سخرية ترامب... سلاح جديد يهدد بايدن في الانتخابات الرئاسية
سخرية ترامب، جاءت خلال تجمع انتخابي لأنصاره في نيوهامبشر بنيو إنغلاند، شمال شرقي الولايات المتحدة، حينما قلد نبرة صوته وحركاته اللاإرادية

السياق
النصيب الأكبر من السخرية، التي تلقاها ولا يزال الرئيس الأمريكي جو بايدن، لم يكن من قراراته السياسية، ولكن من تصرفاته الشخصية.
فالرئيس البالغ الثمانين من العمر، ويطمع في ولاية رئاسية ثانية، كثيرًا ما وقع في مواقف محرجة، سواء بالقول أم الفعل، وأمام كاميرات المصورين أو حشود الجماهير، ما جعله محط سخرية من كثيرين، بمن فيهم غريمه الأبرز الرئيس السابق دونالد ترامب.
ترامب الذي لا يفوت مناسبة إلا لمهاجمة بايدن وتسميته ببعض الصفات مثل "النعسان"، والتشكيك في قدراته العقلية و"ضياعه"، وارتباكه خلال عديد المناسبات والأحداث، سخر في آخر ظهور له من فيديو إعلان بايدن ترشحه لولاية رئاسية ثانية ولم يظهر فيه، قائلًا: "بالله عليك ألا يمكنك أن تقف وتعلن جديًا أنك مرشح؟".
"أين أنا.. كيف أخرج؟".. #ترامب يسخر من #بايدن ويقلده خلال تجمع انتخابي لأنصاره في نيوهامبشر شمال شرقي #الولايات_المتحدة .#السياق pic.twitter.com/Z9s7sObo2F
— خارج السياق (@k_alsyaaq) April 28, 2023
أين أنا؟
سخرية ترامب، جاءت خلال تجمع انتخابي لأنصاره في نيوهامبشر بنيو إنغلاند، شمال شرقي الولايات المتحدة، حينما قلد نبرة صوته وحركاته اللاإرادية وقال: "آه أريد أن أخرج من أين... أين أنا؟" وهو ما فجر ضحك أنصاره.
كان آخر موقف محرج وقع فيه الرئيس بايدن، أثناء لقاء جمعه بالرئيس الكوري الجنوبي قبل أيام، حينما أظهر بالخطأ ورقة التقطتها الكاميرا، تظهر أسماء الصحفيين الذين سيشاركون بالأسئلة، التي ستطرح في المؤتمر الصحفي، الذي جمعه بنظيره يون سوك في العاصمة واشنطن.
وكذلك أظهرت الصور التي تمكنت "نيويورك بوست" من التقاطها في يد بايدن، السؤال الأول الذي من المفترض أن يوجه إليه من الصحفيين ومكتوب فيه:" كيف تربطون أولويات سياستكم الداخلية بسياسة خارجية قائمة على التحالف؟".
اللافت للنظر في الموضوع، صورة صحفية من أصول هندية تدعى كورتني سوبرامانيان، تعمل في "لوس أنجلوس تايمز"، ظهرت بشكل واضح في الورق، و كُتب اسم عائلتها بشكل كبير تجنبًا لوقوع بايدن في الحرج.
ودائمًا ما يلجأ فريق إدارته ومساعدوه، إلى تدوين بعض المعلومات أمامه أو في ورق يحمله، لمساعدته وإسعاف ذاكرته، لمنع وقوعه في الحرج، لكن الكاميرا دائمًا ما تكون بالمرصاد.
ويثير جو بايدن الجدل بشأن كبر سنة، وأهليته لحكم الدولة صاحبة الاقتصاد الأقوى في العالم، وهو ما يحاول غريمه ترامب استغلاله، ودائمًا ما يتعمد أن يحط من قدره وتصويره كشخص لا يتحكم في زمام الأمور بالشكل المطلوب.
وتخرج تصريحات ترامب -على الأغلب- إما أمام حشود من أنصاره وإما من خلال حسابه على منصته للتواصل الاجتماعي "سوشيال تروث" ومنها وصفه مؤخرًا لبايدن بأنه "شخص عديم الجدوى يقود الأمريكيين حالياً" كما رأى أنه "يشكل خطرًا على الديمقراطية"، لأنه "غير كفؤ ولا يعرف كيف يحكم البلاد" وأكد أنه في ظل إدارة بايدن فإن "دولتنا الآن في حالة تدهور خطير، وقد فقدت طريقها"، وفق تعبير ترامب.
سحق بايدن
تعهد ترامب بـ"سحق" الرئيس جو بايدن، في الانتخابات الرئاسية المقبلة، محذرًا في أولى محطات حملته الانتخابية، من انزلاق الولايات المتحدة إلى "الفوضى" حال عدم انتخاب الملياردير الجمهوري.
وجاء خطاب "التحدي" الأول للرئيس السابق، في أحد فنادق مانشستر بولاية نيو هامبشر رغم تراكم المشكلات القانونية التي تثقل كاهله، خاصة مع إدلاء كاتبة تتهم ترامب باغتصابها بشهادتها للمرة الثانية بمحكمة مدنية في نيويورك.
وقال ترامب، أمام حشد من نحو 1500 مناصر: "الاختيار في هذه الانتخابات الآن بين القوة والضعف، والنجاح والفشل، والأمان والفوضى، والسلام والحرب، والازدهار والكارثة".
وأضاف: "نحن نعيش في كارثة وبتصويتكم في 5 نوفمبر 2024، سنسحق جو بايدن (...) في صندوق الاقتراع، وسنستكمل ما لم ننهه من عمل".
وهذا هو الظهور الأول لترامب منذ يناير في "ولاية الغرانيت" كما تسمى، لاشتهارها باستخراج الرخام، والتي أمنت فوزه بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة عام 2016 بعد بداية ضعيفة في أيوا.
وأعلن بايدن "80 عامًا" الثلاثاء ترشحه رسميًا لولاية ثانية في انتخابات 2024 يمكن أن يواجه فيها ترامب مجددًا.
ويحذر عديد من كبار الجمهوريين من أن ترامب "76 عامًا" سيمنى بخسارة للمرة الثانية، بعد الأداء السيىء للجمهوريين في انتخابات عام 2020 ودورتي انتخابات منتصف الولاية الأخيرتين.
وقال كريس سونونو حاكم نيو هامبشر، الذي يقال إنه يفكر في خوض المنافسة الرئاسية لشبكة إن بي سي الأحد: إن "الجمهوريين يريدون شخصًا يملك إمكانية الفوز في نوفمبر 2024"، وأضاف: "دونالد ترامب خاسر".
محاكمة ترامب
وأيد تسعة جمهوريين في مجلس الشيوخ ترامب، لكن آخرين حذروا من أن الملاحقات القضائية التي تورط فيها الرئيس السابق قد تقضي على آمالهم باستعادة السيطرة على مجلس الشيوخ من الديمقراطيين العام المقبل.
ويحاكم ترامب في نيويورك بقضية اغتصاب الصحفية والكاتبة جين كارول، منتصف تسعينيات القرن الماضي، إذ تتهمه الأخيرة باستدراجها إلى غرفة قياس في متجر بيرغدورف غودمان بنيويورك، لكن محاميه ينفى ذلك.
كما يواجه احتمال توجيه اتهامات له من وزارة العدل ومدعين عامين في جورجيا، بقضايا تتعلق بمحاولته إطاحة انتخابات 2020 واحتفاظه بوثائق حكومية.
ومع ذلك، حافظ ترامب في الاستطلاعات على تقدم مستمر من رقمين في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين، بفارق كبير عن أقرب منافسيه، حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي وصفه بخطابه في نيو هامبشر بأنه "يتحطم ويحترق".
ترامب الذي ينفي الاتهامات الموجهة إليه، استنكر بغضب "ملاحقته"، وأبلغ مؤيديه بأنه سيسحب لقب المخادعة، الذي أطلقه على هيلاري كلينتون منافسته السابقة، ليطلقه على بايدن خلال الانتخابات المقبلة.