اللاجئون الأفغان.. آخر حلقات الصراع بين الديمقراطيين والجمهوريين

النائب الجمهوري مات روزينديل يقول إن الفوضى في أفغانستان، يجب ألا تكون ذريعة لإغراق الولايات المتحدة باللاجئين

اللاجئون الأفغان.. آخر حلقات الصراع بين الديمقراطيين والجمهوريين

ترجمات - السياق

حذَّرت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، من أزمة لاجئين تلوح في الأفق، مع قرب إتمام الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، في وقت يحاول البيت الأبيض العمل بسرعة، لدرء انتقادات المزيد من المسؤولين الحكوميين والمحليين، بشأن إعادة توطين اللاجئين الأفغان.

وأضافت الصحيفة -في تقرير- أن الرئيس جو بايدن واجه سيلًا من الانتقادات، لتخليه عن الشركاء الأفغان، مع سقوط بلادهم في أيدي طالبان، مشيرة إلى جدل سياسي يلوح في الأفق بشأن آلاف الأفغان، الذين سينتهي بهم الأمر بإعادة توطينهم في الولايات المتحدة.

في الوقت نفسه، يعارض قطاع كبير من الجمهوريين -بقيادة دونالد ترامب، الذي جعل قيود الهجرة سمة مميزة لرئاسته- إعادة توطين اللاجئين الأفغان في الولايات المتحدة، بدعوى أنهم قد يكونون خطرين، أو يغيرون تركيبة البلاد.
وتشير "بوليتيكو" إلى أن أعضاء الحزب الجمهوري، يخططون لجعل مسألة اللاجئين الأفغان، إحدى القضايا المهمة، خلال انتخابات التجديد النِّصفي العام المقبل، إلى جانب تشديد الهجوم على قرار بايدن الفوضوي، بتعجيل الانسحاب من أفغانستان.

وتنقل "بوليتيكو" عن النائب الجمهوري مات روزينديل قوله: إن الفوضى في أفغانستان، يجب ألا تكون "ذريعة لإغراق" الولايات المتحدة باللاجئين، مضيفًا: "علينا أن نتأكد من أن الذين يأتون إلينا يريدون دعم بلادنا، وليس مهاجمتها"، مشيرًا إلى أنه يخطِّط لحث آخرين في الكونجرس، على رفض اللاجئين المقيمين في ولاياتهم، قبل فحصهم أمنيًا وصحيًا بشكل جيد.

وتوضح الصحيفة الأمريكية، أنه في المقابل يتحرَّك البيت الأبيض بسرعة، لمحاولة إخماد أي رد فِعل عنيف، وكبح جماح الغضب الذي أصاب جهود إعادة توطين اللاجئين السوريين عام 2015 وأحدث فوضى في برنامج اللاجئين الفيدرالي.

ونقلًا عن "بوليتيكو" يقول مسؤولون في الإدارة الأمريكية، إنهم يعملون في الكواليس، لإطلاع القادة المحليين وقادة الولايات على اتساع نطاق فحص اللاجئين "قبل مجيئهم إلى بلادنا"، مشيرين إلى أن منظمات اللاجئين، التي تعمل مع الإدارة، تفعل الشيء نفسه، وكلاهما يقوم بالتواصل الإعلامي لمحاولة تبديد "خرافات" عملية إعادة التوطين.

وفي السياق ذاته، تشير الصحيفة الأمريكية، إلى أن بايدن كان يعتزم الاجتماع مع حُكام الولايات، الذين عرضوا إيواء الأفغان مؤقتًا أو المساعدة في إعادة توطينهم، لكنه أرجأه بعد مقتل 13 جنديًا أمريكيًا إثر التفجير الذي وقع في محيط مطار كابل.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لـ "بوليتيكو": إن الأفغان "يخضعون لإجراءات مشدَّدة " تتضمَّن "فحوصًا أمنية يتم إجراؤها من قِبلِ خبراء المخابرات ومكافحة الإرهاب، الذين يعملون على مدار الساعة" لفحص الأفغان قبل السماح لهم بدخول الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنه في كثير من الحالات، يتم نقل اللاجئين إلى دولة ثالثة، مثل قطر أو الكويت، حيث يخضعون لفحص إضافي.

 

غزوناهم أولًا وغزونا ثانيًا

كانت وزارة الخارجية الأمريكية، قد حدَّدت 19 منطقة، حيث يمكن للأفغان الاستقرار على أساس الدعم المحلي والموارد، بما في ذلك المنزل، وتكاليف المعيشة، واحد فقط من هذه المجتمعات يرأسه زعيم جمهوري.

وتقول المنظمات التي تساعد اللاجئين وأعضاء الكونجرس، إن هذه القائمة تم توسيعها في الأيام التي تلت سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية، وفق "بوليتيكو".

ووفقًا لإحصائيات البيت الأبيض، فإن الولايات المتحدة منذ 14 أغسطس إلى الآن، ساعدت أكثر من 114400 شخص في الخروج من أفغانستان، منهم 5000 أمريكي.

ويعتقد مسؤولو الإدارة الأمريكية، أن نحو 80 ألف أفغاني مؤهلون للقدوم إلى الولايات المتحدة، وسط انتقادات لافتة من بعض الدوائر المحافظة، إذ نشر "ستيف كورتيس"، مستشار ترامب السابق، صورة لطائرة تحمل لاجئين أفغانًا معلقًا بعبارة: "ارفع يدك إذا كنت تريد أن تهبط هذه الطائرة في بلدتك... لقد دفعت أمريكا تكاليف لا يمكن تصورها في أفغانستان، بسبب الذين هيمنوا على إدارتي بوش وأوباما "، بينما قال الإعلامي في قناة FOX News تاكر كارلسون: "غزوناهم أولاً ثم غزونا هم لاحقًا".

جزء من نسيج الولايات المتحدة

وفي السياق ذاته، قالت جين ساكي الناطقة الرسمية باسم البيت الأبيض: "نعلم أيضًا أن هناك بعض الأشخاص في هذا البلد، وحتى البعض في الكونجرس، قد لا يرغبون في أن يأتي أشخاص من بلد آخر كلاجئين إلى الولايات المتحدة، لكن لا يمكننا إيقاف أو منع ذلك بمفردنا، وسنواصل القول بوضوح إن هذا جزء من نسيج الولايات المتحدة ولا يمكن التراجع عنه".
وانتقد النائب الديمقراطي جيري كونولي الجمهوريين، لما وصفه بنفاقهم بشأن الوضع في أفغانستان، قائلًا: "إذا كنت تعتقد أن لدينا التزامًا أخلاقيًا أو أي نوع من الالتزام، في النضال الذي دام 20 عامًا في أفغانستان، ثم بالامتداد والمنطق، عليك أن تقبل أن لدينا التزامًا أخلاقيًا مماثلًا لمحاولة حماية الذين تعاونوا معنا خلال هذا المسعى".

يشار إلى أن الرئيس السابق ترامب كرر في بيان هذا الأسبوع، ما سبق أن قاله بشأن اللاجئين السوريين عن الأفغان، بقوله: "لا يوجد فحص جيد، كم عدد الإرهابيين الذين سيحضرهم جو بايدن إلى أمريكا؟ لا نعرف...!

إلى ذلك تقول بعض منظمات اللاجئين، إن الأمر مختلف هذا العام، لأن العديد من اللاجئين، من الأفغان الذين ساعدوا الجيش الأمريكي في العقدين الماضيين، بجانب عائلاتهم.

 

انقسام جمهوري
وصوَّت 16 عضوًا جمهوريًا فقط في مجلس النواب، ضد مشروع قانون لزيادة التأشيرات الخاصة للأفغان، وقال بعض حُكام الولايات الجمهوريين، إنهم يرحبون بالأفغان، على عكس بعض الشخصيات المتحالفة مع ترامب داخل الحزب.

وعلى الجانب الآخر، يدعو أكثر من 65 من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين بايدن، إلى زيادة الحد الأقصى السنوي لقبول اللاجئين إلى ما لا يقل عن 200000 في السنة المالية 2022 - ارتفاعًا من تعهد بايدن البالغ 125000- نظرًا للوضع في أفغانستان وأماكن أخرى.


أعظم قوتنا

وتقول "بوليتيكو" إن المشرِّعين كتبوا في رسالة إلى الرئيس الأمريكي: "لأولئك الذين يتساءلون عمّا إذا كانت مسؤوليتنا حقًا توفير الملاذ للهاربين من الصراع أو الاضطهاد، أو الظروف المعيشية الصعبة، نعم، إنها كذلك... إنها ليست مسؤوليتنا فحسب، بل إنها أعظم قوتنا".

ونقلت "بوليتيكو" عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية -رفض ذكر اسمه- أن الولايات المتحدة تركز على جلب حلفائها الذين عملوا مع الجيش، والعديد منهم كمترجمين، إضافة إلى أفغان آخرين معرَّضين للخطر حدَّدتهم واشنطن، إذ يُمنح البعض تأشيرات الهجرة الخاصة بينما يُمنح البعض الآخر "الإفراج المشروط لأسباب إنسانية" لأنهم بخلاف ذلك، ليس لديهم إذن قانوني لدخول البلاد.

ونقلًا عن الصحيفة فإن البنتاغون حدَّد قواعد عسكرية، يتلقى اللاجئون فيها المساعدة في أوراقهم وتوجيههم بشأن الثقافة الأمريكية، بينما تبحث منظمات اللاجئين عن موقع لتوطينهم، وتقول منظمات اللاجئين إنها تتشاور مع المسؤولين المحليين، والمناطق التعليمية، والسُّلطات الصحية والمنظمات الدينية لتحديد المجتمع المناسب لهم.