من هو إيتمار بن غفير اليميني المتطرف؟
تقول صحيفة نيويورك تايمز، إن إيتمار بن غفير مُنع في سن المراهقة من الخدمة في الجيش الإسرائيلي، لأنه كان يعد متطرفًا جدًا.

ترجمات - السياق
بعد موافقته على تأجيل التعديلات القضائية، التي تريد الحكومة الإسرائيلية تمريرها، والتي أثارت الانقسام، ظهر التأثير الكبير للنائب اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يرأس حزبًا مشاركـًا في الائتلاف اليميني المتشدد.
فمن هو إيتمار بن غفير؟
تقول صحيفة نيويورك تايمز، إن إيتمار بن غفير مُنع في سن المراهقة من الخدمة في الجيش الإسرائيلي، لأنه كان «يعد متطرفًا جدًا»، مشيرة إلى أنه معجب بحاخام متشدد، أراد تجريد العرب الإسرائيليين من جنسيتهم.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن إيتمار بن غفير كان قد علق حتى وقت قريب، صورة على جدار منزله لباروخ غولدشتاين، الذي قتل بالرصاص 29 فلسطينيًا في مسجد بالضفة الغربية عام 1994.
اقتحم اليهودي المتطرف باروخ غولدشتاين، المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية، أثناء أداء المصلين لصلاة فجر الجمعة 25 فبراير 1994، وشرع بإطلاق النار على المصلين، ما أوقع 29 قتيلًا ومئات الجرحى، قبل أن يرتفع عدد القتلى إلى خمسين، بعد اشتباك المصلين مع الجنود الإسرائيليين.
وتقول «نيويورك تايمز»: رغم أن إيتمار بن غفير، النائب اليميني المتطرف الصاعد، الذي كان بعيدًا إلى حد ما عن السياسة الإسرائيلية، وتعرض للتشهير على نطاق واسع بسبب آرائه المتطرفة، فإنه أصبح -العام الماضي- لاعبًا رئيسًا في محاولة بنيامين نتنياهو لاستعادة السلطة وحزبه.
معسكر متطرف
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن النائب اليميني المتطرف جزء رئيس من الائتلاف الحاكم بزعامة رئيس الحكومة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن مكانته وتأثيره ظهرا، من خلال معارضته الأولية -ثم مباركته على مضض- لقرار نتنياهو بتأجيل الإصلاح القضائي المثير للانقسام، الذي أدى إلى احتجاجات واسعة النطاق.
وتقول «نيويورك تايمز»: بينما تعد هيمنة اليمين على السياسة الإسرائيلية أمرًا ليس جديدًا، فإن صعود بن غفير يوضح كيف أصبح معسكر نتنياهو أكثر تطرفاً.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه عندما تخلى حلفاء نتنياهو التقليديون عنه، اضطر الأخير -رغم علمانيته- إلى إقامة علاقة أقوى بالأحزاب اليهودية الأرثوذكسية المتطرفة، مؤكدة أنه رغم حذره من الظهور معهم، فإنه أصبح أكثر اعتمادًا على القوميين المتطرفين مثل بن غفير.
قلب النظام القضائي
تلك التطورات، جعلت الحكومة تعتمد على مشروع يحاول قلب النظام القضائي الإسرائيلي، ويمنح حصانة قانونية للجنود الإسرائيليين الذين يطلقون النار على الفلسطينيين، ويطرد نوابًا منافسين يتهمهم بالإرهاب.
ولأكثر من ربع قرن، كان بن غفير "46 عامًا" ذات صلة فقط باليمين المتطرف في إسرائيل، فعام 1995، ظهر أمام الكاميرات يحمل زخرفة مزقت من سيارة إسحاق رابين، رئيس الحكومة آنذاك الذي وقع اتفاقيات أوسلو للسلام.
وقال بن غفير حينها: «استطعنا الوصول إلى السيارة، وسنصل إلى رابين أيضًا». واغتيل رابين عام 1995، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إن النائب اليميني المتطرف لا علاقة له بقتله.
كان بن غفير من المعجبين بـ«مئير كاهانا»، المتطرف الأمريكي الإسرائيلي الذي اغتيل عام 1990، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إن كاهانا كان يريد تجريد العرب الإسرائيليين من جنسيتهم، وفصل الأماكن العامة الإسرائيلية، وحظر الزواج بين اليهود وغيرهم.
وأشارت إلى أنه رغم أن بن غفير لا يزال يصف -حتى اليوم- كاهانًا بأنه «بطل»، فإنه نأى بنفسه عن سياساته الأكثر تطرفاً.
وفي رسالة صوتية موجزة -بُثت العام الماضي- قال بن غفير، بعد أن رفض إجراء مقابلة: «ليس لدي مشكلة بالطبع مع الأقليات هنا، لكن الإرهابي، ومن يرتكب الإرهاب، ومن يريد الجهاد والقضاء على اليهود، لديّ مشكلة معه».
وفي مقابلات أخرى، قال إنه أصبح أكثر اعتدالاً، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إن صورة غولدشتاين، الذي قتل الفلسطينيين عام 1994، لم تعد معلقة في منزل بن غفير.
حيلة انتخابية
وفي سبتمبر الماضي، قال بن غفير إنه يأسف لحادث سيارة رابين، مضيفًا أنه لو وصل إلى رابين نفسه، لكان قد صرخ في وجهه فقط.
وتقول الصحيفة الأمريكية، إن بن غفير طلب من مؤيديه أن يهتفوا «الموت للإرهابيين» بدلاً من «الموت للعرب»، مشيرة إلى أنه لا يؤيد طرد كل العرب، فقط من يسميهم إرهابيين.
وتأكيدًا لتلك النظرة الاعتدالية، قال بن غفير في رسالته الصوتية: «هذه دولة يهودية»، لكنه أضاف: «أريد أيضًا أن يكون هذا البلد آمنًا لجميع مواطنيه».
ورغم ذلك، فإن تحول بن غفير كان موضع شك في سبتمبر الماضي من قبل عضو بارز في حزبه (عظمة يهودية)، ففي مقطع فيديو مسرب، فسر عضو الحزب ألموج كوهين، اعتدال زعيمه بأنه حيلة انتخابية.