الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024... من منافسو ترامب الجمهوريين؟
من المرجح أن يواجه الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي سيبلغ من العمر 78 عامًا في غضون عامين، تحديًا شديدًا من المرشحين الجمهوريين، بمن في ذلك بعض الذين دعموه.

ترجمات - السياق
بمجرد انتهاء انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر الماضي، بدأ الطريق إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، وسط إعلان البعض عزمهم خوض غمار السابق إلى البيت الأبيض، وينتظر عديد من المرشحين اللحظة المناسبة.
وبينما بدا الديمقراطيون متحفظين بعض الشيء على إعلانهم منافسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في السباق إلى البيت الأبيض، خاصة بعد أن أبدى الأخير رغبته في إعادة الترشح، كان الجمهوريون على النقيض.
فكثيرون من الجمهوريين تسابقوا إلى إعلان نيتهم الترشح إلى الانتخابات الأمريكية، ما جعل المنافسة محتدما في صفوف غريم الديمقراطيين، لنيل بطاقة الحزب للترشح إلى المنصب الرفيع.
وبينما أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب أنه سيخوض سباق ترشيح الحزب، متعهداً بـ«جعل أمريكا عظيمة ومجيدة مرة أخرى»، جعل الأداء المخيب في انتخابات التجديد النصفي، الرئيس السابق أكثر عرضة لخطر الخسارة، خاصة بعد أن خسر معظم المرشحين الذين أيدهم.
ومن المرجح أن يواجه الرئيس السابق، الذي سيبلغ من العمر 78 عامًا في غضون عامين، تحديًا شديدًا من المرشحين الجمهوريين، بمن في ذلك بعض الذين دعموه.
نيكي هالي
أعلنت نيكي هايلي ترشحها للرئاسة منتصف فبراير، لتصبح أول مرشح جمهوري رئيسي يلتزم بمواجهة دونالد ترامب.
كانت نيكي هايلي، من ألمع العناصر الشابة في الحزب الجمهوري، إلا أن نجمها خفت قليلًا في السنوات الأخيرة، بحسب «بي بي سي».
وُلدت هايلي في ساوث كارولينا لمهاجرين من السيخ البنجابيين، وأصبحت أصغر حاكمة في البلاد عام 2009.
اكتسبت اهتمامًا وطنيًا عام 2015 بعد أن دعت إلى إزالة علم الكونفدرالية من مبنى الكابيتول في ساوث كارولينا.
ورغم قولها إنها «ليست من المعجبين» بترامب عام 2016، فإنها قبلت لاحقًا ترشيحه لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وهي فترة تميزت بخروجها الدراماتيكي من اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بينما كانت المبعوثة الفلسطينية تتحدث.
وتشدد حملتها، التي تتضمن دعوة لإجراء اختبارات كفاءة عقلية إلزامية للسياسيين الذين تزيد أعمارهم على 75 عامًا، على الحاجة إلى «جيل جديد» من القادة الأمريكيين.
رون ديسانتيس
عمل حاكم فلوريدا رون ديسانتيس بجد لمحاكاة ترامب، ويُنظر إليه على أنه المرشح الذي من المرجح أن يواجه الرئيس السابق في السباق وجهًا لوجه.
وأعيد انتخاب رون في الانتخابات النصفية بأكثر من 1.5 مليون صوت، وهو أكبر هامش في الولاية منذ أكثر من أربعة عقود. ولا يزال المحامي الذي تلقى تعليمه في هارفارد وييل، البالغ من العمر 44 عامًا، وافدًا جديدًا نسبيًا في السياسة الأمريكية.
خدم رون في البحرية الأمريكية، بما في ذلك جولة في العراق، إضافة إلى أنه كان عضوًا غير معروف في مجلس النواب من 2013 إلى 2018، بحسب «بي بي سي».
لكن ديسانتيس بزغ نجمه بشكل كبير منذ أن أصبح حاكمًا عام 2019، وهو الدور الذي وضع نفسه فيه كبطل متحمس للنزعة المحافظة، فلقد تجنب القناع واللقاحات خلال جائحة كورونا، ووقَّع قوانين مكافحة الشغب، في أعقاب احتجاجات العدالة العرقية، ودعم تشريعات للحد من تعليم المثليين في المدارس الابتدائية.
وخلال ولايته، فاق عدد الناخبين الجمهوريين عدد الديمقراطيين في الولاية لأول مرة، بحسب «بي بي سي»، التي قالت إن ترامب يولي اهتمامًا وثيقًا للغاية بمنافسه، حيث أطلق عليه «رون دي سانكتيمونيوس» وهدد بالإفصاح عن تفاصيل قبيحة عنه إذا خاض السباق عام 2024.
مايك بنس
لمدة أربع سنوات، كان مايك بنس نائبًا مخلصًا لترامب، إلا أن أعمال الشغب في الكابيتول عام 2021 أدت إلى فرقتهما، بحسب «بي بي سي».
بدأ بنس، ابن أحد قدامى المحاربين في الحرب الكورية، حياته المهنية في السياسة المحافظة كمضيف إذاعي حواري، وانتخب لعضوية مجلس النواب عام 2000 وخدم حتى عام 2013، واصفًا نفسه بأنه «محافظ مبدئي» ومنحاز إلى حركة حفل الشاي.
و«حفل الشاي» حركة سياسية أمريكية ليست لها قيادة مركزية، نشأت عام 2009، بتنظيمها حفلات شاي واحتجاجات، اعتراضًا على سياسة الإدارة الأمريكية في استخدام الضرائب للإنفاق على البرامج الاجتماعية.
كما كان حاكم ولاية إنديانا من 2013 إلى 2017، واجتاز في هذا المنصب، أكبر تخفيض ضريبي بتاريخ الولاية، ووقَّع مشاريع قوانين لتقييد الإجهاض وحماية الحرية الدينية، بحسب «بي بي سي».
وبنس، 63 عامًا، مسيحي إنجيلي، يُنسب إليه الفضل بالمساعدة في تصويت الإنجيليين عام 2016، وهم كتلة تصويت مهمة ذهبت أصواتهم إلى المرشح الجمهوري -آنذاك- دونالد ترامب.
كان هادئًا ولطيف الكلام، ويُنظر إليه على أنه بديل فعال لدونالد الذي ألقى القنابل، لكن ترامب انقلب عليه لافتقاره «الشجاعة» بعد أن رفض المساعدة في قلب نتائج انتخابات 2020، بحسب «بي بي سي».
واقتحم المشاغبون المؤيدون لترامب مبنى الكابيتول الأمريكي في يناير 2021 وسمعوا وهم يهتفون «شنق مايك بنس!». وفي وقت من الأوقات، ورد أنهم كانوا على بعد 40 قدمًا (12 مترًا) من نائب الرئيس.
وحافظ الاثنان (ترامب وبنس) على مسافة بينهما منذ ذلك الحين، حيث أيد بنس عديد المرشحين الجمهوريين خلال انتخابات التجديد النصفي لعام 2021، بمن في ذلك حاكم جورجيا بريان كيمب.
فيفيك راماسوامي
أطلق فيفيك راماسوامي، 37 عامًا، عرضه طويل الأمد في البيت الأبيض خلال ظهوره أواخر فبراير في قناة فوكس نيوز.
فيفيك رجل أعمال هندي أمريكي في مجال التكنولوجيا الحيوية، ليست لديه خبرة سياسية، وهو ضيف أساسي في البرنامج اليومي لتاكر كارلسون، البرنامج الإخباري الأكثر مشاهدة في الولايات المتحدة.
ويقول خريج جامعة هارفارد وييل، إن البلاد في خضم أزمة هوية وطنية مدفوعة بتراجع الإيمان والوطنية والجدارة.
وبحسب «بي بي سي»، فإن فيفيك، أدار شركة أدوية من 2014 إلى 2021، ثم شارك في تأسيس Strive Asset Management، وهو بديل للشركات الكبرى مثل Blackrock التي تستخدم إطار عمل الإدارة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.
راماسوامي مؤلف كتاب Woke، Inc: Inside Corporate's Social Justice SLADS.
بيري جونسون
انضم منافس آخر إلى السابق الرئاسي في مارس، هو رجل الأعمال من ميشيغان بيري جونسون.
أنفق جونسون، 75 عامًا، ملايين من أمواله للترشح لمنصب حاكم ولاية ميشيغان العام الماضي، لكن مكتب الانتخابات بالولاية رفض أهليته، تحت زعم أنه زور آلافًا من توقيعات الترشيح.
يروِّج لخطة لإعادة إنعاش الاقتصاد، من خلال خفض الإنفاق الفيدرالي بنسبة 2% كل عام.
مايك بومبيو
بصفته عضوًا في الكونغرس من كانساس، أصدر مايك بومبيو تحذيرًا صارخًا عام 2016 من أن ترامب سيكون «رئيسًا استبداديًا يتجاهل دستورنا».
بومبيو من المحاربين القدامى، الذين تخرجوا أولاً في فصله من أكاديمية ويست بوينت العسكرية المرموقة، خدم في مجلس النواب بين عامي 2011 و2017.
المحامي الذي تلقى تعليمه بجامعة هارفارد كان مديرًا لوكالة المخابرات المركزية ووزيرًا للخارجية في إدارة ترامب.
من المساعدة في التخطيط للقمة التي عقدها ترامب مع كيم جونغ أون في كوريا الشمالية إلى المساعدة في قلب سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل التي استمرت عقودًا، لعب بومبيو دورًا في السياسة الخارجية الأمريكية، لكنه أثار الجدل، بما في ذلك الاشتباكات مع المراسلين وتحقيقين على الأقل بشأن الأخلاقيات.
ومنذ مغادرته المنصب، وجه بومبيو انتقادات مبطنة إلى رئيسه السابق، مجادلاً بأن البلاد بحاجة إلى «قادة جادين لا يقضون وقتهم بالتفكير في تويتر»، بحسب «بي بي سي».
ليز تشيني
كانت ابنة نائب الرئيس السابق ديك تشيني ذات يوم نجمة صاعدة في الحزب الجمهوري، حيث كانت ثالث أعلى مرتبة في مجلس النواب بين عامي 2019 و2021.
محافظة مالية واجتماعية ذات آراء تدخلية في السياسة الخارجية، فازت بالمقعد القديم لوالدها عام 2017، وواصلت تمثيل ولاية وايومنغ في الكونغرس، وصوتت بخطى ثابتة مع إدارة ترامب.
لكنها لم تحظ بقبول الجمهوريين بعد أن انتقدت ترامب مرارًا ثم صوتت لمحاكمته لدوره في أعمال الشغب بالكابيتول في 6 يناير، فأقصيت من منصبها القيادي، بعد توبيخها، ولم يعد حزب وايومنغ الجمهوري معترفًا بها.
بحسب «بي بي سي»، فإن ابنة تشيني، 56 عامًا، واصلت العمل لتصبح واحدة من اثنين فقط من الجمهوريين في لجنة الكونغرس التي تحقق بأعمال الشغب في الكابيتول، وكنائبة للرئيس، قادت الاتهام لمحاسبة ترامب وآخرين.
كلفها هذا الدور وظيفتها في أغسطس الماضي، حيث أيد الرئيس السابق خصمًا سحقها بهامش 40% تقريبًا بالسباق الابتدائي في وايومنغ، لكن تشيني لا تزال تعد نفسها جمهورية، وتعهدت ببذل ما في وسعها «للمساعدة في استعادة حزبنا».
جلين يونجكين
أبهر جلين يونغكين الحزب الجمهوري، عندما فاز بسباق حاكم ولاية فرجينيا عام 2021.
كان مبتدئًا سياسيًا أمضى 25 عامًا في شركة الأسهم الخاصة لمجموعة كارلايل، وتغلب على رجل كان يعمل في السياسة الديمقراطية منذ الثمانينيات.
في ولاية اتجهت نحو الديمقراطيين في السنوات الأخيرة، انتقد يونغكين السياسات الحزبية، ووصفها بأنها «سامة» وقام بحملته على أساس من الحزبين.
لكن الرجل البالغ من العمر 55 عامًا، يخوض في مواضيع ساخنة منذ أول يوم له في منصبه، من إلغاء قيود الولاية الخاصة بكورونا إلى حظر تدريس نظرية العرق النقدي في المدارس.
دعم الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي. وفي إحدى محطات حملته، واجه انتقادات لتسليط الضوء على الاعتداء العنيف على زوج رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي واعتذر لاحقًا.
آخرون على الطريق
تيم سكوت (57 عامًا) من ساوث كارولينا، أول سياسي أمريكي من أصل إفريقي يخدم في مجلسي الكونغرس، وأول عضو جمهوري أسود في مجلس الشيوخ منذ عام 1979.
جريج أبوت: أول حاكم لولاية تكساس يستخدم كرسيًا متحركًا. ودافع أبوت، 65 عامًا، عن السياسات المحافظة منذ انتخابه عام 2014.
كريستي نويم: أول حاكمة لولاية ساوث داكوتا، 51 عامًا، حظيت باهتمام وطني بمعارضتها لقيود كورونا، وكانت حريصة على الخوض في المحادثات الوطنية.
من يمتنع عن خوض غمار المنافسة؟
لاري هوجان: المعتدل الذي أدار ولاية ماريلاند -دولة صديقة للديمقراطيين- من 2015 إلى 2023، فكر هوجان (66 عامًا) بجدية في الترشح، لكنه قال إنه لا يريد أن يكون جزءًا من ميدان مزدحم، يساعد في انتخاب ترامب مرة أخرى.
تيد كروز: احتل السناتور من ولاية تكساس، 52 عامًا، المركز الثاني في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 خلف ترامب، لكنه قال إنه سيرشح نفسه لإعادة انتخابه لمجلس الشيوخ عام 2024.
ريك سكوت: تبادل سناتور فلوريدا، 70 عامًا، الانتقادات اللاذعة بشكل متكرر مع الرئيس بايدن، لكنه قال إنه أيضًا سيرشح نفسه لإعادة انتخابه لمجلس الشيوخ.