مقتل الخليفة المحتمل لزعيم حركة الشباب الإرهابية في الصومال.. فمن هو؟

أعلنت وزارة الإعلام في الصومال، أن القوات الوطنية تمكنت بالتعاون مع القوات الصديقة، من تصفية الخليفة المحتمل لزعيم حركة الشباب الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة أحمد ديريه.

مقتل الخليفة المحتمل لزعيم حركة الشباب الإرهابية في الصومال.. فمن هو؟

السياق

بعمليات أمنية وبإحباط مؤامرات «إرهابية»، سطر الصومال اليوم الإثنين، فصلًا تاريخيًا في الانتصار على إرهاب حركة الشباب، التي تقض مضاجع البلد الإفريقي، منذ سنوات.

فالحركة التي تأسست في أوائل عام 2004 والمرتبطة أيديولوجيًا بتنظيم القاعدة، تبنت العديد من العمليات الإرهابية التي خلَّفت المئات من القتلى والجرحى في البلد الإفريقي، فيما يكافح الأخير للحدِّ من إرهابها وتحييد هجماتها، بعمليات كان آخرها مقتل الخليفة المحتمل للحركة اليوم.

فماذا حدث في الساعات الماضية؟

في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، أعلنت وزارة الإعلام في الصومال، أن القوات الوطنية تمكنت بالتعاون مع القوات «الصديقة»، من تصفية الخليفة المحتمل لزعيم حركة الشباب الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة أحمد ديريه.

وقالت وزارة الإعلام في بيانها، إن العملية العسكرية المخطط لها سلفًا جرت أول أمس الأحد، في منطقة حرمك بمحافظة جوبا الوسطى، بجنوب البلاد، مشيرة إلى أنَّ القوات الصومالية قامت بتصفية عبد الله نذير المرشح الأول لخلافة الرجل المريض أحمد ديريه.

وبحسب البيان، فإن «المعلومات التي قدمتها المخابرات الصومالية أدت إلى مقتل الزعيم عبد الله نذير في بلدة مريكا بمنطقة جوبا الوسطى جنوبي البلاد»، مشيرة إلى أن البلد الإفريقي من نزع «شوكة من جسد الصوماليين»، بمقتل الخليفة المحتمل لزعيم الحركة.

وأعربت وزارة الإعلام عن امتنانها للشعب الصومالي و«الأصدقاء» الدوليين –لم تحدد هويتهم- الذين ساهموا في تصفية «هذا الزعيم الذي كان عدوًا لدودًا للمواطنين الصوماليين»، على حد قولها.

من جانبه، قال وزير الدفاع في الحكومة الفيدرالية عبدالقادر محمد نو، إن مقتل الخليفة المحتمل لزعيم حركة الشباب عبد الله نذير يعدّ «بداية الثأر للشهداء الذين راحوا ضحية الهجمات الإرهابية».

وأوضح أنَّ القوات الوطنية بالتعاون مع القوات الصديقة قامت بتصفية عبد الله نذير المرشح الأول لخلافة زعيم مليشيات الشباب أحمد ديريه، خلال العملية العسكرية المخططة، والتي جرت أول أمس الأحد، في منطقة حرمك، بمحافظة جوبا الوسطى، بجنوب البلاد.

من هو عبدالله نذير؟

وبحسب وزارة الإعلام فإن نذير، كان الشخصية البارزة في حركة الشباب الإرهابية، وأحد المطلوبين لدى القوات الصومالية، والقوات «الصديقة». وتولى مسبقا عدة ملفات من بينها مسؤول المالية وعضو بمجلس الشورى لدى الإرهابيين.

وكان القيادي في حركة الشباب عبدالله نذير، مسؤول القضايا سابقًا ومسؤول الجبهات ومنسق أنشطة المليشيات كافة حاليًا في حركة الشباب الإرهابية.

وعمل عبدالله نذير موظفًا حكوميًا في دائرة النشاط الديني بحركة الشباب، كما كان أحد العملاء الأمنيين المطلوبين من قبل الحكومة الصومالية وأحد الشخصيات البارزة المعينة خلفًا للزعيم الحالي للحركة أحمد ديرية أبو عبيدة.

ماذا يعني مقتل عبدالله نذير؟

وفيما يعانِي ديريه من مرض شديد في الآونة الأخيرة، كان تصفية الخليفة المحتمل، بمثابة الضربة القاصمة لحركة الشباب الإرهابية، التي تترنَّح في الآونة الأخيرة تحت وقع الضربات المتلاحقة للقوات الأمنية في البلد الإفريقي.

وبحسب وزارة الإعلام، فإن مقتل نذير يعد حدثًا جللًا في المعركة التي تخوضها قوات الجيش ضد فلول مليشيات الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي انطلقت من وسط وجنوب البلاد، بهدف استئصال «المتشددين».

تأتي وفاة نذير فيما يقوم الجيش الصومالي بعمليات أمنية ضد مقاتلي حركة الشباب في مناطق معينة من البلاد، بهدف تحريرها من براثن الحركة الإرهابية.

هل اكتفت الصومال بتصفية نذير؟

لم يكتفِ الصومال بتصفية نذير، بل إن محافظ محافظة بنادر وعمدة بلدية مقديشو يوسف حسين جمعالي، أعلن اليوم أن القوات الأمنية نجحت في تفكيك شبكة إرهابية في العاصمة مقديشو.

وفي مؤتمر صحفي عقده المحافظ، الإثنين، تحدث فيه عن نتائج العمليات الأمنية الموسعة والتي جرى تنفيذها مؤخرًا في العاصمة، أكد أن القوات الأمنية استولت على الأسلحة التي كانت تستخدمها مليشيات الشباب في تهديد المواطنين ومركبات النقل، بالإضافة إلى الاستيلاء على 5 منازل مؤجرة للإرهابيين.

وفي سياق متصل، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية، اندلاع مواجهات بين الجيش الوطني وعناصر مليشيات الشباب الإثنين، في منطقة شيل جدود الواقعة بين مدينة بلدويني ومنطقة عيل بار.

المواجهات تأتي بعد أن شن الجيش الوطني بالتعاون مع السكان المحليين هجومًا على قاعدة مليشيات الشباب في المنطقة، تكبَّدت فيها مليشيات الشباب خسائر فادحة بحسب اللواء صالح يعقوب من الفرقة الـ27 للجيش الوطني الذي قال إن القوات تجري عملية تمشيط في المنطقة.

وفي سياق متصل سيطر الجيش الوطني والسكان، الإثنين، على قرى بُتولي، كُكيلي، هبينو، وديرو، الواقعة على طول منطقة يسومان بمحافظة هيران، فيما قالت وكالة الأنباء الرسمية إنَّ عناصر مليشيات الشباب فرت من تلك القرى بعد علمهم بقدوم الجيش الوطني.

كيف ردت الحركة؟

وما إن أعلن الصومال تصفية عبدالله نذير والذي لم تعلق عليه حركة الشباب، حتى قامت الحرمة بتفجيرات في مدينة بلدويني حاضرة محافظة هيران وسط البلاد.

وأكد محافظ محافظة هيران علي جيتي عثمان في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، أن الانفجارات أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف المدنيين الذين استهدفتهم مليشيات الشباب في تلك الانفجارات.

وفي محاولة من الحركة لـ«الثأر»، حاول عناصرها زرع متفجرات في بئر للمياه بقرية تيرا شنتا الواقعة بين بلدويني وهلجن، إلا أنها انفجرت في تلك العناصر، أثناء محاولة زرعها، مما تسبب في إيقاع قتلى وجرحى في صفوف المليشيات.