ما الذي يمكن أن يحدث حال إدانة ترامب؟
ما هو رد فعل أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في حال إدانته؟

ترجمات -السياق
تثير محاكمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، العديد من التساؤلات بشأن إمكانية ترشحه لانتخابات الرئاسة 2024، ومدى تأثيرها على حظوظه في الفوز، وما الذي يمكن أن يحدث حال إدانته؟.
صحيفة غارديان البريطانية، سلطت الضوء على المحاكمة الغير مسبوقة لرئيس أمركي سابق، مشيرة إلى أن تداعيات محاكمة ترامب، قد تكون "غير محمودة العواقب".
ورأت أن لائحة اتهام ترامب بحيازة وثائق سرية بشكل غير قانوني وعرقلة العدالة، تقدم إجابة جزئية لسؤال كبير في السياسة الأمريكية: هل يمكن لمؤسسات الدولة احتواء تجاوزاته؟
وفقًا للائحة الاتهام، التي قدمها مكتب المستشار الخاص جاك سميث، حجب ترامب عن عمد 31 وثيقة سرية من المسؤولين الفيدراليين وعرقل العدالة في جهوده لإخفاء المواد.
وتضمنت وثائق معلومات حكومية شديدة الحساسية عن البرامج النووية الأمريكية، ونقاط الضعف العسكرية، والردود المخطط لها حالة وقوع هجوم أجنبي.
ودفع الرئيس السابق، بأنه غير مذنب في جميع التهم الفيدرالية، البالغ عددها 37 أثناء توجيه الاتهام إليه، في ميامي الثلاثاء الماضي.
رد فعل عنيف
وأشارت "غارديان" إلى أن رد الفعل العنيف -القائم على التصريحات الغاضبة فقط حتى الآن- الذي أثارته لائحة الاتهام يُسلط الضوء مجددًا على إمكانية انزلاق البلاد لفوضى جديدة، قد تكون أكبر من سابقتها عام 2021.
وذكّرت الصحيفة، باقتحام أنصاره مبنى الكابيتول عند هزيمته في انتخابات الرئاسة الماضية، في محاولة لمنع نقل السلطة، واعتدوا على ضباط الشرطة وهتفوا "الشنق لمايك بنس"، بعد أن أعلن نائب الرئيس السابق تأييده لنتائج الانتخابات وفوز بايدن.
وبعد قراءة لائحة الاتهام، وصف بنس المزاعم الموجهة إلى الرئيس السابق بأنها "خطيرة للغاية"، وقال في حوار مع "وول ستريت جورنال": "بصفتي والد رجلين يخدمان في القوات المسلحة للولايات المتحدة، لن أخفف المخاوف بشأن التعامل مع المواد السرية".
وأضاف: "لا يمكنني الدفاع عن ذلك، لكن الرئيس من حقه أن يتكلم في المحكمة".
وسبق أن قال بنس، إن الرئيس السابق دونالد ترامب أخطأ في 6 يناير 2021 يوم اقتحام الكونغرس.
و أشارت الصحيفة البريطانية، إلى انتشار تهديدات ودعوات إلى الحرب الأهلية على وسائل التواصل الاجتماعي، التي يستخدمها أنصار الرئيس السابق، بعد دقائق من إدانته الأسبوع الماضي.
ولفتت إلى أن ما هو أخطر أن "الخطاب العنيف لا يصدر فقط عن القاعدة الشعبية"، مشيرة إلى تصريح سابق للنائب الجمهوري عن ولاية أريزونا، كاري لايك، الذي قال: "إن أردتم الوصول إلى ترامب، عليكم أن تمروا من خلالي ومن خلال 75 مليون أمريكي مثلي... معظمنا أعضاء في الاتحاد القومي للأسلحة، منظمة أمريكية تدافع عن حقوق حمل السلاح".
حتى ترامب نفسه -وفق الصحيفة- حذر مما سماه "الموت والتدمير" حال إدانته في قضية منفصلة تتعلق بدفع المال مقابل شراء الصمت.
كان ترامب قد اتُهم بمنح ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز مبالغ لشراء صمتها خلال حملته عام 2016 للوصول للبيت الأبيض.
بينما يرى المرشح الجمهوري للرئاسة، حاكم فلوريدا رون ديسانتيس بعد توجيه الاتهام لترامب، أن ما سماه تسليح أجهزة إنفاذ القانون الفيدرالية، يُمثل تهديدًا للمجتمع الحر، مضيفًا: "لقد شهدنا منذ سنوات تطبيقًا متفاوتًا للقانون بحسب الانتماء السياسي... لماذا يبدون متحمسين جدًا في ملاحقة ترامب ويتقاعسون بشأن هيلاري كلينتون أو هانتر نجل بايدن؟".
ورأت الصحيفة أن ما سمته "تهجم ترامب" في هذه الأوقات، يهدف إلى ردع أي إجراء قد يُتخذ ضده، رغم القضية الاستثنائية المعروضة في لائحة الاتهام، بما في ذلك الصورة المتداولة مؤخرًا بشأن الصناديق المكدسة لوثائق سرية في حمام منزله.
ويُزعم أن الرئيس السابق وضع صناديق من مواد سرية -بما فيها أسرار عسكرية ونووية- في الحمام وقاعة الرقص وغرفة نومه.
وتعليقًا على ذلك، طالبت الصحيفة البريطانية السلطات الأمريكية، بأن تأخذ تهديدات أنصار ترامب الأخيرة على محمل الجد، مضيفة: "هذه التهديدات تستهدف الديمقراطية الأمريكية ذاتها".
وبينت أن استعداد هؤلاء الجمهوريين للتوافق على مزاعم الرئيس السابق بشأن "الاضطهاد السياسي" قد يُمثل فصلًا جديدًا في المعركة التمهيدية لعام 2024، رغم أن المرشحين قد يضطرون إلى تغيير موقفهم إذا أصبح ترامب مرشحًا أمام بايدن.
حرب أهلية
ورأت "غارديان" أنه رغم عدم تحقق التكهنات بتهديد الديمقراطية الأمريكية بعد انتخابات 2020، فإن نتائج أبحاث من العام الماضي، أظهرت أن أكثر من اثنين من كل خمسة أمريكيين، يعتقدون أن الحرب الأهلية ستكون على الأقل محتملة إلى حد ما، خلال العقد المقبل.
وأشارت إلى أنه رغم انخفاض عدد الذين يعتقدون أن العنف سيكون مبررًا لإعادة ترامب إلى البيت الأبيض منذ العام الماضي، فإنه لا يزال عددهم يبلغ 12 مليون أمريكي.
ووفق الصحيفة، فإن الدولة المنقسمة بشكل متزايد تزداد تسليحًا أيضًا، مع وجود نحو 400 مليون سلاح خاص، يملكها بيض وذكور وجمهوريون بشكل غير متناسب.
ووفقًا لإحدى الدراسات، فقد اشترى ما يقرب من 3% من البالغين، أو 7.5 مليون شخص، سلاحًا ناريًا لأول مرة بين يناير 2019 وأبريل 2021.
ونتيجة لذلك، فقد حذر عدد كبير من المحللين من إمكانية اتجاه الولايات المتحدة نحو عنف سياسي واسع النطاق، بينما تراجع آخرون عن التحذيرات بوقوع حرب أهلية، إلا أنهم يعتقدون أن الاضطراب المدني الكبير بات محتملًا.
فقد وضعت البروفيسور باربرا والتر في كتابها "كيف تبدأ الحروب الأهلية"، شرطيين أساسيين لأي حرب أهلية محتملة: الانقسام العرقي والفوضوية، وعندما لا تكون الدولة ديمقراطية أو استبدادية.
وترى والتر في كتابها أن الولايات المتحدة تعيش الخطر الأول -الانقسام العرقي والفوضوية- ولا تزال قريبة من الخطر الثاني -عندما لا تكون الدولة ديمقراطية أو استبدادية- حتى لو انحسر التهديد قصير المدى إلى حد ما منذ عام 2021.
ورغم أنه لا أحد يتوقع مواجهة مباشرة بين القوى، كما كان الحال في ستينيات القرن التاسع عشر، ناهيك عن الانقسام الجغرافي، فإن ما يخشاه بعض الخبراء هو صراع غير متكافئ، على غرار حرب العصابات تشنه حركة لامركزية، حيث تستهدف مجموعات صغيرة أو مهاجمون منفردون، مواقع للأقليات مثل المعابد اليهودية أو نوادي المثليين والمدنيين على نطاق أوسع، والبنية التحتية أو شخصيات مثل السياسيين الديمقراطيين والقضاة ومسؤولي الانتخابات.
ولذلك، شددت الصحيفة على أنه "من الأفضل فهم الترامبية -أنصار ترامب- ليس كمبدأ تنشيط لهذا الصرا ، لكن كعامل مساعد"، مضيفة: لن يقاتل الناس من أجل ترامب بقدر ما يقاتلون لأنهم يعتقدون أنه يتحدث نيابةً عنهم، وإن لم يكن هو، فقد تظهر شخصية أخرى".
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم تندلع أعمال عنف خلال جلسة الاستماع في لائحة الاتهام بميامي، كما كان البعض يخشى، بينما مازال أكثر من ألف شخص من المتهمين بارتكاب جرائم تتعلق بالسادس من يناير قيد الاعتقال، لافتة إلى أن كثيرين منهم يشعرون بأن ترامب تخلى عنهم.
ومع ذلك، لا يمكن إنكار تنامي التهديدات والعنف السياسي خلال السنوات الأخيرة، إذ من المؤكد أن لغة ترامب ومناصريه، تجعل هذه الاحتمالات أكثر ترجيحًا في الوقت الحالي،من دون أدنى شك، وفق "غارديان".