في سجن كوبر أم أطلق سراحه... أين عمر البشير؟
بينما يتركز القتال في الخرطوم ومناطق أخرى، يقبع الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، في سجن كوبر بالعاصمة الخرطوم السودانية، بعد عزله من منصبه عام 2019.

السياق
خطوات متسارعة على طريق السودان، ذلك البلد الإفريقي الذي بات مشرذمًا بين قائدين كانا بالأمس القريب رفيقين، إلا أنهما «باتا عدوين يتناحران في حرب أدت إلى قتل وإصابة مئات وتشريد آلاف».
وضع دق جرس إنذار من آفة الحرب الطويلة الأمد، التي تفشت كالفيروس في بلدان مجاورة لثالث أكبر بلد إفريقي، إلا أنه حمل في طياته كثيرًا من المخاوف، من إمكانية أن يجر الصراع بين الرجلين المنطقة إلى صراع، يفاقم التوتر الذي تعيشه، ويكون ملاذًا آمنًا للتنظيمات الإرهابية.
أين البشير؟
أطلقت السلطات السودانية، الأحد، سراح سجناء سجن كوبر بالخرطوم بعد أن احتج السجناء على نقص الطعام والماء من خلال حرق سيارتين داخل السجن، حسبما أفاد مصدران بالشرطة السودانية لشبكة CNN
وانتشرت عدة مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر سجناء يسيرون في الشارع بعد الإفراج عنهم وهم يحملون أمتعتهم.
بالمقابل، زعمت أنباء غير مؤكدة أن البشير كان من بين السجناء المفرج عنهم من سجن كوبر، لكن مصادر قالت لشبكة CNN إن الرئيس السابق نُقل إلى مستشفى "علياء" في أم درمان غربي الخرطوم قبل عام بسبب مشاكل صحية.
واتهمت قوات الدعم السريع في بيان، الأحد، القوات المتنافسة الموالية للقوات المسلحة السودانية بالمسؤولية عن إطلاق سراح الأسرى.
وقال الدعم السريع في بيان عبر تويتر،: "يحاول قادة الانقلاب، مدعومين من قبل المتطرفين، عكس مسار التقدم من خلال إعادة حكم النظام السابق. وتتضح هذه النية الآن، حيث تشير التقارير الأخيرة إلى أن قادة الانقلاب أخلوا بالقوة جميع السجناء من سجن كوبر، حيث كان قادة النظام السابق محتجزين".
رواية أخرى
في المقابل، كانت هناك رواية أخرى، نقلتها وسائل إعلام سودانية، بينها «برق السودان»، قائلة -على لسان مصادر استخباراتية- إن «قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، تلقى أوامر من علي كرتي وأسامة عبدالله، لاقتحام سجن كوبر لإطلاق البشير، وقادة النظام السابق».
وبحسب المصادر التي لم تسمها، فإن «عملية اقتحام السجن ستقوم بها مجموعة تتكون من هيئة العمليات السابقة بجهاز الأمن، التي تعرف بخبرتها الواسعة في حرب المدن وتحرير الرهائن، إلى جانب قوات الأمن الشعبي وكتائب الظل».
وزعمت المصادر أن «هذه المجموعة تلقت أمراً بفعل كل ما يلزم (...) سيقوم طيران الجيش بتغطية العملية لمنع تدخل قوات الدعم السريع ومنع إفشالها للعملية».
وأشارت إلى «تقسيم قوات على الأرض إلى مجموعتين: قوات جاهزة للاشتباك مع قوات الدعم السريع المتوقع تدخلها، وقوات تتسلم قادة النظام السابق وتعمل على تأمين مسارات وصولهم إلى الملاذات الآمنة، التي بينها البدروم أو جوبا عاصمة جنوب السودان».
وتوقعت الصحيفة أن تشهد الأربع والعشرون ساعة المقبلة هروب البشير، وقادة النظام السابق، زاعمة أنها ساعة الصفر لإعلان الإسلاميين بداية حرب شاملة في جميع مدن السودان، قد حانت.
تلك الحرب المعلوماتية، تفاعلت معها مواقع التواصل الاجتماعي، فتداول مغردون معلومات مجهولة المصدر عن الهجوم على سجن الهدى، وأخرى عن سجن كوبر حيث يحتجز البشير، معبرين عن مخاوفهم من أن تتسبب الاقتحامات في خروج رموز النظام السابق.
التهم الموجهة للبشير
يحاكم عمر البشير و27 من المسؤولين في حكومة الإنقاذ بـ«الاستيلاء على السلطة بانقلاب عسكري على حكومة منتخبة كان يقودها زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي عام 1989».
كان عمر البشير نفذ في 30 يونيو 1989 انقلابًا عسكريًا على حكومة رئيس الوزراء الصادق المهدي، وأصبح رئيسًا للبلاد.
وأدين البشير بقضايا فساد مالي وبالمتاجرة غير المشروعة بالنقد الأجنبي، وتم التحفظ عليه في دار إصلاح اجتماعي، حيث يقضي عقوبة بالسجن عامين ونيف لإدانته بقضايا فساد مالي والمتاجرة بالنقد الأجنبي.
كان البشير اعترف في ديسمبر 2022، بتحمله مسؤولية الأحداث التي وقعت بالبلاد في 30 يونيو 1989.
البشير قال خلال مثوله أمام هيئة المحكمة: «أعلم أن الاعتراف سيد الأدلة، وأن أعضاء مجلس الثورة في هذه القاعة لم يكن لهم أي دور في التخطيط أو التنفيذ»، نافيًا في الوقت نفسه مشاركة أي من المدنيين في أحداث انقلاب 1989.