قبل أيام من الانتخابات... التحالفات التركية تدخل طورها الأخير
أعلن حزبا الشعوب الديمقراطي واليسار الأخضر الكرديان دعمهما لمرشح تحالف المعارضة، كمال كليجدار أوغلو، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، المقررة في 28 من مايو.

السياق
ساعات تفصلنا عن جولة الإعادة، للانتخابات التي ستقول كلمتها في تحديد رئيس تركيا القادم، في وقت يشهد العالم تحولات سياسية مهمة، على وقع أزمات خارجية معقدة وداخلية، نجت أنقرة من بعضها وما زالت تعاني غيرها.
ويبذل كل من المرشحين جهوده في حشد شعبي وحزبي، أردوغان الذي لم يفارق السلطة منذ 20 عامًا، وكليجدار الذي جاء من صفوف المعارضة، ليوحد أغلبها لانتزاع كلمة أنقرة السياسية من حزب العدالة والتنمية.
في السياق ذاته أعلن حزبا "الشعوب الديمقراطي" و"اليسار الأخضر" الكرديان دعمهما لمرشح تحالف المعارضة، كمال كليجدار أوغلو، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، المقررة في 28 من مايو.
وقالت بيرفين بولدان، الرئيسة المشاركة لحزب الشعوب الديمقراطي: أردوغان ليس خيارًا لنا، وسنذهب إلى صندوق الاقتراع لنغير نظام الرجل الواحد.
وفي الوقت ذاته، ذكرت أن "جعل قضية المهاجرين واللاجئين مادة للمصالح السياسية خطأ وأمر لا إنساني".
أوغان
وأشارت السياسية الكردية إلى أن انتخابات 28 مايو تتميز بأنها استفتاء بين مؤيدي النظام الديمقراطي، وأولئك الذين يريدون الحفاظ على هذا النظام الفردي، في إشارة إلى حُكم أردوغان.
وأضافت بولدان أنه "مع دخولنا القرن الثاني للجمهورية سنحافظ على إرادة الشعب فوق كل إرادة مهما كانت الظروف، وسنواصل نضالنا من أجل مستقبل مشترك وديمقراطي".
يأتي الدعم العلني للحزبين الكرديين لكليجدار أوغلو بعد إعلان المرشح، الذي احتل المركز الثالث في الانتخابات الرئاسية التركية، بأصوات داعميه للرئيس المنهية ولايته.
وقبل أيام أعلن "القومي المتشدد" سنان أوغان، أنه سيدعم أردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بينما كانت كل الأوساط تترقب موقفه.
وقال أوغان الذي حاز 5.2 في المئة من الأصوات في الدورة الأولى وحل ثالثًا: "أطلب من الناخبين الذين صوتوا لنا في الجولة الأولى، أن يصوتوا لأردوغان في الجولة الثانية".
أوغان المنشق عن حزب الحركة القومية التركي، كان الطرفان يحاولان استمالته لتجيير أصوات ناخبيه خلال جولة الإعادة.
حصل أردوغان على 49.5% من الأصوات، ونال خصمه كمال كليجدار أوغلو 44.9% أي بفارق 2.5 مليون صوت.
وقال أوغان: "مفاوضاتنا جرت على المبادئ التالية: محاربة الإرهاب ووضع جدول زمني لإعادة اللاجئين وتعزيز مؤسسات الدولة التركية".
وجوه قديمة
على "تويتر" سارع كليجدار أوغلو الى التعليق، منددًا بدعم أوغان لأردوغان، مشيرًا إلى "هؤلاء الذين يبيعون هذا الوطن الجميل".
وقال: "نحن قادمون لإنقاذ هذا البلد من الإرهاب واللاجئين" داعياً "الثمانية ملايين مواطن الذين لم يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع في 14 مايو وكل شبابنا" إلى التصويت.
كان كليجدار أوغلو قد وعد بإعادة 3.7 مليون لاجئ سوري يقيمون في البلاد، إلى ديارهم حال فوزه.
بعد الدورة الأولى، قال سنان أوغان إنه "منفتح على الحوار".
والرئيس التركي الذي التقاه قبل أيام في اسطنبول، أوضح أنه ليس بحاجة لدعمه للفوز بولاية ثالثة.
وقد نال القوميون من كل الأحزاب 23% من الأصوات في الانتخابات التشريعية، التي جرت في 14 مايو بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية.
وأكّد أوغان أنّه لم يفاجأ بعدد الأصوات التي حصل عليها وينسبها إلى "قوميين أتراك وشباب يعدوننا أكثر ثقافة وسئموا الوجوه السياسية القديمة" بدءًا برجب طيب أردوغان (69 عامًا) وكمال كليجدار أوغلو (74 عامًا) الذي يرأس حزب الشعب الجمهوري منذ 2010.
وأكد أوغان لوكالة فرانس برس: "يعدوننا أكثر حداثة، ويرون أننا نمثل السياسة الجديدة".
نشأ أوغان لدى عائلة مزارعين في محافظة أغدير (شرق) قبل أن يدرس الحقوق والعلوم السياسية في تركيا ثم في موسكو، ويقدم نفسه كمدافع تقليدي عن تركيا.
ويمثل قومية علمانية، وهو ملتزم بمبادئ مؤسس الدولة الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، بعيدًا من مبادئ حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ بزعامة أردوغان.
فوز أردوغان
وبعد التعبئة القوية في 14 مايو ونسبة مشاركة بلغت 89%، قدرت مجموعة الاستشارات أوراسيا، إحدى الشركات القليلة جدًا التي توقعت تقدم أردوغان في الدورة الأولى، أن يفوز الرئيس المنتهية ولايته في الدورة الثانية.
وقال الخبير السياسي بيرك إلسن، من جامعة سابانجي في اسطنبول، إن "عديد الناخبين القوميين غير موافقين على اختيار كليجدار أوغلو لتمثيل المعارضة ولم يدعموه".