أمريكا تمنح أحد مهندسي الاتفاق النووي الإيراني عطلة إجبارية.. ما الأسباب؟
ذكر موقع أكسيوس، أن روبرت مالي قد يكون أُجبر على أخذ إجازة من دون راتب، بعد وقف ترخيصه الأمني، في ظل تحقيق بطريقة تعامله مع مواد سرية متعلقة بإيران وبرنامجها النووي.

ترجمات -السياق
كشف موقع أكسيوس الأمريكي، أن وزارة الخارجية الأميركية علقت "الترخيص الأمني" للمبعوث الأميركي الخاص للشأن الإيراني، روبرت مالي، في وقت سابق من هذا العام، قبل أن تُحيله على "إجازة" وسط تحقيق يتعلق بـ"سوء تعامله المحتمل مع معلومات سرية".
ونقل الموقع الأمريكي عن المبعوث الأمريكي الخاص لإيران قوله، إن ترخيصه الأمني قيد المراجعة، وإنه يتوقع أن ينتهي التحقيق "بنتيجة طيبة قريبًا".
وأضاف: "أُبلغتُ بأن ترخيصي الأمني قيد المراجعة، لم أحصل على أي معلومات أخرى، لكنني أتوقع أن ينتهي التحقيق بنتيجة طيبة قريبًا"، وأضاف: "في غضون ذلك، أنا في إجازة".
هل أُجبر على الإجازة؟
وذكر "أكسيوس" أن مالي قد يكون أُجبر على أخذ إجازة من دون راتب، بعد وقف ترخيصه الأمني، في ظل تحقيق بطريقة تعامله مع مواد سرية متعلقة بإيران وبرنامجها النووي.
أكد ذلك مصدر مطلع، تحدث للموقع الأمريكي، مشيرًا إلى أن مالي حصل على إجازة غير مدفوعة الأجر، من 29 يونيو، وسط تحقيق أمني دبلوماسي لوزارة الخارجية في قضية "سوء التعامل المحتمل مع معلومات سرية".
بينما أوضح مسؤول أمريكي -طلب عدم كشف هويته- أن مالي "بقي في وظيفته بعد تحقيق وزارة الخارجية، لكن لم يُسمح له بالوصول إلى معلومات سرية".
وأقرت وزارة الخارجية -لأول مرة مايو الماضي- بأن مالي في إجازة، بعد استبعاده من إحاطة سرية لمجلس الشيوخ بشأن إيران.
ولم تذكر وزارة الخارجية الأسباب، لكنها قالت -في ذلك الوقت- إن مالي "ما زال داخلًا بشدة في المفاوضات الدائرة مع إيران".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر لموقع أكسيوس، إن "روب مالي في إجازة وسيعمل إبرام بيلي مبعوثًا خاصًا بالإنابة ويقود عمل الوزارة في هذا المجال".
وحسب الموقع الأمريكي، لم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق.
وتوارى المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران، عن الظهور، بعدما تولى البيت الأبيض -من خلال منسق شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، بريت ماكغورك- المفاوضات غير المباشرة مع إيران.
يذكر أن الولايات المتحدة لم تعلن أي مفاوضات جارية مع إيران، لكن مسؤولين أمريكيين ودبلوماسيين غربيين سربوا لوسائل الإعلام معلومات عن هذه المحادثات وإمكانية التوصل إلى "اتفاق مؤقت" بين الطرفين قريبًا، وهو ما نفته واشنطن.
دور مهم
وحسب "أكسيوس" قاد مالي جهود إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لإحياء الاتفاق النووي مع إيران.
كما أسهم في صياغة الاتفاق النووي عام 2015، الذي ألغاه الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018، واضطلع بدور كبير في محاولة الرئيس الأسبق بيل كلينتون عام 2000 للتوسط في اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وهي محاولة باءت بالفشل.
كان مسؤولون غربيون وإيرانيون، قد أعلنوا أن الولايات المتحدة، بعد الفشل في إحياء الاتفاق، أجرت محادثات مع إيران لتخفيف التوتر بخطوات من شأنها الحد من البرنامج النووي الإيراني، والإفراج عن بعض الأمريكيين المعتقلين لدى طهران، وإلغاء تجميد بعض الأصول الإيرانية في الخارج.
لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، نفى قبل أسبوعين، وجود أي اتفاق بين بلاده وإيران، مؤكدًا أن التقارير الصحفية التي تحدثت عن هذا الاتفاق "غير دقيقة".
وأجاب بلينكن عن سؤال خلال مؤتمر صحفي في واشنطن: "في ما يتعلق بإيران، فإن بعض التقارير التي رأيناها عن اتفاق على المسائل النووية أو عن معتقلين، هي ببساطة غير دقيقة وغير صحيحة".
كانت طهران قد قلصت بموجب اتفاق 2015 برنامجها النووي، وأصبح من الصعب عليها الحصول على المواد الانشطارية اللازمة، لصُنع سلاح نووي، مقابل تخفيف واسع للعقوبات، وتنفي طهران السعي لتطوير أسلحة نووية.
من جانبها، ذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية، أن تصريح مالي عُلق وسط تحقيق أمني دبلوماسي لوزارة الخارجية، في سوء التعامل المحتمل لمعلومات سرية.
ونقلت الشبكة عن مصدرين، قولهما: إن وزارة الخارجية الأمريكية كثفت تحقيقاتها الخاصة بتعامل مالي مع المعلومات السرية، ما أدى إلى تعليق تصريحه الأمني خلال الشهرين الماضيين.
لكن ليس من الواضح ما كُشف عنه، الذي أدى -على وجه التحديد- إلى تعليق تصريحه الأمني، خصوصًا أنه لم يبلغ عن خطوة تعليق التصريح داخل وزارة الخارجية أو عبر إدارة بايدن، حيث أبقته الوزارة في منصبه ولم تصدر أي بيانات رسمية عن استبداله إلا مساء الخميس.
وخلال الأشهر الأخيرة، بدا أن مالي حافظ على دور بارز في العمل لتأمين الإفراج عن الأمريكيين المحتجزين في إيران، حيث كان على اتصال منتظم بعائلات المحتجزين.
وبيّن الموقع الأمريكي أن آخر اتصال لمالي لأهالي المحتجزين في إيران، كان الأسبوع الماضي.
كما تواصل مع السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه الارتباطات جاءت قبل أو بعد تعليق تصريحه.
وشارك مالي، الذي عُين مبعوثًا خاصًا لإيران بعد نحو أسبوع من تولي بايدن منصبه عام 2021، في جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني لكن الجهود المكثفة، التي تضمنت تنقله من الشرق الأوسط وإليه والعمل مع حلفاء الولايات المتحدة للتواصل مع إيران، لم تسفر عن أي اختراق.
ونهاية عام 2022، أعلن مسؤولو وزارة الخارجية الأمريكية، أن الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق، لم تكن محور اهتمام الوزارة، لاسيما مع احتدام الاحتجاجات الإيرانية، بعد اغتيال مهسا أميني (22 عامًا) على يد شرطة الأخلاق.