المنطقة، للاحتجاج ضد ترحيله الذي حدث بالفعل، الخميس، ونُقل إلى الدار البيضاء بالمغرب.
ونقلت وسائل إعلام مغربية أن زوجة الإمام المغربي سقطت أثناء الوقفة الاحتجاجية للجالية المسلمة مغشيًا عليها ونُقلت لأحد المستشفيات بسيارة إسعاف.
أما رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الجالية المسلمة (أديدكوم) في مدينة رويس محمد سعيد البدوي، فيصفه القضاء الإسباني بأنه "أحد المراجع الرئيسة للسلفية الأكثر تشدداً" في إسبانيا، بينما يعرف نفسه بأنه "ناشط اجتماعي".
ويحظى البدوي بدعم من أكبر الأحزاب الاستقلالية الكتالونية، وكذلك من الفرع الكتالوني لحزب بوديموس اليساري العضو في الحكومة الإسبانية، بحسب "فرانس برس".
واتهمت الأحزاب المؤيدة للبدوي الشرطة الإسبانية، في بيان مشترك، بأنها اتخذت قرارها بترحيله "من خلال اتهامه بتطرف ديني مزعوم، وبالأصولية المتشددة من دون الإدلاء بأدلة"، ونظّمت تظاهرات، الأربعاء، في مدريد وبرشلونة للتنديد بترحيله.