بعد توقعات الخبير الهولندي... هل يمكن التنبؤ بالزلازل؟

تغريدة العالم الهولندي فرانك هونغربيتس، أثارت دهشة العالم وطرحت أكثر من تساؤل من بينها: هل يمكن التنبؤ بالزلازل؟

بعد توقعات الخبير الهولندي... هل يمكن التنبؤ بالزلازل؟

تقرير: حسن حمدي سليم

على وقع اهتزازات عنيفة، استيقظ سوريون وأتراك فجر الاثنين في مشهد، كسى فيه الخوف النفوس وسط مبانٍ تترنح وتسقط، وصراخ ومحاولات فرار.

هناك من حالفهم الحظ ووصلوا إلى الشوارع المغطاة بالثلوج إثر العاصفة، وآخرون يقدرون -حتى اللحظة- بأكثر من 5 آلاف شخص لقوا حتفهم في البلدين، إضافة إلى نحو 25 ألف مصاب، ومئات الأسر المفقودة تحت الأنقاض.

المشاهد ماسأوية والوقائع مريرة، والعجز أمام هول المصيبة سيد الموقف، العالم انبرى في إعلان تقديم المساعدات للمنكوبين والمتضرريين، وتجاوزت دول خلافاتها السياسية أمام الخسائر التي وقعت بالبلدين بعدما فرقتهما السياسة والرغبات والأطماع، وجمعتهما الكارثة والحسرة.

 لكن وسط الدمار الذي جذب أنظار المجتمع الدولي وتعاطفه، التفت العالم إلى تغريدة سبقت الكارثة بأيام تنبأت بما حدث بدقة شديدة. 

"عاجلًا أم آجلًا سيحدث زلزال بقوة 7.5 ريختر في هذه المنطقة جنوب وسط تركيا والأردن وسوريا ولبنان".

خبير هولندي توقع زلزال تركيا العنيف قبل 3 أيام من حدوثه

تساؤلات

تغريدة العالم الهولندي فرانك هونغربيتس، أثارت دهشة العالم وطرحت أكثر من تساؤل: هل يمكن التنبؤ بالزلازل؟ وهل فتح هونغربيتس الطريق نحو معرفة أكثر للزلازل وخصائصها وربما تحديد موعدها بدقة في المرات  المقبلة؟

د. جاد القاضي، مدير المركز المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أكد استحالة التنبؤ بالزلازل.

وأوضح القاضي، في تصريحات خاصة لـ "السياق"، أن الزلازل كارثة طبيعية، لا يمكن معرفة موقعها ولا مركزها قبل حدوثها، وأن التنبؤ الهولندي لم يشر إلى مركز الزلازل ولا توقيته، وإنما طرح الأمر بشكل عام، وأن الأمر مجرد صدفة. 

وأضاف أن تركيا -في الأساس- إحدى المناطق النشطة للزلازل، مثل إيران وإندونسيا واليابان.

 

شكل هندسي للكواكب

وفي تصريحات متلفزة، قال د. محمود صلاح الحديدي، أستاذ مساعد قسم الزلازل بالمركز المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن العالم الهولندي تنبأ بالزلازل فلكيًا

وليس عبر دراسة الجيولوجيا وطبقات الأرض.

وأشار إلى أن هونغربيتس اعتمد على شكل هندسي معين للكواكب، عندما يحدث يصاحبه زلزال سواء قبله أم بعده، متابعًا أن ذلك الشكل تكرر عامي 115 و525، المرة الأولى وقع زلزال بفلسطين عام 112 أي قبله بثلاث سنوات، وفي الأخرى وقع زلزال في تركيا عام 526.

وأوضح الحديدي أن هونغربيتس ربط بين تكرار الشكل الهندسي والزلزال، لذلك كتب في تغريدته عاجلًا أم آجًلا سيحدث زلزال، واختار رقعة جغرافية واسعة، من دون تحديد إحداثيات ولا توقيت.

 

اشتراطات علمية

وأضاف أن الزلازل تحدث عندما يتكون الشكل الهندسي للكواكب أم لم يتكون، وأن ما يقوله العالم الهولندي لا يعد نظرية لافتقادها الاشتراطات العلمية، مثل النموذج الفيزيائي والمعادلات الرياضية الواضحة، التي تؤدي إلى نتائج.

العالم الهولندي رد على منتقديه بتغريدة جديدة تضمنت أن بعض الباحثين يقدمون ادعاءات بلا بحث مناسب، مستشهدًا ببحث د.صالح محمد عوض أستاذ الجيوكيمياء بكلية العلوم جامعة بغداد، الذي يفترض فيه أن المد والجزر والزلازل ناتجة عن مواقع كوكب النظام الشمسي.