تفاصيل صفقة الأمير ويليام السرية مع مجموعة مردوخ في قضية التجسس على هاتفه
أوضحت أوراق دعوى مقدمة إلى محكمة بريطانية، أن شركة نيوز غروب المملوكة لروبرت مردوخ، دفعت في سرية للأمير ويليام مبلغًا كبيرًا عام 2020 لتسوية مزاعم اختراق الهاتف

ترجمات - السياق
كشفت وثائق قضائية، تفاصيل صفقة جرت بين الأمير ويليام، ومجموعة الصحف التابعة للملياردير روبرت مردوخ في بريطانيا، بعد اتهامات للمجموعة بالتلصص على مكالمات الأمير وشقيقه هاري.
وأوضحت أوراق دعوى مقدمة إلى محكمة بريطانية، أن شركة نيوز غروب المملوكة لروبرت مردوخ، دفعت في سرية للأمير ويليام مبلغًا كبيرًا عام 2020 لتسوية مزاعم اختراق الهاتف، وفقًا لصحيفة غارديان البريطانية.
وبينت الصحيفة أنه كُشف عن ذلك في ملفات جديدة للأمير هاري، كجزء من قضية اختراق هاتفه ضد الشركة، وكان هاري قد ادعى إبرام اتفاق سري، بين العائلة المالكة الممثلة في شقيقه الأكبر ويليام و"كبار المديرين التنفيذيين" في شركة مردوخ قبل عام 2012 وأنه تم إحباطه من اتخاذ إجراء خاص به نتيجة لذلك.
وزعم هاري أن الاتفاق السري -بين العائلة المالكة والناشر عام 2012- أرجأ بموجبه أفراد العائلة المالكة مساعيهم للحصول على تعويضات عن التنصت على الهاتف، مقابل اعتذار.
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن تفاصيل التسوية وردت في وثائق قانونية قدمها الأمير هاري، كجزء من معركته القانونية مع الناشر، التي عادت إلى المحكمة العليا هذا الأسبوع.
وحسب الصحيفة، فقد أبلغ هاري المحكمة بأن محاولاته للحصول على اعتذار من شركة مردوخ باختراق الهاتف، كانت بموافقة جدته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، مدعيًا أن ذلك يعود إلى رغبة العائلة المالكة في عدم تكرار تفاصيل تسريب رسائل البريد الصوتي الحساسة، بين الأمير تشارلز آنذاك وكاميلا باركر بولز عام 1989.
تفاصيل القضية
ونقلت صحيفة غارديان البريطانية، عن أحد محاميي الأمير البريطاني هاري، قوله، إن شقيقه ولي العهد الأمير وليام أجرى تسوية لدعوى قضائية، متعلقة باختراق هاتفه ضد مجموعة الصحف التابعة لمردوخ في بريطانيا بـ "مبلغ كبير جدًا"، بعد صفقة سرية أُبرمت مع قصر بكنغهام.
وكشفت الصحيفة أن الأمير هاري، الابن الأصغر للملك تشارلز، مازال متمسكًا بمقاضاة "نيوز غروب نيوزبيبرز" المملوكة لمردوخ أمام المحكمة العليا في لندن، بسبب تصرفات غير قانونية يقال إنها ارتُكبت لصالح صحيفتي "ذا صن" و"نيوز أوف ذا وورلد" من منتصف التسعينيات حتى عام 2016.
ووفق دعوى هاري القانونية "كان الغرض من ذلك تجنب الموقف الذي يتعين فيه على أحد أفراد العائلة المالكة الجلوس إلى منصة الشهود، لإعادة سرد التفاصيل الدقيقة لرسائل البريد الصوتي الخاصة والحساسة للغاية، التي جرى التنصت عليها من قِبل المراسل الملكي لصحيفة نيوز أوف ذا وورلد، كلايف غودمان".
وقال هاري للمحكمة: إن العائلة المالكة فعلت ذلك بعد تشويه سمعتها، جراء أزمة "تامبونغيت" عندما حصلت صحيفة ذا صن على مكالمة هاتفية مسجلة، بين الأمير تشارلز وكاميلا، بينما كان الزوجان على علاقة غرامية في الثمانينيات.
وأضاف: "كانت العائلة متوترة بشكل لا يصدق، وأرادت بأي ثمن تجنب تكرار الضرر الذي لحق بسمعتها عام 1993، عندما حصلت صحيفة ذا صن وصحيفة أخرى -بشكل غير قانوني- على نص محادثة هاتفية حميمة، بين والدي وزوجته لاحقًا عام 1989، بينما كان متزوجًا بوالدتي الأميرة الراحلة ديانا".
وفي ملفه الجديد، يدعي هاري أن الاجتماعات للتجهيز للصفقة السرية جرى ترتيبها بين ربيكا بروكس، الرئيس التنفيذي آنذاك لمجموعة مردوخ في بريطانيا، وروبرت طومسون، رئيس شركة نيوز غروب العالمية التابعة لمردوخ، إلا أنها لم تتم في النهاية.
ونتيجة لذلك، قرر هاري بدء إجراءات قانونية ضد ناشر "ذا صن" و"نيوز أوف ذا وورلد"، زاعمًا أن الشركة استهدفته بنشاط غير قانوني واسع النطاق معظم حياته، بما في ذلك اختراق بريده الصوتي والحصول بشكل غير قانوني على معلومات شخصية باسم الصحافة.
ويزعم هاري أن شركة نيوز يو كيه لم تلتزم بالاتفاق، عندما طلب اعتذارًا منها عام 2017، وهذا هو سبب إقدام هاري على إجراءاته القانونية ضد الشركة.
وقد اعترفت "نيوز يو كيه" بأن عملية التنصت حدثت في مقر صحيفة نيوز أوف ذا وورلد، المغلقة حاليًا، لكنها أنكرت أن تكون قد حدثت في مقر صحيفة ذا صن.
وعام 2014، برئت ربيكا بروكس من تهم ارتكاب القرصنة الهاتفية.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الشركة قوله إن أغلبية ادعاءات هاري تعود إلى 20 عامًا.
تسويات أخرى
وبينت "غارديان" أن أزمة هاري، تأتي في وقت تكافح فيه امبراطورية مردوخ الإعلامية، لتجنب الانجرار إلى محكمة أخرى رفيعة المستوى، بعد أسابيع من دفع أكثر من 700 مليون دولار (560 مليون جنيه استرليني) لتسوية قضية تشهير أمريكية ضد شبكة فوكس نيوز.
ولذلك فهي تحاول -وفق الصحيفة البريطانية- منع وصول الدعاوى إلى قاعة المحكمة، بحجة أن هاري انتظر وقتًا طويلاً لرفع هذه القضية.
بينما قال محامو هاري، ردًا على محاولة المجموعة منع وصول الدعاوى إلى قاعة المحكمة، كان على المدعي أن يعلن تفاصيل هذا الاتفاق السري، إضافة إلى حقيقة أن شقيقه، صاحب السمو الملكي الأمير وليام، أجرى -في الآونة الأخيرة- تسوية لقضيته ضد المجموعة في الكواليس.
وأضاف المحامون أن مجموعة مردوخ أجرت التسوية مع الأمير وليام "بمبلغ كبير جدًا عام 2020"، بينما قال مكتب ولي العهد إنه ليس بوسعه التعليق على الإجراءات القانونية الجارية.
وخلال محاكمة جنائية لصحفيين وموظفين في "نيوز أوف ذا وورلد" عام 2014، قال رئيس تحريرها السابق كلايف غودمان إنه اخترق -خلال منتصف العقد الأول من الألفية- رسائل البريد الصوتي لكل من الأمير هاري والأمير وليام وزوجته كيت.
وقال غودمان إن هاتف كيت تعرض للاختراق 155 مرة، وهاتف الأمير وليام 35 مرة، وهاتف الأمير هاري تسع مرات.
ويزعم محامو الأمير هاري أن شركة نيوز يو كيه، دأبت سنوات على الإخفاء المتعمد للأدلة، بل تدميرها أيضًا، وممارسة التستر على أعلى مستوى، والكذب حتى تحت القسم.
وأضاف المحامون: "اختراق محادثاته الشخصية وعلاقاته وضعه في محنة، حيث كانت خصوصيته تنتهك باستمرار، وتعرض سلامته للخطر".
وبينوا أن هاري "شعر بالفزع من التكتيكات التي يستخدمها الصحفيون للتدخل في علاقاته ومن ثم إفسادها، ويشعر بالامتعاض، لأن هذه الأعمال كانت بشكل غير قانوني".
ويخوض الأمير هاري ثلاث معارك قانونية منفصلة، ضد ثلاثة ناشرين رئيسين، صحف "أسوشيتد"، مالكة "ذا ديلي ميل"، و"نيوز يو كيه"، مالكة "ذا صن"، و"ريتش"، مالكة "ذا ميرور".
وقد ظهر الأمير هاري في المحكمة، للمرة الأولى لبدء جلسة استماع قانونية ضد الصحف المتورطة، ومن المقرر أن يكسر البروتوكول الملكي، من خلال الإدلاء بشهادته في المحاكمة ضد ناشر "ذا ميرور".
وحسب الصحيفة البريطانية، إذا نجح هاري في جلسة هذا الأسبوع ضد شركة مردوخ، فإنه يسعى للحصول على تعويضات تزيد على 200 ألف جنيه استرليني، ومن المقرر إجراء محاكمة رفيعة المستوى في يناير 2024.