وزير خارجية تركيا إلى مصر.. هل أوشك قطار التطبيع الوصول لمحطة الرؤساء؟

الأولى منذ عقد.. وزير الخارجية التركي يزور القاهرة السبت، في زيارة رسمية.

وزير خارجية تركيا إلى مصر.. هل أوشك قطار التطبيع الوصول لمحطة الرؤساء؟

السياق

على طريق إعادة العلاقات المصرية التركية، باتت القاهرة وأنقرة تسيران على خطين متوازيين، بعد أن أحدث زلزال تركيا صدعًا في جدار الخلافات بين البلدين، بدأ يتداعى مؤخرًا.

فمنذ الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، بعد يوم من الزلزال الذي ضرب أنقرة وتسبب في آلاف القتلى والمصابين، تسارعت وتيرة المباحثات بين البلدين، وباتا على طريق تطبيع العلاقات.

 

فما الجديد؟

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، الجمعة، أن وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو سيزور العاصمة القاهرة السبت، لإجراء مباحثات موسعة مع نظيره المصري بحضور وفدي البلدين، على أن يعقب ذلك مؤتمر صحفي مشترك.

وستكون تلك الزيارة الأولى من نوعها لوزير خارجية تركي منذ عقد، بحسب وكالة رويترز.

وقالت «الخارجية المصرية»، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن زيارة وزير خارجية تركيا إلى مصر، السبت، افتتاح لمسار استعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين، وإطلاق حوار مُعمق في العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، للوصول إلى تفاهم مشترك يحقق مصالح الدولتين والشعبين.

جاء ذلك في تصريحات صحفية، أدلى بها المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، قبيل الزيارة المرتقبة للوزير مولود تشاووش أوغلو إلى القاهرة السبت.

وكشف متحدث الخارجية المصرية، أن الوزير سامح شكري سيستقبل نظيره التركي في لقاء ثنائي بمقر وزارة الخارجية، تعقبه مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، على أن يعقب ذلك مؤتمر صحفي مشترك.

 

محطات على طريق التطبيع

زيارة الوزير أوغلو تأتي بعد أقل من شهر على زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى مدينة أضنة التركية، التي أشرف فيها على المساعدات الإنسانية التي أرسلتها القاهرة إلى أنقرة، لإظهار التضامن والمواساة المصرية للقيادة والشعب التركي في كارثة الزلازل وما ترتب عليها من أعباء إنسانية.

تلك الزيارة وصفت -آنذاك- بأنها ستكون «انطلاقة جديدة» للعلاقات الثنائية بين الجانبين، وهو ما بدا واضحًا في المؤتمر الصحفي الثنائي، الذي عقده أوغلو وشكري في مدينة أضنة، الذي أظهر أن الجانبين يريان المبادرة المصرية الإنسانية فرصة يمكن البناء عليها لكسر الجمود، الذي شاب مسار تطبيع العلاقات بينهما.

وأعرب الوزير التركي خلال المؤتمر -آنذاك- عن تقدير بلاده للدور المصري الإغاثي، قائلًا إن المباحثات المغلقة التي جرت بينه وبين الوزير شكري ناقشا فيها سبل دفع العلاقات الثنائية، بشكل يرى أنه سيكون له تأثير إيجابي في البلدين والمنطقة، نظرًا إلى أهمية مصر ودورها على المستويين الإقليمي والدولي.

وتعهد بالعمل على نقل العلاقات مع مصر إلى مستوى أعلى، مشيرًا إلى أنه قد يُعقد اجتماع بين رئيسي تركيا ومصر خلال الفترة المقبلة.

وأكد أنه ستوضع -خلال المدى المنظور- خطوات ملموسة لرفع مستوى العلاقات، بينما أعرب الوزير شكري من جانبه عن استمرار جهود مصر لمساندة تركيا وسوريا لتجاوز المحنة الحالية، وعن رغبة القاهرة في فتح آفاق أوسع للعلاقات بينها وبين أنقرة.

وأجرى البلدان في العامين الأخيرين، جولتي محادثات استكشافية بدأت عام 2021، وانتهت في سبتمبر الماضي، بتوافق الجانبين على مواصلة المشاورات، بينما أكدا رغبتهما في إحراز تقدم بقضايا محل نقاش، وتطبيع العلاقات بينهما.

 

المستوى الأعلى

إلا أن أعلى مستوى من التواصل قبل زلزال تركيا، تمثل في مصافحة جمعت بين الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان، خلال حضورهما افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت بقطر في نوفمبر الماضي.

تلك المصافحة أعقبها اتصال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في 7 فبراير الماضي، في أعقاب الزلزال، مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، مقدمًا له التعازي في ضحايا الزلزال المروع.

والاتصال الهاتفي الأول من نوعه بين الزعيمين بعد مصافحة المونديال، قالت عنه الرئاسة المصرية في بيان -آنذاك- إن الرئيس المصري أجرى اتصالًا هاتفيًا بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، لتقديم التعازي والمواساة في ضحايا الزلزال.

وتحاول تركيا استعادة العلاقات مع مصر، التي شهدت توترات حادة في 2013، بعد أن نددت تركيا بإطاحة الإخوان، لتفتح ذراعيها لأعضاء التنظيم الإرهابي الفارين، ما أغضب القاهرة.