الحرب الروسية الأوكرانية تحت المجهر... ماذا عن 365 يومًا من الغزو؟

الحرب الروسية الأوكرانية تحت المجهر... ماذا نعرف عن 365 يومًا من الغزو؟

الحرب الروسية الأوكرانية تحت المجهر... ماذا عن 365 يومًا من الغزو؟

ترجمات - السياق

مع مرور عام على الحرب الدائرة في أوكرانيا، سلطت صحيفة الغارديان البريطانية، الضوء على آخر التطورات، وتأثير القصف المستمر في أحوال المدنيين، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي صعّدت فيه القوات الروسية هجماتها على طول الخط الأمامي الشرقي، أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ترحيبه للاجتماع مع الصين.

وأشارت الصحيفة في تقرير بعنوان "الحرب الروسية الأوكرانية تحت المجهر... ماذا عن 365 يومًا من الغزو"؟، إلى أن روسيا تحاول تكثيف هجماتها على المنطقة الشرقية في أوكرانيا، بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لبداية الحرب في العاصمة كييف، التي يشعر سكانها بالخوف من احتفال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بهذه الذكرى بموجة مكثفة من الغارات على المدن الكبرى.

بينما أفادت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، بأن قواتها تصدت لأكثر من 90 هجومًا روسيًا، على الجبهة الشرقية، خلال الساعات الماضية، أطلقت روسيا خلالها 5 آلاف قذيفة، وشنت نحو 3500 غارة جوية.

 

تحرك أممي

على الصعيد الدولي، تطرقت "الغارديان"، إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يطالب روسيا بالانسحاب الفوري، وغير المشروط من الأراضي الأوكرانية، القرار الذي سبق أن توقعت الصحيفة أن توافق عليه الأغلبية العظمى من الدول الأعضاء، وهو ما حدث.

كانت الصحيفة توقعت أن يصدق المجلس المؤلف من 193 عضوًا -بأغلبية ساحقة- على القرار الواسع، إلا أنها رجحت أن تستمر الصين وجنوب إفريقيا والهند وعديد من الدول جنوب الكرة الأرضية في الامتناع عن التصويت.

كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة طالبت في قرار حظي بأغلبية واسعة، الخميس، بانسحاب "فوري" للقوات الروسية من أوكرانيا، ودعت إلى سلام "عادل ودائم" عشية الذكرى السنوية الأولى للغزو.

ومن إجمالي 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، حصل القرار غير الملزم على تأييد 141 دولة، مقابل اعتراض سبع دول (روسيا وبيلاروس وسوريا وكوريا الشمالية ومالي ونيكاراغوا وإريتريا)، بينما امتنعت 32 دولة عن التصويت، بينها الصين والهند.

من جانبه، شجب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، الغزو الروسي لأوكرانيا، ووصفه بأنه "إهانة لضميرنا الجمعي" في اجتماع عقدته الجمعية العامة على مدى يومين.

وقال من مقر الأمم المتحدة بنيويورك: إن ذكرى الجمعة "علامة فارقة قاتمة لشعب أوكرانيا والمجتمع الدولي".

ورأى جوتيريس، خلال الجلسة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لحرب روسيا على أوكرانيا، أن الحرب تُغذي عدم الاستقرار الإقليمي والانقسامات العالمية، وتصرف الانتباه والموارد عن الأزمات الأخرى والقضايا العالمية الملحة.

 

خطة صينية

من الأمور التي برزت أيضًا، بعد مرور عام على الحرب الأوكرانية، الحديث عن خطة سلام صينية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه على عِلم بـها، مشيرًا إلى أنه "لم يطلع على وثيقة محددة، وأنه من السابق لأوانه تحليل هذه المبادرة".

وأضاف، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز: "الحديث الصيني، جانب من بعض الخطوات الأولى، التي نراها جيدة للغاية"، مؤكدًا أن كييف لن تستخلص أي استنتاجات إلا بعد أن ترى "تفاصيل محددة".

وأكد -عشية الذكرى الأولى للغزو- أنه أرسل "إشارة على مستوى الدبلوماسيين أننا نود أن نلتقي الصين، فهذا في مصلحة أوكرانيا".

في غضون ذلك، قال سانشيز: "لقد عدت إلى أوكرانيا بعد عام من بدء الحرب. سنبقى إلى جانب أوكرانيا حتى عودة السلام إلى أوروبا".

وتناولت الصحيفة البريطانية أيضًا تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتينبيرغ، التي قال فيها إن الحلف يرى إشارات على أن الصين تفكر في إمداد روسيا بالسلاح، محذرًا إياها من اتخاذ هذه الخطوة.

كما حذرت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، الصين من أن تقديم أي دعم مادي للجهود الحربية الروسية سيكون "مصدر قلق خطير للغاية".

وقالت للصحفيين في الهند: "سنواصل بالتأكيد التوضيح للحكومة الصينية والشركات والبنوك المعنية، القواعد المتعلقة بعقوباتنا والعواقب الوخيمة التي قد تواجهها حال انتهاكها".

كان وانغ يي كبير الدبلوماسيين الصينيين قد التقى بوتين في موسكو، الأربعاء، حيث أعادت الصين وروسيا تأكيد علاقتهما الثنائية الوثيقة.

وذكرت وكالة أنباء تاس الروسية المملوكة للدولة، أن وانغ أبلغ بوتين بأن بكين ستلعب دورًا "بناءً" في التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في أوكرانيا.

وقبل هذا اللقاء، التقى وانغ سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، حيث قال إنه يتوقع التوصل إلى "توافق جديد" بشأن تعزيز العلاقة بين الحليفين.

وحسب الصحيفة البريطانية، من المتوقع أن يزور الرئيس الصيني شي جين بينغ، روسيا خلال الأشهر المقبلة.

بينما ذكرت صحيفة وول ستريت الأمريكية، الأربعاء، أن الولايات المتحدة تدرس إصدار معلومات استخباراتية لنقل الصين أسلحة محتملة إلى روسيا، مشيرة إلى أن الدول الغربية حصلت على معلومات استخبارية، تفيد بأن بكين قد تنهي قريبًا ضبط النفس الذي فرضته على إمدادات الأسلحة لموسكو.

 

تطور نووي

وعما إذا كانت الأمور ستتطور لصراع نووي، تطرقت "الغارديان" إلى تصريح بوتين بأن روسيا ستنشر صاروخها البالستي العابر للقارات "سمارت" ، الملقب بـ "ساتان2"، إضافة إلى إدخال صواريخ تفوق سرعة الصوت وغواصات نووية جديدة ساحة الحرب.

وأضاف بوتين، خلال خطاب بمناسبة عطلة المدافع عن الوطن، الخميس، أن روسيا "ستولي اهتمامًا متزايدًا" لتعزيز قواتها النووية في البر والبحر والجو.

وأشاد بوتين بالجنود الذين "يقاتلون ببطولة وشجاعة للدفاع عن الوطن الأم" في خطاب ألقاه بتجمع حاشد في موسكو، الأربعاء، بمناسبة عام من الحرب في أوكرانيا.

وهو ما رد عليه الرئيس الأمريكي جو بايدن، بقوله: إن بوتين ارتكب "خطيئة كبرى" بتعليق العمل بآخر معاهدة نووية تربط روسيا بالولايات المتحدة، وهي معاهدة ستارت، للحد من الأسلحة النووية.

ورغم ذلك بينت الصحيفة أن الجانبين الأمريكي والروسي لا يريان أن الخطوة تزيد احتمالات نشوب حرب نووية.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، قوله: "لا أعتقد أن قرار تعليق المشاركة في معاهدة نيوستارت يقربنا من حرب نووية".

على جانب آخر، تحدث مؤسس قوة المرتزقة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوزين، عن إرسال الذخيرة التي تشتد الحاجة إليها لقواته، بعد خلاف اتهم فيه القيادة العسكرية بالخيانة.

وبحسب وكالة رويترز، قال يفغيني بريغوزين، في مقطع صوتي، إنه شعر بالضغط الذي مارسه هو وآخرون على وزارة الدفاع، مضيفًا "قيل لي إن الذخيرة في طريقها الآن".

وتابع: "حتى الآن، كل شيء على الورق، لكننا أبلغنا بتوقيع الوثائق الرئيسة"، مستدركًا: "أود أن أشكر كل أولئك الذين ساعدونا في القيام بذلك. لقد أنقذت مئات، وربما آلاف الرجال الذين دافعوا عن بلادهم، ومنحتهم فرصة للمضي قدمًا في حياتهم".

وتصاعدت التوترات بين الجيش الروسي وقوات فاغنر، بعد أن اتهم قائد المجموعة العسكرية موسكو بمنع الإمدادات عن رجاله.

قائد المجموعة يفغيني بريغوزين، المقرب من الرئيس الروسي بوتين، قال إن القوات في منطقة باخموت تكبدت خسائر فادحة، الثلاثاء الماضي، بسبب "فقر الذخيرة"، كما ظهرت على الإنترنت صورة لعشرات القتلى من أعضاء فاغنر.

 

العقوبات

وفي ما يخص العقوبات الغربية على روسيا، قال وزير الاقتصاد الإيطالي، جيانكارلو جيورغيتي، إن العقوبات التي فرضتها دول مجموعة السبع على روسيا منذ غزوها لأوكرانيا، يجب أن تطبقها مجموعة العشرين.

بينما قالت مصادر دبلوماسية في بروكسل لـ "رويترز": إن دول الاتحاد الأوروبي فشلت، الأربعاء، في الاتفاق على عقوبات جديدة ضد روسيا يُفترض تطبيقها، الجمعة، بمناسبة مرور عام على غزو موسكو لأوكرانيا.

وتشمل الحزمة المقترحة قيودًا تجارية تزيد قيمتها على عشرة مليارات يورو، وفقًا للرئيس التنفيذي للتكتل، بما في ذلك فرض حظر على واردات الاتحاد الأوروبي من المطاط الروسي، كما ستُمنع صادرات الاتحاد الأوروبي إلى روسيا، من المعدات التقنية وقطع الغيار، التي قد تستخدمها موسكو في ساحة المعركة.

ومن المقرر، أن ترسل أستراليا طائرات من دون طيار إلى أوكرانيا، وتوسع العقوبات المفروضة على الحكومة الروسية والشخصيات العسكرية والإعلامية، كجزء من تعهدها بالوقوف مع كييف "لأطول فترة ممكنة".

وتشمل الحزمة حظر السفر وتجميد الأصول لـ 90 روسيًا و40 كيانًا روسيًا، بما في ذلك المنفذ الإعلامي المملوك للدولة "سبوتنيك".

بينما أعلنت وزارة الدفاع الفنلندية إن هلسنكي سترسل ثلاث دبابات قتالية من طراز ليوبارد2 إلى أوكرانيا.

وحسب الصحيفة البريطانية، يأتي هذا الإعلان بعد أن قال وزير الدفاع السويدي بال جونسون، إن بلاده مستعدة لإرسال بعض دباباتها القتالية من طراز ليوبارد لأوكرانيا، كما أعلنت الحكومة التشيكية إرسال شحنة مساعدات عسكرية إلى كييف.

من جانبه، تعهد بايدن بأن الولايات المتحدة ستدافع "حرفيًا عن كل شبر من أراضي الناتو"، قبل محادثات مع الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، وزعماء بوخارست التاسع (بي9)، وهي مجموعة من الدول في الأجزاء الشرقية من حلف الناتو والأقرب إلى روسيا.

وتطرقت "الغارديان" إلى النتائج التي توصل إليها مركز أبحاث أمريكي، جاء فيها أنه يجب "التخطيط بشكل شديد الجدية" لمستقبل بيلاروسيا، الحليف الأول لروسيا، والخاضعة لسيطرتها، محذرًا من "احتمال كبير" لتحقيق الرئيس الروسي مكاسب كبرى بإعادة السيادة الروسية على بيلاروسيا، ثم استخدامها منصة للهجوم على أوكرانيا، ودول الجناح الشرقي للناتو.

ميدانيًا، كشفت الصحيفة البريطانية، عن تعرض النساء في أوكرانيا -بشكل متزايد- للعنف الجنسي، وفقًا لمنظمة إنسانية رائدة في البلاد.

ونقلت عن ماريسيا زاباسنيك، المديرة القُطرية للجنة الإنقاذ الدولية في أوكرانيا، قولها: إن الهاربات من المنازل التي تعرضت للقصف، يبلغن عن تعرضهن لعنف جنسي متزايد داخل الملاجئ، وفي بعض المنازل التي تأويهن.