بعد لقاء تساي ومكارثي.. سفن حربية ومروحية صينية قرب تايوان
نشرت بكين التي طالما هددت برد، حال إجراء لقاء بين رئيسة تايوان ورئيس مجلس النواب الأمريكي، حاملة طائرات قرب تايوان، بعد ساعات من انعقاده.

السياق
أرسلت الصين -الخميس- سفنًا حربية إلى المياه المحيطة بتايوان، بعيد نشرها حاملة طائرات متوعدة برد "حازم" بعد اللقاء بين رئيسة تايوان ورئيس مجلس النواب الأمريكي في كاليفورنيا، كما أعلنت وزارة الدفاع التايوانية.
وأكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ: "ستتخذ الصين إجراءات حازمة وقوية، للدفاع بعزم عن سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها".
ورحبت رئيسة تايوان تساي إنغ-وين، التي تنتمي إلى حزب يناضل من أجل استقلال الجزيرة، بدعم واشنطن الراسخ" حيال تايوان خلال لقاء الأربعاء مع رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن ماكارثي.
وقد نشرت بكين التي طالما هددت برد، حال إجراء هذا اللقاء، حاملة طائرات قرب تايوان، بعد ساعات من انعقاده.
ورصدت ثلاث سفن أخرى في المضيق الفاصل بين الصين والجزيرة، التي تتمتع بنظام ديمقراطي، كما أعلنت وزارة الدفاع التايوانية.
صين واحدة
إلى ذلك، عبرت مروحية مضادة للغواصات أيضًا منطقة الدفاع الجوي في تايوان، كما أضاف المصدر نفسه.
ونشرت الصين كذلك سفنًا لخفر السواحل، لإجراء دوريات استثنائية احتجت عليها تايبيه.
وتعُد الصين جزيرة تايوان البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، ولا تستبعد استعادتها بالقوة إن لزم الأمر.
وتعارض بكين أي اتصال رسمي بين تايبيه ودول أخرى، وتصر على مبدأ "صين واحدة" فقط.
في أغسطس الماضي، أجرت بكين مناورات عسكرية غير مسبوقة بشأن تايوان، خلال زيارة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة الديمقراطية نانسي بيلوسي للجزيرة أغضبت الصين.
الرد الصيني على اللقاء، بين ماكارثي وتساي، لم يرق إلى مستوى ما حدث العام الماضي، لكنه يضع تايبيه في حالة ترقب وتأهب.
وقال وزير الدفاع التايواني شيو كوو-شينغ، إن توقيت نشر حاملة الطائرات الصينية شاندونغ "حساس"، لكنه لم يشر إلى رصد أي مناورة في محيط السفينة الحربية. وأضاف: "عندما تخرج حاملة طائرات تحصل عادة عمليات إقلاع وهبوط طائرات، لكننا لم نرصد أي هبوط أو إقلاع" حتى الآن.
وأكد أمام صحفيين: "نواصل عمليات المراقبة والرصد".
وردًا على احتمال أن يكون هذا الانتشار مقدمة لمناورات عسكرية صينية، قال شيو: "لا نستبعد أي احتمال".
دعم راسخ
في الولايات المتحدة، رحبت تساي الآتية من جولة في أمريكا الوسطى بـ"الدعم الراسخ" من الولايات المتحدة لتايوان، وأكدت أن التايوانيين "ليسوا معزولين".
ولا تزال 13 دولة فقط تعترف بتايوان، بينها بيليز وغواتيمالا اللتان زارتهما تساي، خلال جولتها بعد محطة أولى في نيويورك.
وبعد ساعات على ذلك، توعدت الصين بـ"تدابير حازمة وفعالة لحماية سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها".
وقارنت وزارة الخارجية الصينية اللقاء بين تساي وماكارثي على الأرض الأميركية بـ "أعمال تواطؤ خاطئة جدًا" بين الولايات المتحدة وتايوان، كما جاء في بيان نُشر صباح الخميس.
وحثت بكين واشنطن على "وقف السير في طريق خاطئ وخطر".
جاء هذا التصريح في وقت يقوم الرئيس الفرنسي بزيارة دولة إلى الصين، حيث يلتقي الخميس الرئيسي الصيني شي جيبينغ.
وفي ظل أجواء التوتر هذه، اختار ماكارثي استقبال تساي في كاليفورنيا بعدما فكر بداية، بالتوجه إلى تايوان.
وشدد المسؤول الجمهوري، على أن العلاقة بين تايبيه وواشنطن "أقوى" من أي وقت مضى.
وفي عهد تساي عززت تايوان تقاربها مع الولايات المتحدة.
ودعا ماكارثي إلى "مواصلة بيع الأسلحة إلى تايوان" مؤكدًا أنه "السبيل الأفضل" لمنع غزو صيني للجزيرة.
وأكد أمام صحفيين: "هذا درس أساسي استخلصناه من أوكرانيا، بأن فكرة فرض عقوبات فقط في المستقبل لن تردع أحدًا".
دوريات لخفر السواحل
في جزيرة بينغتان جنوبي شرق الصين، وهي النقطة الأقرب إلى تايوان، لم يرصد أي نشاط عسكري استثنائي صباح الخميس.
إلا ان مجلس الشؤون القارية في تايبيه الهيئة العليا المكلفة برسم السياسة حيال الصين، اتهم بكين "بعرقلة التجارة في مضيق تايوان من خلال عمليات تفتيش لسفن الشحن وسفن نقل الركاب".
وأعلنت السلطات البحرية الصينية -الأربعاء- عن دوريات لخفر السواحل الصينيين في المضيق.
وقالت الهيئة التايوانية، مساء الأربعاء: "تحرك الطرف الصيني يفاقم عمدًا التوترات بين ضفتي المضيق" متحدثة عن "انتهاك فاضح" للممارسات البحرية.
وأكد مساعد مدير مكتب الأمن الوطني في تايوان كو شينغ-هنغ -الخميس- أن السفن التايوانية تلقت الأمر برفض أي عملية تفتيش صينية.