3 أيام من التصعيد العسكري في غزة... ما الأسباب وماذا بعد اتفاق الهدنة؟
بحسب وزارة الصحة الفلسطينية خلف التصعيد العسكري بين الطرفين الذي استمر أيامًا ثلاثة، 44 قتيلا بينهم 15 طفلاً و4 سيدات، بينما بلغ عدد المصابين 360.

السياق
بعد 3 أيام من الاقتتال بين حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة وإسرائيل، تخلله قصف متبادل بين الطرفين، أدى إلى قتل وإصابة العشرات، وضع التصعيد العسكري أوزاره، بهدنة ورعاية مصرية.
وبدأ سريان الاتفاق عند الحادية عشرة والنصف بتوقيت فلسطين المحلي، إلا أنه سبقته بدقائق غارات إسرائيلية على قطاع غزة وإطلاق رشقات من القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل
من أين بدأت التوترات؟
التصعيد الأخير في غزة جاء بعد أن اعتقلت إسرائيل -هذا الأسبوع- القيادي في حركة الجهاد الإسلامي باسم السعدي المتّهم بتدبير سلسلة هجمات ضد تل أبيب.
وشنت إسرائيل –الجمعة- هجمات على قطاع غزة، قالت إنها «ضربات استباقية» قامت بها، بعد أن كانت الحركة في غزة تخطط لشن هجوم على جنوب إسرائيل، ردًا على توقيف السعدي. حسب رواية تل أبيب.
وأوقعت الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة عددًا من القتلى المدنيين بينهم أطفال، وكذلك القيادي في سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، تيسير الجعبري، الذي تحمله تل أبيب المسؤولية عن هجمات شهدتها في الآونة الأخيرة، بينما ردت الحركة بإطلاق عشرات الصواريخ على أراضي تل أبيب.
وبينما كانت الضربات الإسرائيلية مستمرة ليل الجمعة، قال الجيش إنها تتركز على أهداف للمسلحين في قطاع غزة.
في المقابل، أعلنت سرايا القدس -الجمعة- أنها أطلقت أكثر من مئة صاروخ باتجاه إسرائيل ضمن ردها الأولي، على قتل إسرائيل قائدًا في صفوفها خلال غارات على غزة.
وقالت سرايا القدس في بيان: «في إطار ردها الأولي على جريمة اغتيال القائد الكبير تيسير الجعبري وإخوانه الشهداء، سرايا القدس تدك تل أبيب ومدن المركز والغلاف بأكثر من 100 صاروخ».
وفجر السبت واصلت القوات الإسرائيلية قصف غزة، بينما أطلقت حركة الجهاد الإسلامي صواريخ باتجاه تل أبيب، وسط مساعٍ مصرية لإعادة الهدوء إلى قطاع غزة المتوتر، أسفرت في ما بعد عن اتفاق.
ومن طهران، توعد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة إسرائيل بخوض معركة من دون خطوط حمراء، قائلًا: لا خطوط حمراء لهذه المعركة (...) ستكون تل أبيب أيضًا أحد الأهداف التي ستقع تحت طائلة صواريخ المقاومة.
وبينما توعدت كتائب عز الدين القسّام، الجناح المسلح لحركة حماس، في بيان، بأن «دماء أبناء شعبنا ومجاهدينا لن تذهب هدرًا، وستكون لعنة على الاحتلال»، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن قوات الأمن ستتحرك «ضد إرهابيي الجهاد الإسلامي للقضاء على التهديد الذي يُشكّلونه على مواطني إسرائيل».
ومنذ الجمعة حتى الأحد، أطلِقت من القطاع مئات الصواريخ جرى اعتراض أغلبيتها، إلا أنها أوقعت ثلاثة جرحى في إسرائيل، بينما دوت صفّارات الإنذار في مدن عدة، بينها تل أبيب وعسقلان، فهرع السكان إلى الملاجئ.
وتبادلت الفصائل الفلسطينية وإسرائيل الاتهامات –الأحد- بشأن قصف مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة، فبينما أشارت الأولى إلى أن قصفًا إسرائيليًا طال المخيم، نفت الأخيرة الاتهامات قائلة، إن قواتها «لم تقصف جباليا خلال الساعات الماضية»، مضيفة: «ثبُت بشكل قاطع أن الحادثة كانت نتيجة لفشل إطلاق صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي».
إلا أنه بعد تلك الاتهامات ومع القصف المتبادل الذي لم يتوقف طوال الأيام الثلاثة، كانت جهود الوساطة المصرية تتقدم بشكل كبير، فقبل انتهاء اليوم الثالث، وافقت إسرائيل على هدنة اقترحتها مصر في قطاع غزة، بحسب مسؤول مصري، قال إن وفد بلاده ظل 48 ساعة يحاول مع الطرفين، في مباحثات أجريت على أعلى المستويات للتوصل إلى التهدئة.
بدورها، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي موافقتها على اتفاق هدنة مع إسرائيل، بحسب رئيس الدائرة السياسية في الحركة محمد الهندي الذي قال إنه تم التوصل إلى صيغة الإعلان المصري لاتفاق التهدئة بما يتضمن التزام مصر بالعمل على الإفراج عن الأسيرين باسم السعدي وخليل عواودة.
ماذا بعد التصعيد العسكري؟
بحسب وزارة الصحة الفلسطينية خلف التصعيد العسكري بين الطرفين الذي استمر أيامًا ثلاثة، 44 قتيلا بينهم 15 طفلاً و4 سيدات، بينما بلغ عدد المصابين 360.
ورغم وقوع سلسلة من الضربات والهجمات الصاروخية، في الفترة التي سبقت دخول الهدنة حيز التنفيذ، لم يبلغ أي طرف بأي خرق جدي لها، حتى الآن.
ومع صمود الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة مصرية بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الليلة الماضية، دخلت شاحنات وقود قطاع غزة الاثنين، لتنهي بذلك نقصًا حادًا أدى إلى إغلاق محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع السبت.
وأعلن منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية اللواء غسان عليان «فتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة بشكل إنساني ابتداءً من الساعة التاسعة صباح الاثنين»، قائلًا في بيان مقتضب إنه «سيتم فتح المعابر والعودة إلى الوضع الطبيعي».
من جهته قال الجيش الإسرائيلي في تغريدة: «سيستمر رفع القيود تدريجاً بالتزامن مع تقييم الوضع»، بينما قال مدير معبر كرم أبو سالم بسام غبن: «من المتوقع أن يدخل الاحتلال 30 شاحنة محملة بالوقود لشركة توليد الكهرباء بغزة خلال اليوم».
ومن المتوقع أن تعاود شركة الكهرباء عملها -مساء الاثنين- وفقًا للشركة، بينما استؤنفت الدراسة في جامعات غزة الاثنين، وعاودت الوزارات الحكومية والمؤسسات عملها.
كانت إسرائيل أغلقت معبر كرم أبو سالم الخاص بدخول البضائع لقطاع غزة، ومعبر حاجز بيت حانون (إيرز) الخاص بحركة الأفراد منذ أسبوع بناءً على إنذارات بشن حركة الجهاد الإسلامي لهجمات.
وقالت وسائل إعلام عبرية إن الجيش الإسرائيلي أبقى على التقييدات والتعليمات المتعلقة بحالة الطوارئ التي سبقت التوتر الأخير في غزة، على أن يتم رفع القيود بشكل تدريجي وفقًا لتقييم الوضع، بحسب «فرانس 24».