أزمة إسرائيل ولبنان في طريقها للحل... ومقترح جديد قد ينهي التوترات
قال مسؤول لبناني، إن بلاده قدمت للوسيط الأمريكي آموس هوكستين، عرضاً جديداً لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، لا يتطرق إلى حقل كاريش للغاز، الذي رأت بيروت أن أجزاء منه تقع في منطقة متنازع عليها.

ترجمات – السياق
بعد أيام من التصعيد بين لبنان وإسرائيل، دعا الوسيط الأمريكي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، آموس أوكستين، إلى ضرورة التوصل لحل وسط يحمل ما سماها "فكرة إبداعية"، تدور حول تنازل كلا الطرفين عن بعض الأمور المتعلقة بالحدود البحرية بين البلدين، للتوصل إلى اتفاق نهائي.
تأتي دعوة الوسيط الأمريكي، بعد أن أقامت إسرائيل منصة غاز في حقل كاريش -الذي تقول إسرائيل إنه جزء من منطقتها الاقتصادية الخالصة المعترف بها من قِبل الأمم المتحدة- بينما يصر لبنان على أنه يقع في منطقة متنازع عليها.
وتصاعدت التوترات بين لبنان وإسرائيل -الأسبوع الماضي- بعد نشر الأخيرة لسفينة في حقل غاز كاريش، الذي يقع جزء منه في المياه المتنازع عليها.
وتبادلت إسرائيل وحزب الله -الجماعة المسلحة الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران- التهديدات، فبينما حذر زعيم حزب الله حسن نصر الله -الأسبوع الماضي- من أنه سيضرب منصة الغاز في كاريش، هدد قائد الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، لبنان بـ "قصف غير مسبوق"، قائلاً إن الحرب المستقبلية ستكون ضخمة للغاية.
ويطالب البلدان ، بنحو 860 كيلومترًا مربعًا (330 ميلًا مربعًا) من البحر المتوسط.
خطوة إلى الأمام
وحسب صحيفة لوريون لوجور الفرنسية -التي تهتم بالشأن اللبناني- قال الوسيط الأمريكي أموس أوكستين، لقناة الحرة الأمريكية، إن المسؤولين اللبنانيين اتخذوا "خطوة قوية للغاية إلى الأمام من خلال تقديم نهج أكثر توحيدًا".
وأضاف أن الاقتراح الذي تلقاه من مسؤولين لبنانيين، خلال زيارة لبيروت "سيمكن من المضي قدمًا في المفاوضات".
كان أوكستين، وصل إلى لبنان بعد ظهر الاثنين الماضي، عقب نشرت إسرائيل سفينة إنتاج وتخزين وتفريغ عائمة في حقل غاز كاريش البحري المتنازع عليه.
وبينت الصحيفة الفرنسية، أن السفينة الإسرائيلية وصلت إلى كاريش في 5 يونيو الجاري، ما تسبب في توترات مع لبنان.
وقال الوسيط الأمريكي -في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان- لقناة الحرة، عقب لقاءات مع كبار المسئولين في بيروت، إنه استمع للموقف اللبناني من المقترحات التي قدمها لترسيم الحدود البحرية، وأضاف أنه سيقدمها قريبًا إلى الجانب الإسرائيلي، متابعًا: "نحاول تقليص الفجوات بين الطرفين وحملهم على التوصل إلى اتفاق نهائي".
وأضاف أوكستين، أن الحل الوحيد الذي سينجح ليس أن نكون على صواب، بل بحل إبداعي يسمح للطرفين بتحقيق أكثر مما حققوه، مشيرًا إلى أن الحكومة اللبنانية اتخذت خطوة كبيرة بتقديمها نهجًا موحدًا، قائلاً: "الخبر السار أنني سمعت المزيد من الوحدة في الرسائل اللبنانية"، ما يعني تطور الموقف اللبناني المتشدد تجاه رسم الحدود البحرية.
عرض جديد
وقال مسؤول لبناني في تصريحات لوكالة فرانس برس، إن بلاده قدمت -الثلاثاء- للوسيط الأمريكي آموس هوكستين، عرضاً جديداً لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، لا يتطرق إلى حقل كاريش للغاز، الذي رأت بيروت أن أجزاء منه تقع في منطقة متنازع عليها.
وأوضح المسؤول المواكب للاجتماعات التي عقدها أوكستين في بيروت: "طرحنا زيادة المساحة البحرية من 860 كيلومتراً مربعاً إلى نحو 1200" بما يشمل حقل قانا الذي يمر به الخط 23، لكنها لا تتضمن حقل كاريش.
وتابع: "نحن بالأساس نريد حقل قانا، وذلك يؤدي إلى تعديل الخط 23"، مضيفاً: "نريد أولاً أن نضمن حقل قانا والخط 23 الذي ترفضه إسرائيل والباقي يأتي لاحقاً".
وتعليقًا على ذلك، أكد هوشستين، أن المسؤولين اللبنانيين "عرضوا بعض الأفكار التي تشكل الأساس لمواصلة المفاوضات ودفعها إلى الأمام"، مشيرًا إلى أن الرد اللبناني "يعزز المفاوضات".
واستطرد موجهًا حديثه للطرفين "اللبناني والإسرائيلي": "بدلاً من التركيز على ما هو حق لك مقابل قول الجانب الآخر ما هو حق له، يجب الالتفاف أولًا حول فكرة إبداعية جديدة يمكننا من خلالها تقديم تنازلات تخدم التوصل إلى حل نهائي".
الخط 23
كانت الرئاسة اللبنانية قد نشرت على "تويتر" أن الرئيس ميشيل عون رد على أوكستين بشأن اقتراح قدمه الأخير إلى الرئيس اللبناني قبل أشهر، ولم تقدم أي تفسير لاقتراح هوشستين أو رد عون عليه.
ومع ذلك -حسب الصحيفة الفرنسية- لم يوقع عون حتى الآن تعديلاً على المرسوم رقم 6433 لعام 2011 من شأنه أن يؤكد مطالبة بيروت بأراضٍ تصل إلى الخط 29 من الحدود البحرية بدلاً من الخط 23.
من جانبه، أشار رئيس التيار الوطني الحر في لبنان جبران باسيل إلى أن توقيع الخط 29 ضمن تفاوض مع إسرائيل على ترسيم الحدود البحرية يستخدم كورقة ضغط وتفاوض.
وقال في تصريحات صحفية محلية: "أنا مع حل نهائي، ولا يمكن القبول بأقل من الخط 23 وأعتقد أنه يجب الوصول إلى خط أوسع منه"، واستطرد: "حان الوقت لفرض معادلة عدم وجود غاز من كاريش، يعني عدم وجود غاز من قانا"، مشيرًا إلى أن حقل غاز قانا يتجاوز الخط 23 على الحدود البحرية التي يعدها لبنان رسميًا نهاية حدوده البحرية.