تفجير مقهى قائد فاغنر ومصرع أبرز مؤيدي الحرب...من وراء تفجير سانت بطرسبرغ؟
خططت له الأجهزة الخاصة الأوكرانية، التي جندت عملاء، بينهم متعاونون مع صندوق نافالني لمكافحة الفساد

السياق
تفجير في قلب موسكو، يودي بحياة أشهر المدونين العسكريين الروس، الرجل الذي قاتل في أوكرانيا، وأحد أشهر مؤيدي الحرب.
المدون الشهير قضى نحبه في انفجار مقهى بسانت بطرسبرغ، لتعلن السلطات توقيف المشتبه بها الرئيسة في الهجوم.
وقالت لجنة التحقيق الروسية، عبر "تلغرام"، إن المحققين "اعتقلوا داريا تريبوفا، المشتبه بمشاركتها في الانفجار بمقهى في سانت بطرسبرغ".
وأورد الموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية أن تريبوفا تبلغ 26 عامًا.
وأدى انفجار الأحد إلى قتل فلادلين تاتارسكي (40 عامًا)، المدون البارز الذي وُلد في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، الداعم للغزو الروسي في أوكرانيا، الذي وجه انتقادات للجيش الروسي أيضًا.
وأوردت تقارير أن تاتارسكي، واسمه الحقيقي ماكسيم فومين، قُتل بعد تلقيه تمثالًا صغيرًا ملغومًا، كما أصيب 32 شخصًا بجروح في الهجوم.
واتهمت روسيا أوكرانيا بأنها رتبت -بالتواطؤ مع أنصار للمعارض المسجون أليكسي نافالني- هجوم الأحد في سان بطرسبورغ.
داريا تريبوفا، روسية تنشط -وفق السلطات- في صندوق مكافحة الفساد التابع لنافالني، المحظور في روسيا منذ عام 2021.
وأفادت وكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية بأن تريبوفا سبق أن وضعت قيد الاحتجاز عشرة أيام، لمشاركتها في تظاهرة غير مصرح بها في فبراير من العام الماضي بعيد إطلاق روسيا هجومها على أوكرانيا.
التمثال المفخخ
ونشرت الشرطة مقطع فيديو، تعترف فيه المرأة البالغة 26 عامًا، بأنها أحضرت تمثالًا صغيرًا ملغومًا، تسبب انفجاره في قتل المدوّن ماكسيم فومين المعروف باسمه المستعار فلادلين تاتارسكي.
نافالني
ورفضت الشابة كشف مصدر القنبلة، أو الإدلاء بتصريحات عن منظمة أليكسي نافالني.
ويقضي المعارض المسجون منذ أكثر من عامين، حكمًا بالسجن تسع سنوات بتهمة الاحتيال، ويحاكم أيضا بتهمة التطرف.
وأعلنت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية: "ثبت أن العمل الإرهابي الذي ارتُكب في الثاني من أبريل بسان بطرسبورغ... خططت له الأجهزة الخاصة الأوكرانية، التي جندت عملاء، بينهم متعاونون مع صندوق نافالني "المزعوم" لمكافحة الفساد".
وندد المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"العمل الإرهابي".
إرهاب داخلي
في اليوم السابق، نفى المسؤول في الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولاك أي مسؤولية لكييف عن الهجوم، مرجحًا -في تغريدة- أن يكون نتاج "إرهاب داخلي" سببه خصومات داخل النظام الروسي.
من جهتها، نفت المتحدثة باسم نافالني كيرا إيرميتش، الاتهامات الموجهة إلى منظمته.
وكتبت على تويتر: "سيحاكم أليكسي قريبًا بتهمة التطرف، وهو مهدد بالسجن 35 عامًا. وقد قال الكرملين إنه لأمر رائع أن يكون قادرًا مستقبلًا على إضافة تهمة الإرهاب".
"فاغنر"
وقالت وكالة الأنباء العامة "تاس" إن الشابة التي ألقي القبض عليها الاثنين، سبق أن أوقفت عشرة أيام، بعد أن تظاهرت ضد الهجوم الروسي.
وقُتل المدوّن -الأحد- في مقهى بسان بطرسبرغ، أثناء مشاركته في لقاء نسّقته منظمة تدعى "سايبر زي فرونت"، مؤيدة لعمليات القوات الروسية في أوكرانيا.
وبحسب أحدث حصيلة، أصيب في الهجوم 32، ثمانية منهم في حالة خطيرة، وقوة الانفجار تعادل تأثير 200 جرام من مادة تي إن تي.
ويملك المقهى رئيس مجموعة فاغنر العسكرية يفغيني بريغوجين.
وأكد الأخير -صباح الاثنين عبر تلغرام- أنه منح المقهى إلى "سايبر زي فرونت".
يذكر الانفجار بهجوم أغسطس الماضي، الذي أودى بداريا دوجينا، المدافعة المتحمسة عن الهجوم على أوكرانيا وابنة الكاتب القومي المتطرف ألكسندر دوجين، وقد حملت روسيا مسؤولية الهجوم لكييف التي نفت ضلوعها فيه.
"سنقتل الجميع"
على عكس السلطات، بدا أن يفغيني بريغوجين يستبعد أن تكون الاستخبارات الأوكرانية مسؤولة عن عمليتي الاغتيال.
وقال مكتبه الإعلامي عبر "تلغرام": "لن أتهم نظام كييف بارتكاب العمليتين، أعتقد أنهما من فِعل مجموعة متطرفين".
كان بريغوجين قد أشاد -السبت- بالمدوّن في مقطع فيديو صوِّر -على ما يبدو- في مدينة باخموت، التي يتركز فيها القتال شرقي أوكرانيا.
ويتحدر المدون البالغ 40 عامًا، الذي قُتل الأحد، من منطقة دونباس شرقي أوكرانيا.
واعتاد فلادلين تاتارسكي زيارة القوات الروسية على جبهة القتال، وكان لديه أكثر من نصف مليون مشترك على قناته في "تلغرام".
ووفق وسائل الإعلام الروسية، سُجن في أوكرانيا بتهمة السرقة عام 2011. ونجح في الفرار من السجن عام 2014 قبل أن ينضم إلى المقاتلين الانفصاليين الموالين لروسيا شرقي البلاد.
وترك تاتارسكي القوات الانفصالية عام 2019 ليبدأ مسيرته بصفته مدونًا، وفق صحيفة كوميرسانت اليومية.
وبرز الناشط، بعيد بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا، من خلال نشر مقاطع فيديو تحلل الوضع على الأرض، وتقديم المشورة للقوات الروسية، وفق وكالة تاس.
في سبتمبر الماضي، حضر بحفل في الكرملين، للاحتفال بإعلان ضم أربع مناطق أوكرانية إلى الأراضي الروسية.
وقال أمام الكاميرا: "سنهزم الجميع، وسنقتل الجميع، وسنسرق كل الذين يجب سرقتهم، وسيسير كل شيء كما نريد".