تحقيق نقابي.. ضحكة في جنازة مصطفى درويش تقلب الرأي العام في مصر

في الساعات القليلة الماضية، انتشرت صورة لفتاتين تحملان هواتفهما للتصوير وتضحكان أثناء تشييع جنازة الفنان الراحل مصطفى درويش.

تحقيق نقابي.. ضحكة في جنازة مصطفى درويش تقلب الرأي العام في مصر

السياق

في جنازة الفنان مصطفى درويش، الذي رحل عن دنيانا وأحدثت وفاته حالة من الحزن، سواء من أصدقائه في الوسط الفني، أم من الجمهور، انتقل "التريند" من خبر موته المفاجئ، إثر التعرُّض لأزمة قلبية، إلى صورة لفتاتين يمسكان بهاتفهما المحمول ويصوران الجنازة ويبتسمان.

وبمجرد نشر الصورة عبر "فيسبوك"، سرعان ما اشتد غضب رواد التواصل الاجتماعي، معبرين عن رفضهم لذلك المشهد.

وطالب رواد التواصل الاجتماعي، بضرورة فرض الرقابة على جنازات المشاهير، ووضع لوائح للتصوير في العزاء أو الجنازة، حتى لا يتمكن أي شخص من الدخول وسط أقارب وأصدقاء الراحلين، ثم يظهر بهذا المشهد المؤسف.

نقابة الصحفيين من ناحيتها أعلنت فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الواقعة، وكتب محمود كامل عضو نقابة الصحفيين المصريين في "فيسبوك": "بخصوص الصورة المتداولة من جنازة الفنان الراحل مصطفى درويش، تواصلنا مع الزميل مجدي إبراهيم رئيس شعبة المصورين الصحفيين، لإجراء تحقيق عاجل في الواقعة، وإخطار مجلس النقابة بنتائج التحقيق، خالص الدعوات بالرحمة والمغفرة للفنان الراحل، ألهم الله ذويه الصبر والسلوان".

من جانبها أعلنت شعبة المصورين أن الفتاتين لا ينتميان إلى الشعبة.

 

موقف عارض

وأردف محمود في منشور منفصل "للفنانين" الذين هاجموا الفتاتين ومهنة الصحافة:" إلى أصدقائي الفنانين، الذين هاجوا وماجوا وتجاوز بعضهم في حق مهنة الصحافة، بسبب صورة لفتاتين سواء كانتا صحفيتين متدربتين أم حتى مواطنتين تبتسمان خلال جنازة، أهديكم بعض الصور من عزاء والدة الفنان هشام عباس وعزاء والد الفنانة دينا الشربيني، لا لشيء سوى لتأكيد أن الابتسامة لموقف عارض في الجنازة أو العزاء، واردة لحظة التقاط الكاميرا للحظة الابتسامة، كما أن التجاوز أيضًا وارد، نتيجة عدم تلقي التدريب الكافي أو لأن مَن مارس هذا التجاوز لا ينتمي لمهنة الصحافة.

 

"ننكأ الجراح"

وقال محمود: "لذلك طلبنا التحقيق في الواقعة، حتى نعرف الحقيقة، وحتى ننكأ جراح الزملاء المصورين، المجبرين على تغطيات صحفية بعينها، لعلها تكون بداية لوضع ضوابط تحميهم من سطوة رؤسائهم في العمل، ومن منتحلي صفة الصحفي، وتحميهم كذلك من تجاوزات بعض المواطنين والمشاهير، وتكون فرصة لإنقاذهم من معاناة يبحثون عن حل لها منذ سنوات".

وأرفق كامل المنشور بعدد من الصور، تظهر ضحكات الفنانين خلال عزاءات، من صفحته الشخصية في "فيسبوك".

وبعد الموجة الأولى من المنشورات، التي هاجمت الفتاتين وضحكتهما أثناء الجنازة، رد في المقابل عدد من الصحفيين والمصورين، مدافعين عن الفتاتين من الهجمة الشرسة التي تعرضا لها، ووصلت لحد مطالبات بفصلهما من العمل.

 

العلاقة ليست شخصية

الكاتب الصحفي ماجد عاطف، يرى أنه لا توجد أي علاقة شخصية بين الفتاتين والمتوفى أو ذويه، تتطلب حزنهما وتأثرهما.

جاء ذلك في "فيسبوك":" لو رحت معهد الأورام مثلًا، ستجد الأطباء يمزحون ويضحكون معًا، رغم وجود مرضى يتمزقون من الألم، ووارد أن تكون هناك وفاة أو اثنتان".

وأردف:" هم فقط علاقتهم بالألم والموت ليست شخصية، المرضى بالنسبة إليهم شغل، حالة 207 وحالة 314 فقط لا غير، حتى أسماؤهم غير مهمة".

وبين عاطف أن ما ضرب به مثالًا هو "بالضبط حال الصحفيين الصغار، اللي مديرهم مكلفهم يروحوا يصوروا جنازة نجم، ومن مات ليس والدهم، واحتمال كبير لا يعلمون من هو"، وأن الصحفيين سينتهون من تغطية الجنازة ويعودون إلى الجنرال أو عملهم، حتى يستكملوا عملهم.

 

غلو ومزايدة

من ناحيته نشر أستاذ الإعلام في جامعة المنصورة، الدكتور محمد فتحي يونس، صورة الفتاتين وأرفقها بتعليق:" الكاميرا صائدة اللقطة والحزن نوبات، كم من مكلوم اختلس ضحكة بين نوبات الحزن المجنون، وكم من مساند ابتسم ليخفف حزنًا أو يواصل الحياة، أحكام تثبيت الكادر غلو و مزايدة".

 

طلب إحاطة

وفي تعليق، ذكر المصور الصحفي هشام البلك مواقف لمشاهير تبين حد وصفه بالتناقض بين رغبتهم في التقاط الصور ونشرها، على عكس ما يروجون له من انزعاجهم بكاميرات الصحفيين في المناسبات الخاصة.

وكتب هشام على "فيسبوك": "في عزاءين روحت غطيتهم قبل كدة بدون ذكر أسماء... صاحب العزاء الأول لاعب سابق معروف وزوج المتوفية كان مركز معي أنا طول الوقت وكل شوية يقرب عليا ويقول لي فلان اللي جاي ده اسمه كذا ويشتغل كذا، عشان يطلعوا في الصور.. الثاني كان أخو المتوفي وعم لاعب حالي معروف، لقيته جايلي بعد العزاء يقول لي هي الصور دي هتنزل فين؟ قلت له: في اليوم السابع، قالي طب أنا عايزها عشان أستخدمها في انتخابات البرلمان"...!

وأضاف البلك: "باختصار النجوم يظلوا يقولوا احنا مش حابين تصوير في الجنازات والعزاءات، لكن من جواهم مبسوطين باهتمام الصحافة والكاميرات، اللي بتجري وراهم في كل حتة".

الأمر لم يقف عند مجرد الآراء والمناوشات، التي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، بل وصلت إلى قبة البرلمان.

نقلًا عن موقع القاهرة 24، فإن إحدى النائبات تقدمت بطلب إحاطة إلى المستشار حنفي الجبالي رئيس المجلس، لتوجيهه إلى الهيئة الوطنية للإعلام، بشأن "وضع آليات منظمة لتصوير جنازات وسرادقات المناسبات".

وأكدت النائبة -في طلب الإحاطة- ضرورة منع تصوير سرادقات العزاء والجنازات، إلا بموافقة صريحة من أهالي المتوفى، وأن يكون هناك تنسيق "بلجنة الإعلام والثقافة والآثار".