تركيا تعتزم شراء نظام صاروخي روسي رغم تحذير أمريكي

ترجمات – السياق

بعد ساعات فقط، من إعلان أردوغان أن تركيا تعتزم شراء دفعة ثانية من أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية إس -400، حذرت واشنطن من أن مثل هذه الخطوة، ستؤدي إلى فرض عقوبات جديدة على حليفها في "الناتو".

وجدد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، تحذيراتهم لتركيا من أنه سيتم فرض عقوبات جديدة على أنقرة، إذا مضت قدمًا في خططها لشراء أنظمة دفاع صاروخي روسية إضافية، حسب تقرير لشبكة بلومبرغ الأمريكية.

يأتي التحذير قبل اجتماع حاسم، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في سوتشي 29 سبتمبر.

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن تركيا وروسيا تتفاوضان لنقل التكنولوجيا والإنتاج المحلي، قبل الشراء المحتمل لنظام الدفاع الصاروخي الثاني من طراز S400.

وترى واشنطن أن صواريخ S400 تمثِّل تهديدًا لطائراتها المقاتلة طراز F35 ولنظم الدفاع الأشمل لحلف شمال الأطلسي.

وتقول تركيا إنها غير قادرة على شراء نظم دفاع جوي، من أي دولة حليفة في حلف الأطلسي، بشروط ترضاها.

المراحل الأخيرة

كان ألكسندر ميخيف، رئيس شركة روسوبورون إكسبورت لتصدير الأسلحة، التي تديرها الدولة في روسيا، قال في أغسطس الماضي: إن تركيا في المراحل الأخيرة من التفاوض على الصفقة، بينما قال أردوغان لشبكة CBS الإخبارية في مقابلة الأسبوع الماضي، إنه يعتزم المضي قدمًا في عملية الشراء.

وأضاف: "في المستقبل لن يكون بإمكان أحد التدخل في ما يتعلق بنوع الأنظمة الدفاعية التي نحصل عليها، ومن أي دولة نحصل عليها وعلى أي مستوى" في إشارة للعقوبات التي فرضتها واشنطن على تركيا، في أعقاب حصول تركيا على الدفعة الأولى من هذه الصواريخ.

وردًا على ذلك، توعد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز، تركيا بعقوبات جديدة، في حال واصلت مشترياتها الدفاعية من روسيا.

ونقلت "بلومبرغ" عن مينينديز، رده على تصريحات لأردوغان عن نيته شراء مزيد من الأنظمة الدفاعية من روسيا قوله: "لقد كنا واضحين تمامًا، عندما كتبنا قانون جاستا، سنفرض العقوبات على أي كيان يقوم بأعمال تجارية مهمة مع الجيش الروسي أو قطاع المخابرات، يجب أن تعني أي مشتريات جديدة من قِبل تركيا عقوبات جديدة".

"جاستا" قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات، ويستهدف أي تعامل مع إيران وروسيا وكوريا الشمالية.

كانت الولايات المتحدة، حثت تركيا مرارًا على عدم المضي قدمًا في تسلُّم صواريخ S400 الروسية، والتخلي عن البطارية التي حصلت عليها، حتى مع دخول أنقرة في محادثات مع موسكو بشأن تسليم نظام ثان.

وتتفاوض تركيا وروسيا، بشأن نقل التكنولوجيا والإنتاج المحلي، قبل شراء محتمل لنظام ثان، وحصلت تركيا على أول بطارية عام 2019.

تأكيد العقوبات

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات، على صناعة الدفاع التركية، بسبب شراء أنظمة الصواريخ الروسية، قائلة إن النظام الروسي يمكن استخدامه لجمع معلومات استخبارية عن طائرة الشبح F35 التابعة لشركة لوكهيد مارتن، وقد علقت مقاولي الدفاع الأتراك من البرنامج الدولي للمساعدة في بناء طائرة  F-35.

وقال متحدِّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، عندما سُئل عن تصريحات أردوغان: "نحث تركيا على كل مستوى وفي كل مناسبة، على عدم الاحتفاظ بمنظومة S400 والامتناع عن شراء أي معدات عسكرية روسية أخرى".

وأضاف: "نقول لتركيا بكل وضوح إن أي مشتريات أسلحة روسية كبيرة، تهدد بفرض عقوبات (بموجب قانون جاستا) بخلاف تلك التي فُرضت في ديسمبر2020" وذلك في إشارة إلى قانون مواجهة أعداء أمريكا بالعقوبات عام 2017.

وقال المتحدِّث إن الولايات المتحدة تعد تركيا حليفًا وصديقًا، وإنها تسعى إلى إيجاد سبل لتعزيز الشراكة "حتى في ظِل وجود خلافات".