اعتقال ترامب... هل يدعمه في الانتخابات أم يعصف بآماله؟

قال الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، إنه إذا وجهت لائحة اتهام تنتهي باعتقال ترامب، فإن ذلك سيكون بمثابة دعم لحملته الانتخابية للفوز باكتساح.

اعتقال ترامب... هل يدعمه في الانتخابات أم يعصف بآماله؟
دونالد ترامب

السياق

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على موعد مع الاعتقال، الثلاثاء، وفق تصريحات له، بسبب مزاعم بأنه دفع مبالغ لنجمة إباحية، للتكتم على علاقتهما المزعومة، وسط مخاوف من أعمال شغب وعنف، يقدم عليها أنصاره، إذا نُفذ هذا القرار.

يشار إلى أن القضية -التي لم يتهم فيها ترامب رسميًا- تتعلق بممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز، وأن الملياردير الأمريكي كان على علاقة سابقة بها، ودفع أموالًا لها للتكتم على الأمر.

وكتب ترامب على موقعه Truth Social أن مسؤولين في مكتب المدعي العام في مانهاتن سيصدرون أمراً باعتقاله الثلاثاء بسبب هذه القضية.

ووصف ترامب ما يروج عنه بالقصص الخيالية القديمة والمكشوفة، كما اتهم بعض المسؤولين في مكتب المدعي العام بـ"الفاسدين والمسيسين".

وإذا وُجه الاتهام إلى دونالد ترامب، ستكون سابقة أمريكية، بأنها أول قضية جنائية ضد رئيس سابق.

 

استعادة الأمة

إلى ذلك دعا ترامب أنصاره إلى احتجاجات حاشدة والنزول إلى الشوارع لـ "استعادة الأمة الأمريكية"، وفق قوله.

يأتي ذلك في ظل حملة انتخابية لساكن البيت الأبيض السابق، لخوض الانتخابات الرئاسية المزمع إقامتها عام 2024.

وفي التفاصيل يدور الاتهام حول 130 ألف دولار دفعها ترامب عام 2016 لممثلة الأفلام الإباحية الشهيرة باسم ستورمي دانييلز، قبل أسبوعين من الانتخابات، التي جاءت به رئيسًا على حساب منافسته هيلاري كلينتون، مقابل صمتها عن علاقة جمعتهما، وفق ادعاء ستورمي وهو ما نفاه ترامب.

وقبل أيام هدد مايكل كوهين، محامي ترامب السابق "بفضحه" أمام هيئة محلفين بنيويورك، وكان  كوهين -بعدما تحول إلى عدو لدود لترامب- قد أدلى بإفادته في سياق التحقيق بالقضية، عن دفعه أموالًا لممثلة أفلام إباحية نيابة عن ترامب.

وقال المحامي المخضرم لوسائل الإعلام أمام المحكمة في وقت سابق: "على ترامب أن يدفع ثمن أفعاله الدنيئة، مؤكدًا عزمه على قول الحقيقة من دون السعي إلى الانتقام".

 

صرخة المعركة

وشبه كوهين، دعوة ترامب للاحتجاجات بـ"صرخة المعركة" التي أطلقها قبل هجوم أنصاره الشهير على مبنى الكابيتول، وأضاف لوسائل إعلام: "من الذكاء لدونالد أن يكتب لأنصاره احتجاجًا سلميًا"، لكنه لا يريد ذلك، فغايته مواجهة عنيفة أخرى نيابة عنه".

وطُلب ترامب، في وقت سابق من هذا الشهر، للإدلاء بشهادته أمام هيئة محلفين كبرى، وهي المنوط بها تحديد ما إذا كانت هناك أدلة كافية لمتابعة الاتهامات في القضية.

وحسب "بي بي سي" فإن جلسات القضية تعقد بسرية، وقد أدلى عديد من مساعدي ترامب السابقين بشهاداتهم فيها.

 

دعوى سياسية

من جهتها قالت محامية ترامب، سوزان نيشيليس، لشبكة سي بي إس نيوز الأمريكية، إن منشور موكلها بشأن توقع اعتقاله الثلاثاء، استند إلى تقارير إعلامية، مضيفة: "بما أن هذه "دعوى سياسية، فقد تورط مكتب المدعي العام في ممارسة تسريب كل شيء للصحافة، بدلاً من التواصل مع محامي الرئيس ترامب، كما يحدث في الحالات العادية".

لكن مكتب المدعي العام الأمريكي لم يعلق على حديث ترامب بشأن اعتقاله.

 

إيلون ماسك

ووسط توقعات بأن توجيه اتهام مثل هذا لترامب واعتقاله، سيضربان حملته الانتخابية وشعبيته في مقتل، ويؤثران سلبًا في آماله بالعودة إلى البيت الأبيض، يرى الملياردير الأمريكي إيلون ماسك أنه حال اعتقال ترامب فإنه سيحقق "نصرًا ساحقًا في الانتخابات الرئاسية المقبلة".

 

لا أحد فوق القانون

بدوره، قال مايك بانس نائب الرئيس السابق إن توجيه الاتهام المحتمل إلى دونالد ترمب "مقلق للغاية، فكرة اتهام رئيس سابق للولايات المتحدة مقلقة للغاية بالنسبة لي، مثل عشرات الملايين من الأمريكيين"، وأضاف: "هذا يحدث بشكل خاص في ما يبدو أنها بيئة مشحونة سياسيًا في نيويورك، حيث قام المدعي العام والمسؤولون المنتخبون الآخرون فعليًا بحملة، بعد التعهد بمقاضاة الرئيس السابق"، مشددا على أن "لا أحد فوق القانون"، مؤكدًا أن ترامب يمكنه "الاعتناء بنفسه"، لكن بنس في الوقت ذاته شدد على عدم التسامح مع العنف، في إشارة إلى دعوة ترامب أنصاره للاحتجاج.

 وقال: "نحن نحترم حق الأمريكيين في إسماع صوتهم والتعبير عن إحباطهم، ما يبدو أنها محاكمة ذات دوافع سياسية للرئيس السابق، لكننا نريد أن نرسل رسالة واضحة مفادها أنه لن يكون هناك تسامح مع العنف، وأن أي شخص يتورط في أعمال عنف سيقاضى إلى أقصى حد يسمح به القانون".

جدير بالإشارة إلى أن بنس نائب ترامب السابق، تحول إلى أحد خصومه تزامنًا مع "أحداث الكابيتول" وأعمال الشغب التي أقدم عليها أنصار ترامب في الانتخابات الرئاسية السابقة، وبعد إعلان خسارته وفوز بايدن.

 

الانتقام السياسي

من جانبه دخل على الخط رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفين مكارثي، داعمًا ترامب ولائمًا على سلطات الادعاء بتغريدة على "تويتر" كتب فيها: "ها نحن مرة أخرى أمام إساءة استخدام فاضحة للسلطة من قِبل مدعي مانهاتن المتطرف، الذي يسمح للمجرمين العنيفين بالخروج من السجون، بينما يسعى إلى الانتقام السياسي من الرئيس ترامب".