أعنف هجوم منذ أسابيع... روسيا تمطر مدنًا أوكرانية بالصواريخ
قصفت روسيا بانتظام المدن ومنشآت الطاقة الأوكرانية خلال الشتاء، إلا أن الضربات الكثيفة كهذه، كانت قليلة في الأشهر الأخيرة.

السياق
استهدفت هجمات صاروخية روسية العاصمة الأوكرانية كييف ومدنًا أخرى، خلال الساعات الماضية، ما أسفر عن قتل شخصين على الأقل في دنيبرو وثلاثة في أومان وتضرر مبنى سكني، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية، إنها أسقطت 21 صاروخًا روسيًا ومسيّرتين خلال الليل، وأضافت -في بيان- أن "الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 21 صاروخًا من أصل 23 وطائرتين مسيّرتين"، قائلة إن روسيا "الدولة الإرهابية" أطلقت الذخائر من قاذفات تو-95 الاستراتيجية.
وأوضحت بلدية كييف أن الدفاعات الجوية في العاصمة، تمكنت من إسقاط 11 صاروخ كروز روسيًا، ليل الخميس الجمعة، إضافة إلى طائرتين مسيّرتين، من دون التسبب في وقوع ضحايا ولا دمار ملحوظ.
لكن هذا الهجوم الروسي أسفر في مدينة أومان البالغ عدد سكانها نحو 80 ألف نسمة وسط البلاد، عن ثلاثة قتلى.
بدوره، أفاد وزير الداخلية إيغور كليمنكو "حتى الساعة السابعة صباحًا، قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب ثمانية" في الهجوم على أومان.
وأظهر مقطع مصور نشرته وسائل إعلام أوكرانية مبنى سكنيًا تعرض لأضرار جسيمة مع ركام على الأرض.
وقالت زويا فوفك الناطقة باسم شرطة المنطقة عبر "تلغرام": "أصاب صاروخ أطلقه العدو مبنى سكنيًا. ولا نزال نستوضح المعلومات بشأن الضحايا".
وأشار الحاكم الإقليمي إيغور تابوريتس، إلى أن صاروخَي كروز سقطا في أومان، أحدهما أصاب مبنى سكنيًا والآخر مستودعًا.
وأضاف على "تلغرام" أن الجرحى نُقلوا إلى المستشفى.
وقُتل شخصان في مدينة دنيبرو، وسط أوكرانيا الشرقي، بحسب رئيس البلدية بوريس فيلاتوف.
وأوضح رئيس بلدية المدينة على "تلغرام" أن الصواريخ "تسببت بقتل مدنيين مجددًا في دنيبرو"، مضيفًا أن الضحيتين "امرأة شابة وطفل في الثالثة".
في كييف، قطع خط كهرباء إثر سقوط حطام ألحق أضرارًا أيضًا بالطريق، بحسب السلطات.
من جهته، قال قائد قوات الدفاع الجوي سيرغي بوبكو: "لم ترد أنباء عن ضحايا مدنيين ولا إلحاق أضرار بمبان سكنية أو بنى تحتية" في العاصمة.
ضربات أقل
وقصفت روسيا بانتظام المدن ومنشآت الطاقة الأوكرانية خلال الشتاء، إلا أن الضربات الكثيفة كهذه، كانت قليلة في الأشهر الأخيرة.
ويعد هذا الهجوم الصاروخي الضخم الأول على العاصمة الأوكرانية منذ مطلع مارس.
واستهدفت الضربات الروسية، التي نفّذت خلال الشتاء، منشآت الطاقة، ما تسبب في انقطاعات منتظمة للكهرباء والمياه الجارية. وكانت تستخدم في هذه الهجمات عشرات الصواريخ.
لكن هذا التكتيك الروسي لم يُرضخ كييف.
عُزّز نظام الدفاع الجوي الأوكراني في الأشهر الأخيرة، بعد تسليم البلاد معدات غربية، تعد حيوية في المجهود الحربي.
ومن تلك المعدات العسكرية، تلقت كييف منظومة صواريخ باتريوت الأمريكية المتطورة في أبريل.
كانت العاصمة الأوكرانية -الأسبوع الماضي- هدفًا لهجوم شنته 12 طائرة مسيّرة إيرانية الصنع، أُسقطت ثماني منها، من دون ضحايا.
ويدور الجزء الأكبر من المعارك شرقي البلاد، للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية، لا سيما مدينة باخموت التي باتت شبه مدمرة.
وتقول أوكرانيا إنها تستعد -منذ أشهر- لهجوم مضاد يهدف إلى طرد القوات الروسية من الأراضي التي تحتلها شرقي البلاد وجنوبها.
على صعيد آخر، يرى مجلس أوروبا -في قرار اعتمدته جمعيته البرلمانية- أن نقل روسيا عنوة أطفالًا أوكرانيين يصل إلى "إبادة جماعية".
ودعا المجلس إلى إعادة الأطفال بأمان إلى أوكرانيا، مشددًا على أن "الأدلة الموثقة لهذه الممارسات ينطبق عليها التعريف الدولي لجريمة الإبادة الجماعية".
ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالقرار، موضحًا أنه "مهم وسيساعد في محاسبة روسيا وقادتها".
وقال -في كلمته المسائية- إن ترحيل أطفال أوكرانيين يشكل أحد عناصر "محاولة روسيا محو هوية شعبنا والقضاء على روح الشعب الأوكراني".
هزيمة روسيا
إلى ذلك، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن هدف الغرب في أوكرانيا هزيمة روسيا من الناحية الاستراتيجية.
ورأى -خلال كلمة ألقاها في اجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون، في نيودلهي- أن الهدف الآخر يتمثل كذلك بتشكيل تهديد للصين، والحفاظ على وضعها الاحتكاري.
كذلك، يرى أن دول الحلف نشرت "كلها تقريبًا" قدراتها العسكرية ضد روسيا، وفق ما نقلت وكالة تاس.