قرارات قوية... الدول الداعمة لأوكرانيا تعقد اجتماعًا مهمًا في ألمانيا

أعلنت الولايات المتحدة، عن شريحة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بـ 2.5 مليار دولار، تشمل مئات المركبات المدرّعة.

قرارات قوية... الدول الداعمة لأوكرانيا تعقد اجتماعًا مهمًا في ألمانيا

السياق

من المقرر أن تعقد الدول الداعمة لكييف عسكريًّا، اجتماعًا في ألمانيا الجمعة، يتوقّع أن تصدر عنه "قرارات قويّة" مثل إرسال مركبات مدرّعة ثقيلة، لمساعدة أوكرانيا في المعارك الحاسمة المقبلة مع روسيا.

وقبل ساعات من هذا الاجتماع، الذي يُعقد في قاعدة رامشتاين الأمريكيّة، أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسويد والدنمارك عن شحنات كبيرة من الأسلحة إلى أوكرانيا.

وأعلنت الولايات المتحدة -مساء الخميس- عن شريحة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بـ 2.5 مليار دولار، تشمل مئات المركبات المدرّعة، لكنّها لا تضمّ دبّابات ثقيلة من طراز أبرامز.

وتشمل الشريحة الجديدة 59 مركبة مصفّحة من طراز برادلي تُضاف إلى 50 مركبة مدرّعة خفيفة من هذا النوع، كان التعهّد بها في 6 يناير، فضلًا عن 90 ناقلة جند مصفحة من طراز سترايكر "ستوفر لأوكرانيا لواءين مدرعين" حسبما قال البنتاغون في بيان.

وكذلك، سيسلِّم الجيش الأمريكي أوكرانيا 53 مركبة مدرّعة مضادة للألغام (MRAP) و350 مركبة نقل همفي طراز M998.

بهذه الشريحة الجديدة، ترتفع المساعدات العسكريّة الأمريكيّة لأوكرانيا إلى 26.7 مليار دولار منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير.

غير أنّ هذه الشريحة الجديدة لا تشمل دبّابات ثقيلة مثل "أبرامز" التي لم تعلن الولايات المتحدة -حتّى الآن- استعدادها لتزويد كييف بها، مبرّرةً هذا الرفض بمسائل تتعلّق بالصيانة والتدريب.

من جهتها، تعهّدت بريطانيا -الخميس- تزويد أوكرانيا بـ 600 صاروخ إضافي من طراز برايمستون، بينما وعدت الدنمارك بتزويدها بـ 19 مدفع قيصر فرنسي الصنع، والسويد بمدافع آرتشر.

ويبلغ مدى هذه المنظومات عشرات الكيلومترات، لكنّ أوكرانيا تطالب بمزيد.

كانت لندن تعهّدت بإرسال 14 دبّابة ثقيلة من طراز تشالنجر2 إلى كييف، وأبدت بولندا استعدادها لإرسال 14 دبّابة ليوبارد2 ألمانيّة الصنع، وهو ما يقلّ كثيرًا عن مئات الدبابات التي تقول أوكرانيا إنّها تحتاج إليها لشنّ هجمات.

 

قرارات قوية

اجتماع الجمعة هو الثالث في الصيغة التي تُعرف بـ "رامشتاين" منذ بداية الصراع، يجتمع خلاله وزراء الدفاع وكبار المسؤولين العسكريين من قرابة خمسين دولة مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن.

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -مساء الخميس- أنّه يتوقّع "قرارات قويّة" بشأن إمداد بلاده بمزيد من الأسلحة الغربيّة، خلال اجتماع الحلفاء الجمعة.

وقال: "بينما نستعدّ لاجتماع رامشتاين، نتوقّع قرارات قويّة، نتوقّع حزمة دعم عسكري قويّة من الولايات المتحدة".

من جهته، أعلن وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوسوسكاس -مساء الخميس- أنّ "بضع دول" سترسل دبّابات ليوبارد2 إلى كييف.

وقال الوزير، في اتّصال هاتفي لوكالة فرانس برس، إنّ "بضع دول سترسل" دبّابات ليوبارد، واعدًا بـ"معلومات أخرى" خلال اجتماع رامشتاين.

بدوره، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي: "هناك حاجة إلى دبّابات ألمانيّة وفنلنديّة ودنماركيّة وفرنسيّة. هذا يعني أنّ أوروبا الغربيّة نفسها يجب أن تُخصّص الآن دبّابات أكثر حداثة لأوكرانيا، حتى تتمكّن من الدفاع عن نفسها".

وتتعرّض ألمانيا لضغوط متزايدة من عدد كبير من جيرانها الأوروبّيين، لدفعها إلى الموافقة على تسليم دبّابات ليوبارد.

وقال وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس –الخميس- إنّ الإجابة ستكون "واضحة خلال الساعات المقبلة أو صباح الجمعة".

في حديثه عبر الفيديو، على هامش منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا، سخر زيلينسكي الخميس ممّن يقولون "سنسلّمكم الدبّابات إذا فعل طرف آخر ذلك"، في إشارة واضحة إلى المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي أبلغ أعضاء الكونغرس الأمريكي في دافوس بأنّ بلاده لن تزوّد أوكرانيا بدبّابات ثقيلة، إلا إذا أرسلتها الولايات المتحدة أيضًا، وفق مسؤول أمريكي كبير.

 

الارتجاف أمام بوتين

وقال زيلينسكي: "لا تكفي شجاعة جيشنا واندفاع الشعب الأوكراني في مواجهة آلاف الدبّابات التابعة لروسيا".

وكتب مستشار الرئاسة الأوكرانيّة ميخايلو بودولياك على "تويتر": "حان وقت التوقّف عن الارتجاف أمام بوتين واجتياز المرحلة الأخيرة".

دبّابات ليوبارد الألمانيّة، من الدبّابات الثقيلة الحديثة ذات التصميم الغربي، التي تطلبها كييف من حلفائها، ويقول الخبراء إنّها ستكون حاسمة في المعارك المقبلة شرقي أوكرانيا.

لكنّ الغربيّين يخشون احتمال أن تستعمل كييف أسلحتهم، في ضرب عمق الأراضي الروسيّة والقواعد الجوّية والبحريّة في شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها روسيا عام 2014.

ووجَّه الكرملين تحذيرًا واضحًا -الخميس- مفاده أنّ تسليم أسلحة بعيدة المدى "يعني أنّ النزاع سيبلغ مستوى جديدًا" وذلك ليس "شيئًا جيّدًا للأمن الأوروبي".