بينها اليمن وأفغانستان.. 10 أزمات كبرى عام 2022 تستدعي تدخلًا عاجلًا
نشرت المنظمة قائمتها السنوية التي تضم 10 أزمات واتجاهات عالمية ستراقبها عام 2022، جمعتها خلال السنوات الخمس الماضية، وتواصلت مع عمال الإغاثة ومراسلي أكثر من 60 دولة.

السياق
مع استمرار أزمة وباء كورونا وتفشي متحور أوميكرون، هناك أزمات كبرى في العالم، يجب عدم غض الطرف عنها، وتسليط الضوء عليها، على أمل أن تحظى بالتغطية الجيدة والمساعدات الإنسانية والمادية.
وسلطت «نيو هيومنتي»، وهي منظمة إعلامية غير ربحية مقرها جنيف، وتسعى إلى مراقبة الكوارث والأزمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم، الضوء على تلك الأزمات، التي قد تحتاج إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
ونشرت المنظمة قائمتها السنوية التي تضم 10 أزمات واتجاهات عالمية ستراقبها عام 2022، جمعتها خلال السنوات الخمس الماضية، وتواصلت مع عمال الإغاثة ومراسلي أكثر من 60 دولة.
وبحسب المنظمة، فإن قائمة هذا العام تتكون من الأزمات العشر التالية:
جائحة انتشار الفقر والمساواة.
الكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي.
أفغانستان وهايتي وميانمار... الاضطرابات السياسية والتحديات الإنسانية.
حواجز أمام طالبي اللجوء للوصول إلى الدول الغربية.
انتشار المجاعات.
المرتزقة وتكاليفهم الإنسانية.
المخاطر الصحية الخفية لتغيُّـر المناخ.
عقبات لا نهاية لها أمام وصول المساعدات الإنسانية لإثيوبيا.
السياسات المضطربة في أمريكا اللاتينية أمام تداعيات كورونا.
اتجاه الأنظار نحو الصراع في اليمن.
من جانبها، قالت المحررة التنفيذية لمنظمة نيو هيومنتي، جوزفين شميدت، التي ساعدت في تجميع القائمة، في تصريحات لموقع «NPR »: من الصعب تجميع قوائم الأزمات هذه، لأنك لا تريد الدخول في صراع من البؤس، مضيفة: «هذه الأزمة تستحق أن تكون من العشر الأوليات، وهذا لا يستحق ذلك، لذلك نحن لا نعمل قائمة مرتبة، لكن ما فعلناه كان قائمة بالأزمات والمواضيع التي نشعر بأنه يجب الاهتمام بها، إما بسبب الحجم الهائل، وإما لأنها مخفية أو منسية».
أزمات مستمرة
وأوضح شميدت، أن هناك أزمات عدة لا تحظى باهتمام كبير من وسائل الإعلام، بينما تفتقر إلى المساعدات المالية الكافية، لذا نشعر بأن من واجبنا لفت انتباه القراء إلى تلك الأزمات.
وأشارت إلى أنه كان من المثير للاهتمام، إدراك مدى عمق الشعور بصدى تداعيات الوباء، خاصة بالنسبة للمجتمعات التي تتعامل مع أزمات متداخلة، مؤكدة أن الآثار المالية والاجتماعية للوباء، لا تؤدي إلى تفاقم الفقر وعدم المساواة فحسب، بل تسهم في مستويات غير مسبوقة من الجوع، الذي تجاوز عام 2021 ما كنا نتخيله.
وقالت شميدت، إن وباء كورونا يؤثر في أزمات أخرى، مشيرة إلى أن عمليات الإغلاق الوبائي وسلسلة التوريد وصعوبات النقل، أدت إلى زيادة صعوبة تقديم المساعدة، في الأماكن التي تشهد صراعًا في الوقت الحالي، بما في ذلك إثيوبيا وهايتي واليمن.
ضربة مدمرة
وأشارت إلى أن وباء كورونا عمَّق حاجة، سيكون من الصعب الخروج منها، مؤكدة أن الجائحة وجهت ضربة مدمرة بشكل خاص لأمريكا اللاتينية، فأكثر من 30% من وفيات كورونا كانت فيها.
وقالت عن آثار الجائحة: «فكر في الحياة التي انقلبت بسبب تلك الوفيات وحدها، فقد أسر العاملين أجورهم، وتيتم الأطفال أو أجبروا على ترك المدرسة للعمل»، مؤكدة أن الوظائف المفقودة بسبب الوباء، دفعت الملايين إلى الفقر، بينما خرج ملايين من الطبقة الوسطى.
أزمة إثيوبيا
وشددت على أنه مع دخول الحرب في إثيوبيا عامها الثاني، فإن السكان عانوا عدم وصول المساعدات بسبب الحرب الأهلية، مشيرة إلى أن النقد اللاذع لعمال الإغاثة ووكالاتها من الحكومة وخصومها كان مقلقًا، فعمال الإغاثة وُصفوا بالجواسيس والإرهابيين، في اتهامات أدت إلى مقتل أكثر من 20 من عمال الإغاثة، وطرد مجموعات أخرى.
وأشارت إلى أن المدنيين في إثيوبيا يدفعون الثمن، فأكثر من 9 ملايين يعانون الجوع شمالي إثيوبيا وحدها، مع اقتراب مئات الآلاف من المجاعة، وفقًا للأمم المتحدة. وجنوبي وشرقي البلاد، تقول الأمم المتحدة إن الجفاف سيترك 6 ملايين شخص بحاجة إلى المساعدة هذا العام.
ورغم تلك النظرة المتشائمة، فإن شميدت، أكدت أن هناك بصيص أمل، ففي أول قمة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، كان هناك عدد من الالتزامات التي تعهد بها قادة العالم، لبناء أنظمة غذائية أكثر استدامة وإنصافًا، مشيرة إلى أنه إذا تُرجم الحديث إلى عمل، فإن تلك الالتزامات تمنح الأمل بزيادة الأمن الغذائي، على مستوى العالم، والحد من الجوع.