بلومبرغ: حرب السودان تختبر الدبلوماسية العربية الجديدة
بحسب بلومبرغ، فإن عديد المبادرات الإقليمية الأخيرة كاتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل والاتفاق السعودي الإيراني، أمثلة على البراعة الدبلوماسية الجديدة.

ترجمات - السياق
قالت وكالة بلومبرغ، إن النخب الحاكمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كانت على مدى السنوات الثلاث الماضية، تهنئ نفسها على ما تزعمه - أو يرغب بقيتنا في تصديقه- بأنها حقبة جديدة من الدبلوماسية العربية.
وأكدت الوكالة الأمريكية، أن «المقولة التي يتردد صداها في دوائر السياسة الخارجية الأمريكية، تشير إلى أنه نظرًا لأن الولايات المتحدة تفقد اهتمامها، أو تتخلى عن التزاماتها في الوطن العربي، بدليل بعض عمليات الترحيل السري، فإن القادة الإقليميين يتكيفون ببراعة مع بعضهم ومع القوى العالمية، لحل المشكلات طويلة الأمد في المنطقة.
وبحسب «بلومبرغ»، فإن «عديد المبادرات الإقليمية الأخيرة كاتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل والاتفاق السعودي الإيراني، أمثلة على هذه البراعة الدبلوماسية الجديدة»، مشيرة إلى أن «الرسالة الأساسية منها تشير إلى أن العرب ليسوا بحاجة إلى حلول غربية لأزماتهم.
وأشارت إلى أن فكرة أن اللاعبين الإقليميين يتعاملون مع مشكلاتهم بأنفسهم الآن، تتناسب مع إجماع الحزبين في واشنطن، على أن الولايات المتحدة يجب أن تقلل من دخولها الدبلوماسي في الوطن العربي، وأن تعيد تخصيص الموارد لمناطق أخرى مليئة بالأزمات، مثل شرق آسيا، ومؤخراً، شرق أوروبا.
وزارة الخارجية المصرية تعلن مقتل محمد الغراوي مساعد الملحق الإداري بالسفارة المصرية في الخرطوم وتؤكد استمرار البعثة المصرية في السودان في متابعة مهام إجلاء المواطنين المصريين#السياق #محمد_الغراوي #مصر #السودان pic.twitter.com/gutwxfXpES
— السياق (@alsyaaq) April 25, 2023
الدبلوماسية العربية
ورغم ذلك فإنه سرعان ما تندلع الحرب في بلد عربي آخر، بحسب «بلومبرغ»، التي قالت إن «التنافس الدموي على السلطة بين الجنرالين المارقين في السودان، يمثل تحديًا جديدًا للدبلوماسية العربية الجديدة».
وتقول الوكالة الأمريكية، إن القيام بمفاوضات خلال فترة توقف في نزاع أنهك المقاتلين شيء، كما هو الوضع في الحروب الأهلية في اليمن أو سوريا، وتنظيم هدنة بين طرفين متحاربين مصممين بدآ القتال شيء آخر تمامًا.
وأشارت إلى أن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لم يترسخ، فلم يبد قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، اهتمامًا بوقف قواتهما، فكلاهما يتنافس على القيادة العليا للسودان، وهو بلد عربي وإفريقي.
كواليس ما قبل الحرب
وما إن تحركت عقارب الساعات باتجاه الخامس عشر من أبريل الجاري، حتى اندلعت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي خلفت -حتى الآن- أكثر من 400 قتيلًا، وآلاف الفارين من مناطق النزاع.
إلا أن تلك «الحرب» بين الطرفين، لم تكن وليدة اللحظة، بل إن حممها البركانية ظلت تغلي فترة، حتى انفجرت، لتطول شظاياها ثالث أكبر بلد في إفريقيا، وسط تخوفات وتحذيرات من أن تمتد نيرانها إلى دول أخرى.
وأعلن الجانبان –الجمعة- أنهما سيلتزمان بهدنة ثلاثة أيام، لكن القتال استمر حتى الآن، بينما الصراع بين القائد العسكري الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع اللواء محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي» عميق للغاية، لدرجة أن احتمال موافقة أي من الجانبين، على وقف دائم لإطلاق النار بلا مزيد من إراقة الدماء، يبدو ضئيلًا.
ووفقًا لأربعة مصادر مطلعة على المفاوضات، فإن التوترات تصاعدت بسرعة، مع بدء المحادثات لإعادة البلاد إلى طريق الديمقراطية.
بينما قال مصدر سوداني شارك في المفاوضات، في تصريحات لموقع أكسيوس الأمريكي، إن العداء ترسخ في الأسابيع الأخيرة، بعد أن رفض البرهان وحميدتي الترحيب ببعضهما أو تبادل أي كلمات، بما في ذلك أثناء المحادثات التي شاركا فيها تمهيدًا للانتقال إلى الحكم المدني.