لبنان.. الدولار بـ 50 ألف ليرة والبرلمان يفشل للمرة الـ 11 في اختيار رئيس للبلاد
على مدى ثلاث سنوات، بات أكثر من ثمانين في المئة من السكان تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة.

السياق
تدهور اقتصادي يغذيه فشل سياسي ببلد تتحكم في مصيره -وفق محللين- ميلشيا حزب الله المدعومة من إيران، ويقوم على المحاصصة الطائفية، وفي مستجد يزيد معاناة اللبنانيين، أصاب الليرة –الخميس- تدهور قياسي مقابل الدولار في السوق الموازية، تزامناً مع فشل البرلمان للمرة 11 في انتخاب رئيس للبلاد، ما يعمق الأزمة السياسية والاقتصادية أكثر، بينما لا يلوح أي حل في الأفق.
ولامس سعر الصرف -الخميس- عتبة 50 ألف ليرة مقابل الدولار، وفق تطبيقات وصرافين، في أكبر تدنٍ في قيمتها، منذ الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان قبل ثلاثة أعوام، ويصنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ 1850.
80% تحت خط الفقر
ومنذ صيف 2019، خسرت الليرة أكثر من 95 في المئة من قيمتها أمام الدولار، بينما لا يزال سعر الصرف الرسمي عند 1507 ليرات. يتزامن ذلك مع أزمة سيولة حادة وتوقّف المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار.
وتعتمد المصارف وشركات تحويل الأموال أسعار صرف مختلفة.
وتُعد الأزمة الاقتصادية المتمادية الأسوأ في تاريخ لبنان.
وعلى مدى ثلاث سنوات، بات أكثر من ثمانين في المئة من السكان تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة.
وبحسب دراسة حديثة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، عانى نحو مليوني شخص من سكان لبنان، انعدام الأمن الغذائي بين سبتمبر وديسمبر الماضي: 700 ألف لاجئ سوري و1.29 مليون لبناني.
ويزيد الشلل السياسي الوضع سوءاً، في ظل فراغ رئاسي منذ أشهر تدير خلاله البلاد حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية.
الفشل الـ11
منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون -نهاية أكتوبر- فشل البرلمان اللبناني 11 مرة، آخرها اليوم، في انتخاب رئيس جراء انقسامات سياسية عميقة، خصوصاً أنه لا يملك أي فريق سياسي أكثرية برلمانية، تخوّله إيصال مرشح.
وفشل مجلس النواب للمرة الـ11 في انتخاب رئيس جديد للبلاد وجاءت نتيجة عملية الفرز: 34 صوتاً لميشال معوّض، و2 لزياد بارود، وصوت واحد لصلاح حنين و7 لعصام خليفة و14 صوتاً لـ"لبنان الجديد" و37 "للورقة بيضاء" و15 ورقة تصويت باطلة.
اعتصام في البرلمان
وأعلن نائبان معارضان من الكتلة النيابية المنبثقة من الاحتجاجات غير المسبوقة ضد الطبقة السياسية التي جرت عام 2019: نقيب المحامين السابق في بيروت ملحم خلف ونجاة عون صليبا، اعتصامًا داخل المجلس، حتى انتخاب رئيس.
ويؤشر فشل البرلمان في انتخاب رئيس -حتى الآن- إلى أن العملية الانتخابية قد تستغرق وقتاً طويلاً وتطول أشهراً عدة، في بلد نادراً ما تُحترم المهل الدستورية فيه.
"عادة لبنان"
وقال خلف للصحفيين: "لن نخرج، سننام في المجلس"، مضيفاً: "يجب أن يتوقف التعطيل، النهج الذي لا يسمح لنا بتأمين الخبز والطحين للناس".
وسياسيًا يقوم لبنان على المحاصصة بين القوى السياسية والطائفية، من أصغر منصب وظيفي حتى الحقائب الوزارية ورئيس الجمهورية.
هذه المشكلة ليست بجديدة على لبنان فعام 2016 -بعد أكثر من عامين من فراغ كرسي الحكم- انتخب ميشال عون رئيسًا بعد 46 جلسة، إثر تسوية بين الفرقاء السياسيين والطائفيين.
ولم تنجح السلطات في تنفيذ إصلاحات، يشترطها المجتمع الدولي، لتقديم الدعم ووقف النزف الحاصل.
وأعلن الصندوق في أبريل توصله إلى اتفاق مبدئي مع لبنان على خطة مساعدة بثلاثة مليارات دولار على أربع سنوات، لكن تطبيقها مرتبط بالتزام السلطات بتنفيذ إصلاحات، بينها توحيد أسعار الصرف.