بداية متعثرة لترشح ديسانتيس... وترامب يسخر
لم يتردد ترامب في السخرية من أشد منافسيه، عبر منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال، بسبب البداية المتعثرة لحملته الانتخابية.

ترجمات - السياق
يحاول المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية رون ديسانتس وفريقه، تجاوز البداية الفوضوية التي شهدتها حملته الانتخابية، بعدما تحول البث المباشر على "تويتر"، الذي أعلن فيه ترشحه الأربعاء، إلى مادة للسخرية بسبب أعطال فنية، أدت إلى سخرية ترامب منه.
ولم يتردد ترامب في السخرية من أشد منافسيه، عبر منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشال)، بسبب البداية المتعثرة لحملته.
وكتب ترامب "الزر الأحمر الخاص بي أكبر وأفضل وأقوى ويعمل... أما زرك فلا يعمل".
وبينت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن مقابلة ديسانتس مع مالك "تويتر" إيلون ماسك، تحولت إلى مادة للسخرية، بعد أن شابها بعض الثغرات الفنية.
ووصفها خصومه السياسيون وسائل إعلام أمريكية بـ"الكارثة"، بينما حاول ديسانتس استدراك البداية المتعثرة في مقابلتين، الأولى مع قناة فوكس نيوز، والأخرى بالبرنامج الإذاعي "مارك ليفين شو" مع المذيع المحافظ مارك ليفين.
ورغم الترويج الكبير للمقابلة، قبل بثها على "تويتر سبيس"، فإنها بدأت متأخرة نحو نصف ساعة، بعد أن فشل ماسك مرارًا في بدئها.
وفشل ديسانتيس في تقديم نفسه خلال الدردشة مع ماسك، كمنافس بإمكانه التفوق على منافسه الأبرز، الرئيس السابق دونالد ترامب، لنيل ترشح الحزب الجمهوري ومواجهة الرئيس الديمقراطي جو بايدن عام 2024، بعدما بدت رسالته مشوشة بسلسلة من الأخطاء التقنية.
وانتظر أكثر من نِصف مليون مستخدم على "تويتر" -تابعوا البث الساعة 6 مساءً بالتوقيت المحلي- فترات طويلة وسط صمت مطبق، كان يتخلله ماسك وهو يقول: "الخوادم معطلة إلى حد ما"، قبل أن يضيف: "أعتقد أننا عُدنا".
ولكن في النهاية، بدأ ماسك ومضيفه المشارك، الرئيس التنفيذي المؤسس للعمليات في "باي بال"، ديفيد ساكس، البث بنجاح بتهنئة ديسانتيس على "تخطي أزمة انقطاع البث".
ديسانتيس يترش
ومع بدء المقابلة، أعلن حاكم ولاية فلوريدا الأمريكية رون ديسانتيس، ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة عام 2024، وقال إنه يهدف إلى "قيادة عودة أمريكا العظمى".
وأضاف خلال فيديو عبر "تويتر": "حدودنا أصبحت كارثة، والجريمة تغزو مدننا، والحكومة الفيدرالية تجعل من الصعب على العائلات تغطية نفقاتهم... والرئيس يتعثر".
وتابع حاكم ولاية فلوريدا: "لكن النجاح ممكن، والحرية تستحق النضال من أجلها"، وأردف: "يجب إعادة إحياء أمريكا، نحن بحاجة إلى الشجاعة للقيادة، والقوة للفوز".
واستمرت المحادثة بجلسة أسئلة وأجوبة تخللتها اضطرابات دورية في البث الصوتي.
وحاول ديسانتيس تصوير البداية المتعثرة على "تويتر" كدليل على الحماسة الجماهيرية لترشحه للرئاسة، إذ قال في مقابلته مع فوكس نيوز: "لقد كان جمهورًا ضخمًا، إنه أكبر جمهور لبث مباشر على الإطلاق، وتسبب ذلك في تعطيل البث المباشر على تويتر".
ووصفت "فايننشال تايمز" بداية حملة ديسانتيس الانتخابية بـ"المشؤومة"، حيث تراجع تأييده في استطلاعات الرأي، وواجه شكوكًا متزايدة من المتبرعين الأثرياء، الذين يشككون في مقاربته للقضايا الاجتماعية مثل الإجهاض.
كما كانت -وفق الصحيفة- "انتكاسة كبيرة بالقدر نفسه لـماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا ومالك تويتر، الذي يصف نفسه بأنه من أكبر مؤيدي حرية التعبير".
ومع ذلك، أثنى ديسانتيس على ماسك، قائلًا: "كان عليك أن تضع أموالك في مكانها الصحيح، لأنني أعتقد أنك أدركت أنه لا يمكن أن يكون لديك مجتمع حر ما لم تكن لدينا الحرية في مناقشة أهم القضايا التي تؤثر في حضارتنا".
وأضاف: "أعتقد أن ما حدث عبر "تويتر" مهم لمستقبل بلدنا، إذ لا يمكن أن يكون لدينا مجتمع تتواطأ فيه الحكومة مع منصات التكنولوجيا الرئيسة لفرض عقيدتها".
وقال حاكم فلوريدا، بعد حل كثير من المشكلات التقنية بالمنصة: "يجب أن نضع حدًا لثقافة الخسارة التي أصابت الحزب الجمهوري خلال السنوات الماضية".
وأضاف موجهًا انتقادًا ضمنيًا لترامب: "الحكومة لا تتعلق بالترفيه، ولا تتعلق بإنشاء علامة تجارية".
وأقر ماسك بـ "مشكلات فنية بسبب الحجم الهائل" للحدث، لكنه أردف: "من الرائع أن يستمع الناس مباشرةً إلى المرشحين للرئاسة".
وبينما رأى حلفاء ديسانتيس أن إطلاق حملته على "تويتر" يؤكد نهج الحاكم غير التقليدي واستعداده لكسر الوضع الراهن، لم يتردد ترامب في السخرية من ديسانتيس على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشال) بسبب البداية المتعثرة لحملته، موضحًا أنها كانت "كارثية"، وكتب: "الزر الأحمر الخاص بي أكبر وأفضل وأقوى ويعمل... أما زرك فلا يعمل".
من جهتها، سارعت حملة الرئيس جو بايدن بنشر تغريدة تحوي رابطًا لصفحة جمع التبرعات في موقعها الإلكتروني وقالت ساخرة: "هذا الرابط يعمل".
في المقابل، قال برايان غريفين، المتحدث باسم حملة ديسانتيس على "تويتر" إن الحماسة بشأنه "أدت إلى تعطل الإنترنت".
وأضاف أن الحملة جمعت مليون دولار خلال ساعة.
فرص ديسانتيس
بث ديسانتيس أيضًا مقطع فيديو مدته دقيقة واحدة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر فيه وهو يقف بمفرده أمام العلم الأمريكي، بينما تتضخم الموسيقى التصويرية الأوركسترالية.
ويردد ديسانتيس خلال الإعلان: "الرفض اختيار... والنجاح ممكن... والحرية تستحق النضال من أجلها".
ورغم ذلك، فإن "فايننشال تايمز" ترى أن ترامب لا يزال المرشح الأوفر حظًا بلا منازع في ميدان مزدحم بشكل متزايد من الجمهوريين، الذين يتنافسون على ترشيح الحزب عام 2024.
ويُظهر أحدث متوسط لاستطلاعات الرأي، التي أجرتها "ريال كلير بوليتيكس"، أن الرئيس السابق يحظى بدعم أكثر من نِصف الناخبين الجمهوريين، يليه ديسانتيس، بنسبة تزيد قليلاً على 20 في المئة.
أما المرشحون المحتملون، بمن في ذلك نائب الرئيس السابق لترامب، مايك بنس والسيناتور الجمهوري تيم سكوت، ونيكي هايلي، السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة، فيحصلون على نسب أقل كثيرًا في استطلاعات الرأي.
خلال الأسابيع التي سبقت إعلان ترشحه للرئاسة، أجرى ديسانتيس جولة شملت ولايات مثل أيوا ونيوهامبشير.
وتفاخر بسجله كحاكم لولاية فلوريدا، بما في ذلك صراعه مع الحكومة الاتحادية بشأن سياسات مواجهة جائحة كورونا، وكان ديسانتيس قد وقع أيضًا إجراءات قيدت بشدة الإجهاض في الولاية، وسهلت على السكان حمل أسلحة "مخفية"، ضمن تحركات أخرى.
وحسب الصحيفة، فإن حجة ديسانتيس الأساسية للترشح، أنه الجمهوري الوحيد، الذي يمكنه هزيمة بايدن، الذي أطاح ترامب في انتخابات 2020.