صراخ وزير عراقي على مزارع يتحول إلى سجال طائفي.. ماذا حدث؟

أظهر مقطع فيديو متداول مخاطبة وزير عراقي، لمزارع مسن من كركوك، قائلًا: "ماذا عندك؟ تعال عندي، هل يجوز أن أتكلم أنا وأنت في الوقت نفسه؟.

صراخ وزير عراقي على مزارع يتحول إلى سجال طائفي.. ماذا حدث؟

السياق 

طريقة وُصفت بـ«الفظة» و«القاسية» تعامل بها وزير التجارة العراقي أثير الغريري، مع مزارع مسن، طالب بإنجاز معاملته المتأخرة، ما أطلق صيحات من الاستهجان والمطالبات بضرورة إقالة الوزير.

كان رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تداولوا –الأحد- مقطعًا مصورًا لوزير التجارة العراقي، الذي كان في زيارة تفقدية للحملة التسويقية لمحصول القمح، مع محافظ كركوك راكان الجبوري.

وبالصراخ والتوبيخ، أظهر المقطع المتداول مخاطبة الوزير العراقي، للمزارع المسن من كركوك، قائلًا: "ماذا عندك؟ تعال عندي، هل يجوز أن أتكلم أنا وأنت في الوقت نفسه؟!"، بحسب المقطع المتداول.

ذلك الصراخ منع المواطن، الذي يعمل مزارعًا من الحديث، سوى ببعض الهمهمات القليلة، قائلًا: "لا أحد يسمعني، صار 4 أيام المعاملة واقفة»، بينما لم يفهم من المقطع المتداول ما الذي طلبه المزارع المسن من الوزير، إلا أنه كان يشكو من تأخر بعض الدوائر التابعة لوزارة التجارة.

 

كيف تفاعل الناشطون مع الواقعة؟

رواد مواقع التواصل عبَّروا عن استهجانهم لسلوك الوزير، الذي قالوا إنه «شائن ومعيب»، خاصة أنه كان ردًا على مواطن طالب ببعض حقوقه، التي تستدعي من المسؤولين، التجاوب معها.

وبينما طالب المغردون، رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني بضرورة التحقيق، مع الغريري والاعتذار إلى الرجل المُسن، أكدوا أن الحكومة يجب أن تقدم خدمات في المقام الأول.

إلا أن ذلك الغضب الذي بدا واضحًا بين الناشطين العراقيين، من إساءة وزير التجارة أثير الغريري، تحول إلى سجال طائفي، فالمغردون اختصروا الوزير في قضية أهل السُنة، الذين قالوا إنه استعاد ممارسات البعث.

الغضب الشعبي ازداد ودخل ميدان التراشق الطائفي، واتهام الوزير باستعادة ممارسات البعث، في زمن الرئيس الأسبق صدام حسين، لأنه يمثل الطائفة السُنية وفق رأي بعض المغردين، وقال أحدهم:

يصر ناشطون على المقارنة بين تعامل الوزير أثير الغريري الذي ينتمي إلى الطائفة السُنية ووزير التعليم العالي نعيم العبودي الذي ينتمي إلى الطائفة الشيعية، خلال زيارته إلى جامعة بابل، التي بدا فيها متفهمًا لاحتياجات الطلاب.

 

هل من رد فعل رسمي؟

نشرت الصفحة الرسمية لوزارة التجارة في «فيسبوك»، مقطع فيديو يتضمن اعتذار المواطن للوزير، في إشارة إلى إصرار الوزير على التعنت بموقفه من منطلق السلطة.

بدورها، قالت إدارة محافظة كركوك، في بيان نشرته وكالة الأنباء العراقية، إن الوزير دعا المُسوق مرات عدة ولم يسمع النداء له، بسبب التزاحم وأحاديث المسوقين وسائقي الشاحنات في الوقت نفسه.

وأوضحت محافظة كركوك، في بيانها، أن الوزير طلب الهدوء لكي يسمع كل شخص ويعمل على حل مشكلته مباشرة، كونه جاء إلى كركوك بعد تلقيه شكاوى ومناشدات لكي يطلع عليها ميدانيًا، ما اضطره إلى أن ينادي بصوت مرتفع.

وأشارت إلى أن الذي أثير حوله الفيديو لم يعطِ مجالا للاستماع إلى شكواه، بسبب استمراره بالتهجم على الدوائر الزراعية.

ومنذ سقوط النظام السابق عام 2003، تعد «المحاصصة» في العراق نظامًا يتسم بالقصور ويسهل المحسوبية والفساد، فاقمه عجز الحكومة عن تقديم الخدمات وتلبية الاحتياجات الأساسية، ما أدى إلى تدني الثقة الشعبية في المسؤولين وصُناع القرار، والتشكيك في خدمات الحكومة وكفاءتها.

يعد نظام المحاصصة إحدى العقبات الأساسية في طريق إصلاح العراق، فيسمح هذا النظام بهيمنة وترسيخ الأحزاب السياسية التي تسعى إلى تحقيق مصالحها الضيقة، على حساب المصالح العامة. إضافة إلى ذلك، هذا الترتيب السياسي يضعف الهوية الوطنية العراقية.

كان مجلس النواب العراقي، منح في السابع والعشرين من أكتوبر 2022، الثقة للحكومة التي شكلها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، التي تضم 23 وزيرًا، بينهم 12 من الطائفة الشيعية، و6 من الطائفة السُنية، و4 من الأكراد، ووزيرة واحدة للأقليات.