مجازر بوتشا في ذكراها الأولى... سيارات متفحمة وجثث مقيدة

مظاهر الدمار في بوتشا، تظهر السيارات متفحمة والمنازل مدمرة، والمشهد الأصعب صور 20 جثثة بملابس مدنية مبعثرة، على مسافة مئات الأمتار، وأحدهم مقيد اليدين

مجازر بوتشا في ذكراها الأولى... سيارات متفحمة وجثث مقيدة

السياق

"لن نتسامح" مع مرتكبي المجازر التي وقعت في هذه المدينة وأصبحت رمزًا للفظاعات"... كانت هذه  كلمات الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي –الجمعة- في الذكرى الأولى لانسحاب القوات الروسية من مدينة بوتشا.

وتوعد زيلينسكي قائلاً: "سنعاقب جميع المذنبين" بينما هناك تحضيرات لإحياء الذكرى الأولى للانسحاب الروسي.

وفي جنيف، أدان المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في أوكرانيا، التي قال إنها أصبحت "شائعة بصورة صادمة" بعد 13 شهرًا على بدء الهجوم الروسي.

قال تورك أمام مجلس حقوق الإنسان، في كل مكان بأوكرانيا "يواجه السكان معاناة وخسائر هائلة وحرمانًا وتشريدًا ودمارًا"، مشددًا أيضًا على الآثار المستمرة والعميقة للأزمة في بقية العالم.

في 31 مارس 2022 انسحب الجيش الروسي من هذه المدينة وكل المنطقة الشمالية لكييف، بعد شهر من بدء الغزو بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين، وبعد يومين من الانسحاب، تكشفت معالم المذبحة.

الإعدامات التعسُّفية

مظاهر الدمار في بوتشا، تظهر السيارات متفحمة والمنازل مدمرة، والمشهد الأصعب صور 20 جثثة بملابس مدنية مبعثرة، على مسافة مئات الأمتار، وأحدهم مقيد اليدين.

صدمت هذه المشاهد العالم، وأدانت كييف والغربيون الإعدامات التعسُّفية بحق مدنيين، في ما وصفتها بأنه جرائم حرب، ونفى الكرملين أي تورط له، مؤكدًا أنها عملية مدبرة.

إبادة جماعية

خلال زيارته للمدينة، بعد يومين من اكتشاف ما حصل، أدان الرئيس زيلينسكي، الذي بدت عليه الصدمة "جرائم الحرب"، التي قال إن "العالم سيعترف بها على أنها إبادة جماعية".

مذاك توقف جميع القادة الأجانب تقريبًا الذين زاروا أوكرانيا، في بوتشا.

وكان آخرهم رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، حيث أعرب -الأسبوع الماضي- عن "شعور قوي بالاستياء".

بعد مرور عام على تحرير بوتشا، لاحظ مراسلو وكالة فرانس برس -الخميس- بدء إعادة إعمار هذه المدينة الهادئة الواقعة في الضواحي، وكان يسكنها 37 ألف شخص قبل الحرب.

ينشغل عشرات الاختصاصيين في مجال البناء، وسط جرافات ومعدات بناء وشاحنات قلابة، لإعادة تشييد المنازل والأرصفة.

محاكمة المجرمين ومعاقبة الشر

رغم بقاء المأساة في الأذهان، أقر السكان بأن "الألم يتراجع لأن الحياة تستمر".

ورغم أنه لا يريد أن ينسى الضحايا الذين سقطوا، يؤكد الأسقف أندريي الذي يدير الكنيسة المحلية، أنه من الضروري "ألا نعيش في الماضي بل في المستقبل".

وقال: "يجب ألا ننتصر فقط ونلحق هزيمة بالمحتلين، يجب محاكمة المجرمين ومعاقبة الشر".

واتهمت السلطات الأوكرانية القوات الروسية، بارتكاب فظاعات بعد اكتشاف مئات الجثث في بوتشا ومدن أخرى، ومئات القبور بالقرب من إيزيوم و"غرف تعذيب" في مدن تمت استعادتها بحسب كييف.

جريمة العدوان

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق فلاديمير بوتين في مارس بتهمة "ترحيل" آلاف الأطفال الأوكرانيين إلى روسيا.

كييف من جانبها، تصر على إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة كبار المسؤولين الروس عن "جريمة العدوان" ضد أوكرانيا، لكن شكلها يثير أسئلة قانونية معقدة، إذ تواصل روسيا نفي ارتكاب قواتها أي تجاوز.

والخميس نددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا -مرة أخرى- بالتصريحات المتصلة ببوتشا، ووصفتها بأنها "استفزاز فظ وخبيث" من جانب كييف