منعطف جديد في صراع جبهتي الإخوان.. هل ضحت جبهة لندن بقيادات السجون؟

يقول الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية سامح عيد، في تصريحات لـ -السياق-، إن جبهة إسطنبول، ليست لديها نية للتخلي عما حققته من مكاسب مالية، خاصة أن تلك المكاسب تعود لأشخاص مثل محمود حسين ومصطفى طلبة

منعطف جديد في صراع جبهتي الإخوان.. هل ضحت جبهة لندن بقيادات السجون؟

السياق "خاص"

جولة جديدة في الصراع بين جبهتي تنظيم الإخوان، اتخذت «الشائعات» سبيلًا لتقويض المصداقية لدى القواعد التنظيمية، والطعن في شرعية كل منهما، أملًا أن تفوز بإرث حسن البنا.

تلك الجولة، التي روَّجت فيها جبهة اسطنبول، لملامح عرض جديد، زعمت أن غريمتها جبهة لندن تقدمت به إلى الحكومة المصرية للتصالح، مقابل غض الطرف عن تنفيذ أحكام الإعدام بحق قيادات الإخوان في السجون.

ورغم أن القيادة السياسية في مصر، أعلنت –مرارًا- أنها لن تتصالح مع من تلوثت أيديهم بدماء المصريين، وقطعت الطريق على أية محاولة لعودة تلك الجماعة الإرهابية إلى القاهرة، وإن كانت بثوب دعوي، فإن جبهة اسطنبول، حاولت الترويج لذلك العرض عبر أذرعها الإعلامية لأغراض مختلفة.

تلك الأهداف: الطعن في جبهة لندن، وتصويرها بأنها انحرفت عن نهج الجماعة، والزعم بأنها تقدِّم قيادات التنظيم الإرهابي «لقمة سائغة» لخصومها، في إطار التراشق بين اللجان الإلكترونية.

ورغم ذلك، زعم بعض المراقبين، أن عرضًا كهذا يمكن أن تكون جبهة لندن تقدمت به، لكن ليس للقيادة السياسية في مصر، بل إلى بعض الوسطاء الإقليميين، الذين يرون في التنظيم الإرهابي تيارًا سُنيًا قد يكون قادرًا على مواجهة المد الشيعي الإيراني.

 

دلالات العرض

يقول الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية سامح عيد، في تصريحات لـ«السياق»، إنه لا يستبعد عرض فكرة التفاوض بين الإخوان والنظام المصري، مؤكدًا أن هناك مساعي للتفاوض عبر وسطاء إقليميين ومحليين.

وأوضح عيد، أن إحدى الدول الإقليمية -لم يشر إليها- تلعب دورًا في التفاوض، تغير موقفها تجاه الإخوان، وتسعى إلى حلول وسط، أملًا بأن تمكن الجماعة التيار السُّني لمواجهة المد الشيعي الإيراني.

وعن أسباب دخول جبهة لندن في فكرة التفاوض مع النظام المصري، قال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إن هذه الجبهة الأكثر قبولًا من أطراف إقليمية ودولية.

 

جبهة اسطنبول

يشير الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إلى أن جبهة اسطنبول بقيادة محمود حسين، اكتفت بالمكاسب المالية التي حققتها خلال الفترة الماضية، التي بلغت نحو نِصف مليار دولار.

وقال إن جبهة اسطنبول، ليست لديها نية للتخلي عما حققته من مكاسب مالية، خاصة أن تلك المكاسب تعود لأشخاص مثل محمود حسين ومصطفى طلبة، وغيرهما من الدائرة الضيقة حول زعيم جبهة اسطنبول، ما يعني أن الصراع بالنسبة لهم مالي فقط.

 

مزاعم الانتهاكات

تلك التسويات، التي ترتكز على اعتزال العمل السياسي، قال عنها الخبير في شؤون الجماعات الأصولية أحمد سلطان، إن هذه الفكرة من النقاط شديدة الخلاف بين الجبهات المتصارعة داخل جماعة الإخوان على منصب المرشد العام، خاصة جبهتي إسطنبول ولندن.

وأوضح الخبير في شؤون الجماعات الأصولية، في تصريحات لـ«السياق»، أن جبهة لندن التي كان يقودها الراحل إبراهيم منير، سبق أن دعت إلى اعتزال العمل السياسي والاكتفاء بالدور الدعوي للجماعة، إلا أن جبهة اسطنبول، التي يقودها محمود حسين، ترى أن اعتزال العمل السياسي يعني فناء الجماعة وانتهاءها.

وبحسب سلطان، فإن أي حديث عن مصالحة يكون بموجبه التنازل أو ترك ملف القيادات داخل السجون، أمر بعيد تمامًا، بل تستغله جبهة اسطنبول للطعن في جبهة لندن، والقول إنها انحرفت عن نهج الجماعة، وتقدمها لقمة سائغة لخصومها، في إطار التراشق بين اللجان الإلكترونية.

 

عقد صفقات

يأتي ذلك، بينما تحاول جبهة لندن القفز إلى الأمام، وتقديم نفسها على أنها الممثل الوحيد لجماعة الإخوان، عبر صفقة للتصالح مع الحكومة المصرية، تخرج بموجبها من البوابة السياسية لعشر سنوات على الأقل، مقابل إطلاق سراح السجناء وليس مقابل التخلي عنهم، يقول سلطان، مشيرًا إلى أنها مبادرة قديمة تقدم بها الراحل إبراهيم منير، قوبلت بالرفض من القاهرة.

وأشار إلى أن جبهة اسطنبول علمت بهذه المبادرة وهاجمتها من خلال الإعلام الموالي لها، بل وذهبت إلى أن بعض الأجهزة السيادية في مصر خدعت جبهة لندن لتقديم هذه المبادرة.

وعن أسباب ذلك التناحر، قال الخبير في شؤون الجماعات الأصولية، إن تفكك جماعة الإخوان وانقساماتها الداخلية أفقداها القدرة على التفاوض، فقد أصبحت عاجزة عن العودة إلى مرحلة ما قبل الخلافات الداخلية، التي تخطت مرحلة الصراع على إدارة التنظيم، إلى الطعن والتشكيك في الأمور المالية والأمانات الشخصية.