باكستان.. اعتقال رئيس الوزراء السابق عمران خان

قالت شرطة إسلام أباد: لقد أوقف عمران خان في قضية قدير تراست، في إشارة الى قضية فساد.

باكستان.. اعتقال رئيس الوزراء السابق عمران خان

السياق

في تطور لافت، اعتقلت السلطات الباكستانية، رئيس الوزراء السابق، عمران خان، أثناء مثوله أمام محكمة في إسلام أباد بإحدى القضايا التي تستهدفه، منذ إزاحته من السلطة في أبريل 2022.

وقالت شرطة إسلام أباد في "تويتر": "لقد أوقف عمران خان في قضية قدير تراست" في إشارة الى قضية فساد.

بدورهم، قال مسؤولون من حزب رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، إنه اعتقل لدى مثوله أمام محكمة بالعاصمة، لمواجهة الاتهامات في عدد من قضايا الفساد.

وأضاف فؤاد تشودري، المسؤول البارز في حزب حركة الإنصاف، إن خان ( 72 عامًا) اعتقله اليوم في مبنى المحكمة عملاء مكتب المحاسبة الوطني، وهي الهيئة المنوطة بمكافحة الفساد.

كان الجيش الباكستاني، حذر رئيس الوزراء السابق عمران خان من إطلاق "مزاعم لا أساس لها" بعدما اتهم هذا الأخير مجددًا ضابطا كبيرًا بالضلوع في "مؤامرة" تهدف إلى قتله.

هذا التحذير -الذي صدر الاثنين- يظهر إلى أي حد تدهورت العلاقات بين الجيش النافذ في البلاد وخان.

كان الجيش قد ساند -في بادئ الأمر- وصوله إلى السلطة عام 2018 قبل أن يسحب دعمه له، ثم إزاحة خان من السلطة عبر تصويت لحجب الثقة عن حكومته بالبرلمان في أبريل 2022.

منذ ذلك الحين يمارس خان ضغوطًا على الحكومة الائتلافية الهشة لتنظيم انتخابات مبكرة قبل أكتوبر.

وخلال تجمع -نهاية الأسبوع- في لاهور (شرق)، أكد خان مجددًا أن الميجور جنرال فيصل نصير وهو ضابط كبير في الاستخبارات، ضالع في محاولة الاغتيال التي جرت مطلع نوفمبر 2022 حين أصيب رئيس الوزراء السابق برصاصة في ساقه.

وأعلن جهاز العلاقات العامة بالجيش -في بيان- أن "هذه المزاعم المفبركة والخبيثة مؤسفة وغير مقبولة".

وأضاف البيان: "إنه توجه ثابت منذ السنة الماضية. يتعرض مسؤولو الجيش والاستخبارات لإيحاءات ولدعاية مثيرة للانتباه بهدف الوصول إلى غايات سياسية".

 

رد رئيس الوزراء

بدوره، رد رئيس الوزراء شهباز شريف، الذي اتهمه خان أيضًا بالضلوع في مخطط لاغتياله، على "تويتر" قائلًا إن "مزاعمه التي لا تستند إلى أي دليل ضد الجنرال فيصل نصير والضباط في وكالة استخباراتنا، لا يمكن السماح بها ولن نتسامح معها".

الانتقادات للمؤسسة العسكرية في باكستان نادرة عمومًا، حيث يمارس قادة الجيش نفوذًا واسعًا على السياسة الداخلية والخارجية. وهم يواجهون -منذ فترة طويلة- اتهامات بالتدخل لإيصال حكومات إلى السلطة أو إسقاطها.

 

رفض نتائج التحقيق

بحسب الرواية الرسمية، فإن محاولة الاغتيال هذه، التي أصيب خلالها خان في ساقه، من تنفيذ مسلح واحد اعترف -خلال فيديو بثته الشرطة- بأنه منفذ الهجوم وهو قيد الاعتقال.

هذه النتائج رفضها خان، الذي يؤكد أن السلطات رفضت محاولاته لتقديم تقرير إخبار أولي لدى الشرطة، لتحديد "المذنبين الحقيقيين".

وقال رئيس الوزراء السابق، في فيديو الثلاثاء، إنه "ليس هناك أي سبب لكي أخترع وقائع".

وأعلن جهاز العلاقات العامة في الجيش، أنه يحتفظ بحق "اتخاذ إجراءات قانونية ضد التصريحات والدعاية الكاذبة والخبيثة بشكل واضح".

واستُهدف خان بعشرات الملفات القضائية منذ إزاحته عن السلطة، وهو تكتيك تستخدمه الحكومات الباكستانية لإسكات معارضيها كما يرى محللون.

والجيش الباكستاني، السادس في العالم، يمارس نفوذًا واسعًا في البلاد ونظم ثلاثة انقلابات على الأقل منذ استقلالها عام 1947، وحكم البلاد أكثر من 30 عامًا.

مع اقتراب الانتخابات الوطنية في أكتوبر، تنظر المحاكم في عدد كبير من الإجراءات الهادفة لضمان حصول تصويت مبكر في بعض المجالس الإقليمية، وهي انتخابات تجرى في الوقت نفسه.

ودفعت سنوات من سوء الإدارة المالية وعدم الاستقرار السياسي، الاقتصاد الباكستاني إلى حافة الانهيار، وهو وضع تفاقم بسبب أزمة الطاقة العالمية وفيضانات مدمرة، أغرقت ثلث البلاد، العام الماضي.