مقامرة عالية المخاطر للعالم.. ماذا تعني إعادة ترشح بايدن للرئاسة؟
رأت فايننشال تايمز أن خطة بايدن للترشح مقامرة عالية المخاطر للحزب الديمقراطي والولايات المتحدة والعالم.

ترجمات - السياق
تحت شعار "الحرية" أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، رسميًا ترشحه في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، كأنه يراهن على "التهديد" الذي يُشكله سلفه دونالد ترامب على "الديمقراطية الأمريكية"، لتتساءل صحيفة فايننشال تايمز البريطانية: هل هذا الشعار يكفيه للاستمرار في منصبه، أم أن هناك تحديات أخرى قد تعيقه؟
عامل السن
صحيفة فايننشال تايمز، وصفت إعلان بايدن بأنه "مقامرة انتخابية عالية المخاطر"، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي كان قائدًا ناجحًا للولايات المتحدة، لكنه يبلغ من العمر 80 عامًا، في إشارة إلى أن عامل السن ليس بالتحدي القليل، أمام حصول بايدن على ولاية أخرى.
وقال بايدن في مقطع فيديو لإعلان ترشحه بعنوان "الحرية" نشره في مواقع التواصل الاجتماعي: "السؤال الذي نواجهه هو ما إذا كان لدينا في السنوات المقبلة مزيد من الحرية أم حرية أقل... مزيد من الحقوق أم أقل".
وأضاف: "هذا ليس وقت الشعور بالرضا عن النفس... لهذا السبب أنا أرشح نفسي لإعادة انتخابي".
وقال بايدن في الفيديو: "لقد واجه كل جيل من الأمريكيين لحظة كان عليهم فيها الدفاع عن الديمقراطية... دافعوا عن حرياتنا الشخصية... دافعوا عن حق التصويت وحقوقنا المدنية... وهذه هي لحظتنا"، متابعًا: "دعونا ننهي هذه المهمة، وأنا أعلم أننا نستطيع".
صدام ومقامرة
ورأت "فايننشال تايمز" أن خطة بايدن للترشح لإعادة انتخابه "مقامرة عالية المخاطر للحزب الديمقراطي والولايات المتحدة والعالم".
وأشارت إلى أن المخاطر تتزايد بشكل كبير، بسبب احتمال أن يكون خصمه الجمهوري هو دونالد ترامب مرة أخرى.
ورأت الصحيفة البريطانية، أن الرئيس السابق دونالد ترامب، البالغ من العمر 76 عامًا "أثبت عدم أهليته للمنصب" خلال الفترة التي قضاها في البيت الأبيض، مشيرة إلى أن رفضه قبول نتائج انتخابات 2020 أكد أنه "ديماغوجي خطير".
ونوهت إلى أن قرار بايدن الترشح مرة أخرى، قد يكون مدفوعًا جزئيًا بالشعور بأنه مؤهل بشكل فريد لهزيمة ترامب والتخلص من "التهديد" الذي يُمثله الرئيس السابق "للديمقراطية الأمريكية". حسب وصفه.
وأوضحت "فايننشال تايمز" أن بايدن هزم ترامب بالفعل، بينما تشير استطلاعات الرأي -بحسب الصحيفة- إلى أنه سيهزمه بفارق ضئيل مرة أخرى، رغم أنه لو واجه مرشحًا آخر من الجمهوريين العاديين أو أمام منافسين محتملين مثل رون دي سانتيس، حاكم فلوريدا، سيتعرض للخسارة.
إلا أن الصحيفة عادت لتؤكد أن الرئيس الحالي يُمثل جناحًا من حزبه، يتمتع بالقدرة على جذب الناخبين المتأرجحين، الذين قد يكونون حاسمين في المنافسة مع ترامب.
قوة بايدن
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هناك أمورًا نجح فيها بايدن بجذب عديد من الناخبين، الذين أيدوا في البداية وعد ترامب بـ "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، منها إخلاصه لجذوره من الطبقة المتوسطة في بنسلفانيا، مشيرة إلى أن التزامه بإعادة جعل الولايات المتحدة بلدًا صناعيًا منافسًا، إضافة إلى عمله على قانون البنية التحتية وتمريره إصلاحات لنظام الرعاية الصحية.
كما استخدم بايدن خبرته كعضو في مجلس الشيوخ، لدفع تشريعات تاريخية -بما في ذلك قانون البنية التحتية بتريليون دولار وأكبر حزمة من التدابير المناخية في تاريخ الولايات المتحدة- وأجاز أيضًا إصلاحات الرعاية الصحية وقانون الرقائق لتعزيز الإنتاج المحلي لأشباه الموصلات، وهي أمور كانت عامل جذب كبير للناخبين الأمريكيين.
عبء محتمل
أما في ما يخص السياسة الخارجية، فقد أشارت "فايننشال تايمز" إلى أنه رغم أن الانسحاب من أفغانستان كان فوضويًا، فإن التعامل مع حرب أوكرانيا كان حازمًا وفعالاً، موضحة أن الرئيس الأمريكي الحالي كان ماهرًا في حشد التحالف الغربي ضد روسيا.
ونوهت الصحيفة إلى أن كثيرين في أوروبا يخشون احتمال أن يحل محله ترامب، الذي يُعرف جيدًا بتشكيكه الدائم في تماسك حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والدفء العرضي تجاه كل من الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ.
ورغم ذلك، ترى الصحيفة البريطانية أن سن بايدن يجعله عبئًا محتملاً على الديمقراطيين.
صحة بايدن
وبينت "فايننشال تايمز" أن حزب بايدن سيخشى تدهورًا مفاجئًا في صحته، أو وقوع حدث يمنح مصداقية لمزاعم الجمهوريين المتكررة بأن القدرات العقلية للرئيس آخذة في التدهور.
ورغم أنه لا يوجد دليل -حتى الآن- على ذلك، فإن عديد الناخبين -وفق الصحيفة البريطانية- سيتساءلون عما إذا كان ذلك سيظل صحيحًا في غضون ست سنوات أخرى، يكون بايدن حينها بلغ 86 عامًا.
نائبة يايدن
ورأت "فايننشال تايمز" أن فشل نائبة الرئيس كامالا هاريس، في إقناع الناخبين بأنها مستعدة لدخول المكتب البيضاوي، يضاف إلى المخاطر المحتملة لمحاولة إعادة انتخاب بايدن.
وأضافت: "في عالم مثالي، قد يستبدل الرئيس بهاريس "زميلًا" أكثر مصداقية وحنكة، لكن السياسات العرقية الحساسة للحزب الديمقراطي، والحاجة إلى تحفيز الناخبين الأمريكيين من أصل أفريقي، تجعل من الصعب على بايدن أن يتخلى عن بطاقة أول امرأة سوداء وأول أمريكية آسيوية تُنتخب نائبة للرئيس".
وتوقعت الصحيفة البريطانية، أن تكون الاستراتيجية البديلة، منح هاريس فرصة أكبر للازدهار خلال العام المقبل.
وأمام المعضلة التي تواجه الديمقراطيين، بعد إعلان بايدن إعادة ترشحه، شددت "فايننشال تايمز" على أن الولايات المتحدة دولة ديمقراطية، ومن ثمّ من حق بايدن الترشح، لكن "نجاحه" يتوقف على ما يقرره الناخبون الأمريكيون.