هل حسم بايدن جدل إعادة ترشحه للرئاسة؟
عندما سُئل، خلال حديث مقتضب مع المراسلين، متى يعلن إعادة ترشحه، قال بايدن وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة: عندما أُعلِنُ ذلك.

السياق
يبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، اقترب من إعلان أنه سيسعى لولاية ثانية عام 2024، لكنه لم يحدد موعدًا لبدء حملة إعادة انتخابه.
ويظهر ذلك، عندما سُئل، خلال حديث مقتضب مع المراسلين، متى يعلن إعادة ترشحه، قال بايدن وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة: "عندما أُعلِنُ ذلك".
وتحدث الرئيس من أروقة الكونغرس، حيث كان يلتقي أعضاء في مجلس الشيوخ من حزبه الديمقراطي.
وأوضح ترامب (80 عامًا) وكذلك أوساطه أنه، باستثناء أي مفاجآت كبيرة، فإن السؤال لم يعد يتعلق بما إذا كان سيترشح مرة أخرى، بل متى يعلن ترشحه.
وقد يعلن الشهر المقبل، إذ أعلن باراك أوباما وبيل كلينتون ترشحهما لإعادة انتخابهما في أبريل، بينما اختار جورج دبليو بوش مايو.
وفي مساعيه لجذب الناخبين، يعتمد بايدن على ما حققته إدارته من نتائج اقتصادية واجتماعية، وسيركز على التناقضات بينه وبين الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي دخل السباق لنيل ترشيح الحزب الجمهوري.
ويرجح أيضًا أن يأخذ بايدن في الحسبان، أن معظم رؤساء الولايات المتحدة يترشحون لولاية ثانية، وأنهم غالبًا ما ينجحون. ومع ذلك، فإن تقدمه في السن أحد الاهتمامات الرئيسة للناخبين.
لكن استطلاعات الرأي لا تصب في مصلحة بايدن، إذ يعتقد 68% من الناخبين أنه كبير جدًا بالنسبة لولاية رئاسية ثانية.
انتقاد اليسار
إلى ذلك، وجَّه المحافظون -الخميس- سهام انتقاداتهم إلى اليسار التقدمي، خلال تجمعهم الكبير قرب العاصمة الأمريكية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية عام 2024.
أمام آلاف الناشطين الذين احتشدوا للمشاركة في مؤتمر العمل السياسي المحافظ CPAC الذي يستمر حتى السبت في ضواحي واشنطن، قال النائب الجمهوري عن بنسلفانيا سكوت بيري: "هؤلاء اليساريون، هؤلاء الماركسيون الذين فرضوا سلطتهم على الشعب الأمريكي، يجب تحذيرهم".
وأضاف أمام هذا الجمهور من المحافظين المتطرفين: "لا بد أن يرتجفوا خوفًا، يجب أن يشعروا بالقلق".
حرب ثقافية
من جهته استنكر النائب الجمهوري النافذ جيم جوردان، منذ الدقائق الأولى لخطابه "ثقافة الإلغاء"، محذرًا النشطاء المحافظين بالقول إن اليسار سيهاجمكم إذا اختلفتم معه.
و"الحروب الثقافية" حاضرة في هذا المؤتمر السياسي، بعد أن قرر الجمهوريون جعلها أحد المواضيع الرئيسة لمهاجمة منافسيهم، في إطار السباق إلى البيت الأبيض.
قبل أكثر من 600 يوم من الانتخابات، يشهد مؤتمر العمل السياسي المحافظ المواجهة الأولى بين المرشحَين البارزَين الساعيين لنيل ترشيح الحزب الجمهوري، نيكي هالي ودونالد ترامب.
وستلقي السفيرة السابقة في الأمم المتحدة كلمة بعد ظهر الجمعة.
مكانة ترامب
أما ترامب فاحتفظ -هذه السنة أيضًا- بمكانة مرموقة، إذ إنه سيلقي الخطاب الختامي، في مؤشر إلى هيمنة الرئيس الجمهوري السابق على هذا التجمع، بعد أكثر من عامين على مغادرته منصبه.
لكن على عكس المؤتمرات السابقة، سيلقي ترامب خطابه بعد ظهر السبت، في غياب عديد من كوادر الحزب، بدءًا بمنافسيه الرئيسين لعام 2024.
فالنجم الصاعد لليمين المتشدد رون ديسانتيس، الذي حضر المؤتمر السابق -العام الماضي- في أورلاندو، الذي بات ترشيحه موضع ترقّب شديد في صفوف الجمهوريين، لن يحضر المؤتمر.
وقال ترامب –الخميس- على شبكته "تروث سوشال" إن "السبب الوحيد لعدم ذهاب بعض المرشحين إلى مؤتمر العمل السياسي المحافظ، أن الجمهور لا يهتم بما سيقولونه".