غارديان: الغرب يستقبل خطة السلام الصينية لأوكرانيا بحذر
أعلنت الصين -على هامش مؤتمر ميونخ الدولي للأمن- عزمها تقديم مبادرة سلام لإنهاء الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

ترجمات -السياق
رأت صحيفة غارديان البريطانية، أن الغرب استقبل خطة السلام الصينية الخاصة بأوكرانيا بحذر شديد، مشيرة إلى أن هذا التوجس جاء بعدما تحدث الدبلوماسي الصيني وانغ يي، عن الحاجة إلى التمسك بمبدأ وحدة الأراضي وكذلك احترام "المصالح الأمنية المشروعة" لروسيا.
وأعلنت الصين -على هامش مؤتمر ميونخ الدولي للأمن- عزمها تقديم مبادرة سلام لإنهاء الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
وقال وزير الخارجية الصيني السابق وانغ يي، السبت الماضي، أمام المؤتمر: "سنقدم شيئًا، ألا وهو الموقف الصيني من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية، سنقف بحزم إلى جانب السلام والحوار".
وذكر وانغ يي أنه من أجل عالم أكثر أمنًا "يتعين أن نتمسك بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة"، مضيفًا أن الفوضى والصراعات التي تعصف بالعالم في الوقت الحالي، ثارت بسبب عدم التمسك بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن القادة الغربيين تناولوا خطة السلام الصينية بشأن أوكرانيا -التي من المقرر الكشف عنها هذا الأسبوع- بتوجس وريبة، إلا أنهم رحبوا في الوقت ذاته بحذر بالخطوة، كعلامة أولى على أن الصين تعترف بأن الحرب لا يمكن أن تكون شأنًا أوروبيًا فقط.
تفاصيل المبادرة
في حديثه بمؤتمر ميونيخ للأمن، أعلن الدبلوماسي الصيني وانغ يي، أحد السياسيين الخارجيين القلائل القادرين على التأثير في روسيا، أن الصين ستطلق مبادرتها للسلام، في الذكرى السنوية الأولى للحرب -24 فبراير- لافتًا إلى أنه تشاور مع ألمانيا وإيطاليا وفرنسا بشأن هذه المقترحات.
وقال إن خطة السلام ستؤكد الحاجة إلى دعم مبادئ السيادة وسلامة الأراضي وميثاق الأمم المتحدة، لكنه قال في الوقت نفسه إن المصالح الأمنية المشروعة لروسيا يجب أن تُحترم.
واقترح وانغ -مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني- أن يبدأ الجميع التفكير بهدوء، خاصة الأصدقاء بأوروبا، في نوعية الجهود التي يمكن بذلها لوقف هذه الحرب، مضيفًا: "هناك بعض القوى التي لا ترغب على ما يبدو في نجاح المفاوضات أو انتهاء الحرب قريبًا".
وحسب "غارديان"، فقد قوبلت خطة السلام الصينية هذه، بشيء من الريبة والقلق من الغرب، مشيرة إلى أنه ليس واضحًا -من الدبلوماسيين الذين اطلعتهم الصين على خطتها- إلى أي مدى تنوي بكين أن تكون محدّدة في الخطة، أو ما إذا كانت الخطة ستنهار في فراغات حول الحلول السلمية التي تكون في بعض الأحيان من سمات الدبلوماسية الصينية.
وبينما يرى فريق غربي، أن التحرك الصيني يهدف لتصوير الغرب على أنهم دعاة حرب، ترى الصحيفة البريطانية أنه قد يجد صدى جيدًا جنوبي الكرة الأرضية.
فمن جانبها، رحبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بخطوة الصين قائلة: "بصفتها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، فإن الصين عليها التزام باستخدام نفوذها لتأمين السلام العالمي".
وقالت على هامش مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، إنه أمر جيد أن "ترى الصين مسؤولية الدفاع عن السلام العالمي".
ولدى سؤالها عن الفرص التي يمكن أن تقدمها المبادرة الصينية لتحقيق السلام، قالت بيربوك: "إذا كنت تعمل من أجل السلام على مدى السنة، عليك أن تستغل أي فرصة من أجل السلام".
وأوضحت أنها تحدثت خلال اجتماع مع وانغ يي في ميونخ بشكل مكثف عما يعنيه السلام العادل، وقالت: "لا يعني ذلك أن المهاجم -المعتدي- يُكافأ، بل الدفاع عن القانون الدولي وعن هؤلاء الذين تعرضوا للهجوم"، مضيفة أن الصين ملزمة -بصفتها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن الدولي- باستخدام نفوذها لضمان السلام العالمي.
وحسب الصحيفة البريطانية، فإنه الرسالة نفسها سلمت إلى الصين من دبلوماسيين فرنسيين وإيطاليين.
وذكرت بيربوك أن السلام العالمي يقوم على أساس "أن نعترف جميعًا بوحدة أراضي كل دولة وسيادتها"، مضيفة أن السلام العادل يشترط أن "من انتهك وحدة الأراضي، أي روسيا، عليه أن يسحب قواته من الدولة المحتلة".
وأكدت أنه من دون انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا لن تكون هناك فرصة لإنهاء الحرب، موضحة أنه "حتى لو كان الأمر صعبًا، فإن كل المطالب بإنهاء الحرب بالتنازل عن الأراضي لروسيا غير مقبولة"، وقالت: "هذا يعني أننا نجعل الشعب فريسة لروسيا.. ونحن لن نفعل ذلك"، مضيفة أنه ينبغي ألا يكافأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على حربه العدوانية، وكذلك للحيلولة دون ظهور مقلدين يسلكون نهجه.
جاهزية السلام
في المقابل، ترى "غارديان" أن الصين تدرك أن هناك جمهورًا جاهزًا جنوبي العالم، إذا وجهت دعوة للحوار والسلام.
فقد أصر وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا على أن بلاده أدانت العدوان الروسي بما في ذلك في الأمم المتحدة، لكنه أضاف: "علينا محاولة جعل الحل ممكنًا، لا يمكننا أن نُقصر أنفسنا على الحديث عن الحرب، أنا لا أشير إلى المفاوضات الفورية، وإنما علينا أن نتقدم خطوة بخطوة، ربما أولاً تهيئة بيئة تجعل التفاوض ممكنًا".
بينما قالت رئيسة وزراء ناميبيا، سارا كوغونغيلوا: "نريد حل المشكلة، لا نريد إضاعة الوقت في البحث عن الجاني، لا جدوى من أن روسيا تنفق الأموال على الأسلحة، وأن الغرب يموِّل أوكرانيا لشراء الأسلحة".
وحسب الصحيفة البريطانية، تدرس قوى غربية ما إذا كانت ستضغط لإصدار قرار جديد للجمعية العامة للأمم المتحدة يدعم أوكرانيا، على أمل أن يؤدي التصويت بأغلبية ساحقة إلى تسليط الضوء على افتقار روسيا إلى الدعم الدولي، لكن بينما شهد تصويت العام الماضي دعم 141 دولة لأوكرانيا، من غير الواضح عدد المتحولين الجدد جنوبي الكرة الأرضية.
ففي مؤتمر ميونيخ، اعترف قادة أوروبيين، بمن في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن الغرب كان عليه فعل المزيد، لإقناع الجنوب بأن دعمه القوي لأوكرانيا لم يولد من معايير مزدوجة.
وقال ماكرون: "لقد أدهشني كيف فقدنا ثقة الجنوب العالمي".
الرئيس الفرنسي وصف الهجوم الروسي على أوكرانيا بأنه هجوم "استعماري جديد وإمبريالي"، وأضاف، أنه "كسر كل المحظورات"، محذرًا من أن الصمت يعد تواطؤًا مع العدوان الروسي.
وشدد على أن استجابة العالم للحرب، أظهرت الحاجة إلى إعادة توازن النظام العالمي وجعل مؤسساته أكثر شمولاً.
كما اعترف رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، بأنه كان على الغرب فعل المزيد لإقناع الجنوب العالمي، بأن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بشدة، بسبب قصف روسيا لحقول القمح الأوكرانية، وليس العقوبات الغربية.
بينما قالت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، التي أدانت جرائم روسيا ضد الإنسانية، إن حل شكوك الجنوب العالمي يكون بمعاملتهم كشركاء.
أما أولاف شولتز، المستشار الألماني، الذي سافر إلى البرازيل وجنوب إفريقيا، في محاولة غير مثمرة إلى حد كبير لانتزاع إدانات أوضح لروسيا، فقال أمام مؤتمر ميونيخ: "من أجل أن تكون ذا مصداقية وتحقق شيئًا ما كأوروبي أو أمريكي شمالي في جاكرتا أو نيودلهي أو بريتوريا أو سانتياغو دي تشيلي أو برازيليا أو سنغافورة، لا يكفي استدعاء القيم المشتركة".
وترى "غارديان" أن المخاوف بشأن الجنوب لم تصرف القادة الأوروبيين عن مناقشة كيفية زيادة إنتاج الذخيرة بسرعة، من خلال زيادة المشتريات المشتركة والحوافز المالية لصناعة الأسلحة الأوروبية.
ومن المقرر أن يناقش الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، النقص المتزايد في الأسلحة.