حرب نووية قريبة.. مخاوف تغذيها التهديدات الروسية
أكد مسؤول روسي، أن هزيمة قوة نووية في حرب تقليدية قد تشعل حرباً نووية، في إشارة إلى حرب بلاده في أوكرانيا.

السياق
شبح الحرب النووية يعود مجددًا، ليزيد المخاوف بشأن مصير العالم، إذا وقع ما قد لا تُحمد عقباه، هذه المرة جاء على لسان ديمتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق، نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي، المعروف بحدة تصريحاته تجاه الغرب.
وأكد ميدفيديف –الخميس- أن "هزيمة قوة نووية في حرب تقليدية قد تشعل حرباً نووية"، في إشارة إلى حرب بلاده في أوكرانيا.
ودخل الكرملين على خط رئيسه السابق قائلًا: "تصريحات نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي بشأن خطورة الحرب النووية تتوافق مع عقيدة بلادنا النووية تمامًا".
روسيا لا تخسر
وقال ميدفيديف عبر "تلغرام"، تعليقًا على دعم حلف شمال الأطلسي للجيش الأوكراني، إن القوى النووية لا تخسر في صراعات كبرى يتوقف عليها مصيرها.
وهذه ليست المرة الأولى، التي يهدد فيها مسؤولون روس باستخدام القوة النووية أو "الردع النووي"، فقد توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"محو أي دولة تتجرأ على مهاجمة روسيا بأسلحة نووية من على وجه الأرض".
وقال بوتين إن روسيا ليس لديها تفويض لشن ضربة نووية وقائية، على عكس الولايات المتحدة، لكن الأسلحة الروسية المتقدمة التي تفوق سرعة الصوت، تضمن لروسيا الرد بقوة إذا تعرضت للهجوم.
وفي رده على التصريحات الروسية، قال الرئيس الأمريكي إن تهديدات نظيره الروسي باستخدام أسلحة نووية، أكبر خطر يواجه العالم منذ أزمة الصواريخ الكوبية.
وأكد بايدن -في حديث سابق- أن بوتين لا يمزح عندما يتحدث عن استخدام محتمل لأسلحة نووية تكتيكية، أو أسلحة بيولوجية أو كيماوية، لأن جيشه، ويمكنكم قول ذلك، ضعيف الأداء بشكل كبير مضيفًا: "لا أعتقد أن هناك أي سبيل لاستخدام سلاح نووي تكتيكي من دون أن ينتهي الأمر بمعركة هرمغدون بسهولة".
وأشار بايدن إلى أن هذا الإجراء -أي الضربة النووية- سيغير وجه الحرب بصورة لم تحدث، منذ الحرب العالمية الثانية.
وطالما حذرت واشنطن وبروكسل ولندن روسيا من استخدام أسلحة نووية تكتيكية أو كيمياوية في الحرب بأوكرانيا.
وتقدر عدد الرؤوس النووية الروسية بنحو 5977 رأسًا، وضعها الرئيس بوتين في حالة تأهب، تزامنًا مع "الحملة العسكرية" لبلاده على أوكرانيا.
الحل النووي
يأتي هذا التهديد النووي الروسي، في وقت يزداد الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، بعدما كانت تتردد أوروبا ومن ورائها أمريكا، في رفع مستوى الدعم لكييف، تجنبًا لتصعيد التوتر مع موسكو خشية إقدامها على "الحل النووي".
وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن "دولًا غربية سترسل لأوكرانيا شحنات جديدة من الأسلحة الثقيلة" مشيرًا إلى أن"التعهدات الأخيرة بتسليم أسلحة ثقيلة مهمة" متوقعًا مزيدًا من الدعم لأوكرانيا في "المستقبل القريب".
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، عدت الدعم العسكري عاملًا حاسمًا، لإحراز كييف النصر، وليس فقط دحر روسيا من المناطق التي تسيطر عليها في أوكرانيا.
الصحيفة الأمريكية عوَّلت -في تقريرها- على الأسلحة المقرر تقديمها خلال الفترة المقبلة، خصوصًا "إم 1 أبرامز الأمريكية" و"ليوبارد الألمانية". فيما
بينما أعلنت بريطانيا أنها تخطط لإرسال عدد غير محدد من دباباتها القتالية الرئيسة من طراز تشالنغر2.
وقدمت أمريكا وحلفاؤها الغربيين أسلحة مهمة لأوكرانيا، بما في ذلك الصواريخ المضادة للطائرات والمدفعية الصاروخية "هيمارس"، وبطاريات الدفاع الجوي "باتريوت"، وهي مساعدات لم يكن من الممكن تصور تقديمها قبل عام أو حتى أشهر فقط، خوفًا من اشتعال الموقف بين "الناتو" وموسكو.