مع انتهاء صفقة 'سبوتيفاي'... من أين سيحصل هاري وميغان الأموال؟

صراع ميغان وهاري مع العائلة المالكة، وصل إلى ذروته عندما اتهمتهم زوجة الابن الأصغر للملك بالعنصرية.

مع انتهاء صفقة 'سبوتيفاي'... من أين سيحصل هاري وميغان الأموال؟

ترجمات -السياق 

بعد بث موسم واحد فقط، فاجأت شركة البث العملاقة سبوتيفاي، الأمير هاري الابن الأصغر لملك بريطانيا تشارلز الثالث، وزوجته ميغان، بإنهاء صفقة لإنتاج حلقات إذاعية تبث على الإنترنت (بودكاست) كانت مقررة لسنوات عدة، ما وضع الشقيق الأصغر لولي العهد في مأزق كبير.

فعام 2020، أعلن هاري وزوجته ميغان، عزمهما أن يصبحا مستقلين ماليًا، والتوقف عن تلقي الأموال من المنحة السيادية، بعد تنحيهما عن مهامهما الملكية، ثم تردد أنهما يستطيعان العيش من دون أزمات مالية تلاحقهما، عقب صفقة وقعاها مع "سبوتيفاي" بـ 20 مليون دولار، فماذا بعد أن أُنهيت هذه الصفقة؟

صحيفة التايمز البريطانية، سلطت الضوء على المأزق الذي فيه هاري وزوجته، وتساءلت كيف يمكن لهما أن يكسبا أموالًا الآن، بعد أن أُسدل الستار على صفقة "سبوتيفاي" البالغ قيمتها 20 مليون دولار؟ وهل مازال لديهما شيء يمكنهما بيعه؟

كانت الشركة السويدية أعلنت شراكتها مع دوق ودوقة ساسكس أواخر عام 2020 بعد تخليهما عن واجباتهما الملكية وانتقالهما للإقامة في كاليفورنيا.

ليست مفاجأة

ورأت "التايمز" -في تحليل للكاتب جيمس ماريوت- أن قرار "سبوتيفاي" لم يكن مفاجئًا، مشيرة إلى أن البرنامج بثّ 12 حلقة من بودكاست ميغان بعنوان (أركتايبس) أو "نماذج" فقط، رغم أنه كان يُعد "تحقيقًا مهمًا وهدمًا لشعارات تحاول أن تقوِّض المرأة ودورها في المجتمع، رغم أنه استضاف عديد الشخصيات المشهورة مثل ماريا كاري وسيرينا وليامز".

ويرى الكاتب أن البرنامج كان "فقرات لا تعبر عن النساء بالأساس كما أُعلن، ولا يتضمن أي شيء تحفيزي، حتى أن المقدمة (ميغان) كانت تقليدية في كل حواراتها وتبدأ بطلب الضيف لأن يقدم نفسه للجمهور، من دون أي اهتمام بالقضايا العامة التي تجذب المشاهدين".

وأشار إلى أن اضطرار "سبوتيفاي" لإنهاء الصفقة، لا يمكن أن يحدث إلا بعد تأكدها من تراجع عدد المشاهدات بشكل لافت، إلا أن إنهاء الصفقة ربما يكون مريحًا لهاري وميغان أيضًا، لأن بودكاست "النماذج الأولية" لم تكسبهما علاقات جيدة بالمحيطين بهما، خصوصًا بالعائلة المالكة.

فقد سلط البودكاست الضوء على الحياة العبثية التي يعيشها الثنائي بشكل مؤلم، أكثر من مشاريعهما الأخرى، في إشارة إلى حديثهما عما تعرضا له أثناء وجودهما في القصر الملكي.

ورغم أن مذكرات هاري "المحرجة" -في إشارة لمذكراته المتعلقة بعلاقته بالعائلة المالكة-، فإن البرنامج -بعد ذلك- لم يقدم شيئًا مهما يمكن متابعته، فلا عناوين جيدة، ولا قصص إخبارية محبوكة، وهو ما لم يلق كثيرًا من التعليقات على "تويتر"، سواء المؤيدة أم الساخرة، وفق الكاتب.

لا أحد يهتم

ويرى ماريوت، أن البودكاست لم يحصل على الاهتمام المتوقع، ما يعد علامة مقلقة لهاري وميغان.

كانت المؤسسة الإعلامية عمدت إلى تجزئة قصتهما عن ترك العائلة المالكة لحلقات عدة لجذب المشاهدين، ثم عُرض فيلم وثائقي عن هذه القصة، عبر منصة نيتفليكس العام الماضي، لكن بعد عام واحد فقط يبدو أنه "لا يوجد شيء آخر يقال"، حسب وصف الكاتب.

ويظهر فشل بودكاست "النماذج الأصلية"، في أنه كلما حاد البرنامج عن القصة الأصلية المتعلقة بحياة الثنائي في القصر الملكي، لم يجد قبولاً يذكر بين المشاهدين، رغم استضافة عدد من الضيوف المهمين مثل سيرينا ويليامز وماريا كاري.

فقد تمتعت ميغان بقدرة رائعة على استضافة أشخاص مهمين، وذوي شعبية كبيرة في الوسطين الأمريكي والأوروبي، إلا أنها لم تكن بالقدر نفسه في المحادثة والحضور أثناء بث البرنامج، وكانت دائمًا ما تردد كلمات معتادة لا معنى لها، مثل: "أنت تختار التحرر والحداثة... أحب ذلك كثيرًا، إلخ"، وهو أسلوب لم يلق رواجًا بين المشاهدين.

ورغم أن الكاتب اعترف بأن مشكلة ميغان -كمقدمة- ليست فريدة من نوعها، إذ إن عديد المشاهير كانوا يبتكرون أعذارًا واهية لسوء حضورهم الإعلامي، فإن على ميغان أن تدرك جيدًا أن الظهور الإعلامي يحتاج لمهارة، إذ لا يمكن لأي شخص أن يفعل ذلك، وإنما فقط أصحاب الخبرات والموهبة.

ويضيف ماريوت، موجهًا حديثه لميغان: "النجاح في استضافة زملائك المشهورين ليس العامل الوحيد لجذب الجمهور، وإنما هناك أشياء أخرى يجب توافرها قبل الظهور الإعلامي"، متابعًا: "لذلك أهنئ الجمهور على موقفه من هذا الأمر، ودوره في وقف البرنامج".

تصفية حسابات

يذكر أن صراع ميغان وهاري مع العائلة المالكة، وصل إلى ذروته عندما اتهمتهم زوجة الابن الأصغر للملك بالعنصرية، خلال لقاء تليفزيوني مع الإعلامية أوبرا وينفري، في مارس من العام قبل الماضي، كما أعلنت أنها كادت أن تقدم على الانتحار بسبب التقاليد الملكية البالية.

ومنذ ذلك التاريخ انقطعت أواصر العائلة المالكة مع ميغان، وازدادت التكهنات يومًا بعد يوم، بأنها تعتزم كشف مزيد من أسرار العائلة المالكة.

وقالت ميغان خلال المقابلة التلفزيونية، إنها كانت ساذجة قبل أن تتزوج الأمير هاري عام 2018، لكن انتهى بها الأمر بأن تملكتها أفكار انتحارية والتفكير في إيذاء نفسها، بعد أن طلبت المساعدة ولم تحصل على أي شيء.

وأضافت أن ابنها أرتشي -ثلاثة أعوام- حُرم لقب الأمير لأنه كانت هناك مخاوف داخل العائلة المالكة من سمرة بشرته.

وتابعت ميغان، خلال مقابلتها مع أوبرا وينفري، قبل نحو عامين: "لم يريدوا أن يكون أميرًا".

وأوضحت أنه كان في القصر الملكي "حوار بشأن مدى سواد بشرته عند ولادته".

وامتنعت ميغان عن تحديد الشخص الذي أبدى هذه المخاوف، وكذلك فعل هاري الذي قال إن عائلته حرمته ماليًا، وأن والده تشارلز -الذي كان وليًا للعهد حينها- خذله ورفض الرد على مكالماته.