مسؤول عن تعيين المرشد الأعلى.. من وراء اغتيال سليماني؟
آية الله سليماني، مسؤول عن تعيين المرشد الأعلى والإشراف على عمله، ويحق له دستوريًا عزله وتعيين غيره، إذا رأى ذلك ضروريًا.

السياق
حادث قتل خطير، هز أرجاء النظام الحاكم في طهران، من دون معرفة دوافعه حتى الآن، حيث جاء في وقت حرج بعد انتفاضة شعبية جارفة وتدهور حالة المرشد خامنئي، وسط خلافات مكتومة عن وريثه بأعلى سلطة في البلاد.
وأعلنت السلطات الإيرانية –الأربعاء- قتل عضو مجلس الخبراء، المسؤول عن تعيين المرشد الأعلى الإيراني آية الله سليماني، في هجوم شمالي إيران نفذه مسلح قبل اعتقاله، كما أعلن مسؤولون.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) نقلاً عن النائب السياسي والأمني والاجتماعي لمحافظ مازندران (شمال) حيث وقع الهجوم أن "سليماني تعرض –الأربعاء- لهجوم فردي مسلّح، أثناء وجوده في أحد بنوك مدينة بابلسر شمالي إيران، توفي على أثره".
وأكد سلغي "إلقاء القبض على المعتدي على الفور وأنه يستجوب من القوات الأمنية الإيرانية"، مشيرًا إلى أن "دوافع منفذ عملية الاغتيال ما زالت مجهولة حتى هذه اللحظة".
معلومات أولية
من جهته، قال محافظ مازندران محمود حسين بور، إن المهاجم كان من أفراد الأمن في البنك.
وأضاف للتلفزيون الإيراني: "حتى الآن تشير معلوماتنا ووثائقنا إلى أن ما حصل لم يكن عملًا أمنيًا أو إرهابيًا".
والهجمات على ممثلي رجال الدين الإيرانيين نادرة جدًا.
وفي أبريل 2022، طعن جهادي مشتبه به اثنين من رجال الدين الشيعة حتى الموت، في مدينة مشهد المقدسة (شمالي شرق).
وأوضح محافظ مازندران، أن الحادث "ليس إرهابيًا" وأن السلطات تحقق في دوافع القاتل.
ويُظهر مقطع فيديو بالهاتف المحمول، ضباط شرطة يحملون جثة الضحية ملفوفة في بطانية سوداء.
متداول.. اغتيال ممثل سابق لـ #خامنئي بمدينة #بابلسر شمال #إيران.#السياق #IranRevoIution pic.twitter.com/3sgV0aK3g7
— السياق (@alsyaaq) April 26, 2023
ممثل المرشد الأعلى
شغل سليماني منصب ممثل المرشد الأعلى علي خامنئي، وإمام صلاة الجمعة في كاشان، وهي مدينة وسط البلاد بين طهران وأصفهان، وفي زاهدان، عاصمة سيستان بلوشستان، وهي منطقة في الجنوب الشرقي، تضم مسلمين سُنة.
كان عباس علي سليماني عضوًا في مجلس الخبراء، المسؤول عن تعيين المرشد الأعلى، أعلى سلطة في البلاد، ويرأس الهيئة النافذة حاليًا رجل الدين المحافظ المتشدد أحمد جنتي (96 عامًا).
مجلس الخبراء الذي كان عضوًا فيه، هيئة مؤلفة من 88 دينيًا ينتخبون لمدة ثماني سنوات، بالاقتراع العام المباشر من المرشحين، وافق عليهم مجلس صيانة الدستور.
وهو مسؤول عن تعيين المرشد الأعلى والإشراف على عمله، ويحق له دستوريًا عزله وتعيين غيره، إذا رأى ذلك ضروريًا، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
الهجوم هو الأخطر ضد رجل دين منذ سنوات في البلاد.
حادث مشابه
وفي أبريل 2022، أدى هجوم نفذه متطرفون مشتبه بهم في مدينة مشهد المقدسة (شمالي شرق) إلى قتل اثنين من رجال الدين الشيعة.
وقالت وكالة الأنباء تسنيم -حينذاك- إن المشتبه به الرئيس عبداللطيف مرادي (21 عامًا) أوزبكي دخل إيران بشكل غير قانوني عبر الحدود الباكستانية قبل عام. وأعدم مرادي شنقًا في يونيو بالمدينة نفسها بتهمة "الحرابة".
ونفذ هجومه في اليوم الثالث من شهر رمضان المبارك، حيث تجمعت حشود كبيرة من المصلين عند ضريح الإمام الرضا.
جاء هجوم مشهد، بعد أيام من قتل اثنين من رجال الدين السُّنة بالرصاص، خارج مدرسة دينية في بلدة جونباد كافوس، شمالي إيران.