لماذا تسعى أمريكا إلى وضع قوانين لتنظيم الذكاء الاصطناعي؟

أعلنت السلطات الأمريكية إطلاق مشاورات رسمية بشأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

لماذا تسعى أمريكا إلى وضع قوانين لتنظيم الذكاء الاصطناعي؟

السياق

مع تزايد المخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي وتطوره السريع، فتحت السلطات الأمريكية الباب، لتلقي مقترحات لإعداد قواعد لوضع كوابح على التقنيات الجديدة، مثل "شات جي بي تي" وسط مخاوف من تأثيراتها في المجتمع.

وأعلنت السلطات الأمريكية إطلاق مشاورات رسمية بشأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

ووجهت وزارة التجارة الأمريكية دعوة للجهات الفاعلة في هذا القطاع، لتقديم مساهمات لإدارة الرئيس جو بايدن، لإعداد تصور لأنظمة خاصة بالذكاء الاصطناعي.

وأوضحت وزارة التجارة الأمريكية، أن تلك الخطوة تأتي لضمان السلامة العامة للجميع. وقالت: "مثلما لا يوزع الطعام والسيارات في الأسواق، من دون ضمان مناسب للسلامة، كذلك يجب أن توفر أنظمة الذكاء الاصطناعي ضمانًا للعامة والحكومة والشركات بأنها ملائمة".

وتعد الولايات المتحدة، من الدول المتأخرة دوليًا في مجال الأنظمة والتشريعات، التي تخص الذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى منح الحرية لـ "سيلكون فالي" لطرح منتجات عدة بلا تحقق من تأثيرها في المجتمع.

ودعا الرئيس الأمريكي مرارًا أعضاء الكونجرس، لتمرير قوانين تضع قيوداً صارمة على شركات التكنولوجيا الضخمة، لكن الانقسامات بينهم حالت دون إحراز أي تقدم.

وطلبت شركة أوبن إيه آي إخضاع أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها إلى "تقييمات سلامة صارمة"، مشيرة إلى الحاجة لتنظيم شامل.

وفي السياق ذاته، قال آلان ديفيدسون، مساعد وزير التجارة إن دعوة المختصين لتقديم مساهمات لإدارة بايدن، ستنتج عنها سياسات تدعم عمليات التدقيق في الذكاء الاصطناعي، وتقييمات المخاطر والسلامة وأدوات أخرى، يمكن أن تفرز ثقة مكتسبة بأنظمة الذكاء الاصطناعي".

وقبل نحو شهر دعا 1100 باحث وخبير في مجال الذكاء الاصطناعي، بينهم إيلون ماسك، في رسالة مفتوحة إلى التوقف عن تطوير ذكاء اصطناعي قوي، لحين اعتماد أنظمة حماية منها، كإنشاء هيئات تنظيمية جديدة خاصة بهذا المجال، ومراقبة أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتقنيات تساعد في تمييز الأعمال الفعلية من تلك المُبتكرة من برامج للذكاء الاصطناعي، وإنشاء مؤسسات قادرة على التعامل مع "المشكلات الاقتصادية والسياسية التي تتسبّب بها هذه البرامج".

 وطالب الموقعون بوقف تطوير برامج للذكاء الاصطناعي الأقوى من "شات جي بي تي4" الذي أطلقته شركة أوبن ايه آي، مشيرين إلى ما تحمله هذه البرامج من "مخاطر كبيرة على البشرية".

وتتزايد المخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي، و"شات جي بي تي" على وجه الخصوص، لاسيما بعد تساؤل المشرعين الأمريكيين عن تأثيره  في الأمن القومي والتعليم، في الوقت الذي حذرت حذرت وكالة الشرطة الأوروبية من  استخدام التطبيق في محاولات الخداع الإلكترونية ونشر المعلومات المضللة والجرائم الإلكترونية.