عمران خان يواجه مذكرة توقيف جديدة... هل تستطيع السلطات اعتقاله؟
ليست هذه المرة الأولى التي تصدر فيها ضد خان مذكرة توقيف، لكن بسبب الحصانة الشعبية العالية التي يمتلكها، ودائمًا ما يهدد بها قوات الأمن، يبدو أنها تحول دون القبض عليه

السياق
لاعب الكريكت، رئيس الوزراء السابق لباكستان، رغم مواجهته جملة من القضايا، فإن شعبيته الجارفة، التي اكتسبها خلال فترة حكمه، تحول دون إلقاء السلطات القبض عليه.
آخر ما يواجهه الرئيس، الذي تصفه وسائل الإعلام الغربية بالشعبوي عمران خان، قرار بالتوقيف أصدرته محكمة باكستانية -الأربعاء- على خلفية ما تعرف بقضية "التهديد" بحق قاضية في إحدى المحاكم الجنائية.
وطلبت توقيف خان ومثوله أمام المحكمة في 18 أبريل المقبل، وتتعلق القضية بتصريحات صادمة لخان، خلال كلمة أمام أنصاره بعد اعتقال عدد من مساعديه، ما عُد تهديدًا لقاضية محكمة جنائية ورجال شرطة في إسلام آباد.
مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة في حق عمران خان جاءت بسبب تغيبه عن حضور جلسة المحاكمة، بعد رفض التماس قدمه محامي خان لاستثنائه من الحضور، بسبب مسائل تتعلق بحياته، خاصة أنه تعرض لمحاولة لاغتياله.
ليست هذه المرة الأولى التي تصدر فيها ضد خان مذكرة توقيف، لكن بسبب الحصانة الشعبية العالية التي يمتلكها، ودائمًا ما يهدد بها قوات الأمن، يبدو أنها تحول دون القبض عليه، فقبل أسبوعين فقط تراجعت الشرطة الباكستانية عن توقيف خان من منزله بلاهور، بعد اشتباكات عنيفة مع مئات من أنصاره.
هدايا ثمينة
وانتشرت قوات الأمن، بالقرب من منزل خان بضاحية زمان بارك الفخمة في لاهور ساعات عدة، قبل أن تنسحب، بعد أن أخلت حواجز ونقاط تفتيش.
وكتب حزب خان "حركة الإنصاف" على "تويتر": "تصدى الشعب لقوات الشرطة والحراس الذين أرسلوا لإيذاء عمران خان".
كما يظهر مقطع فيديو -بثه الحزب- عمران خان يحيي عشرات الأشخاص داخل حديقة منزله، في حين يحتفل أنصاره في الخارج بانسحاب الشرطة التي تعرضت للغاز المسيل للدموع، والرشق بالحجارة من الحشود الغاضبة.
كانت هذه المرة الثانية هذا الشهر، التي ترسل فيها الشرطة إلى منزل خان، لتنفيذ مذكرة توقيف بلا جدوى.
وقد أفلت رئيس الوزراء السابق من مذكرات استدعاء قضائية، متذرعًا بمخاوف أمنية، ويقول محاموه إنه أطلق سراحه بكفالة.
واستُدعي عمران خان (70 عامًا) إلى المحكمة بتهمة عدم إعلانه الهدايا الدبلوماسية الثمينة التي تلقاها خلال ولايته، وكسب المال من خلال بيع بعضها.
ضغوط خان
وصرح المتحدث باسم شرطة إسلام أباد محمد تقي جواد، بأن "زعيم الحزب لم يفرج عنه بكفالة في هذه القضية".
وقال المتحدث إن مذكرة التوقيف يجب أن تنفذ رغم الوضع على الأرض.
كان خان، قد بث مقطع فيديو يظهره جالسًا وراء مكتب زين بقنابل غاز مسيل للدموع مستعملة، مع علمي باكستان وحزبه في الخلفية.
وقال: "سيستخدمون الغاز المسيل للدموع ضد شعبنا، وأشياء أخرى من هذا القبيل، لكن عليكم أن تعرفوا أن لا سبب لذلك".
وطوق المئات من أنصار خان منزله -الأربعاء- لصد محاولات الشرطة توقيفه.
ومنذ إطاحته، يمارس عمران خان ضغوطًا على حكومة خلفه شهباز شريف، من خلال تكثيف التجمعات الكبيرة، كما حل المجلسين الإقليميين، اللذين يسيطر عليهما حزبه، في محاولة لإجراء انتخابات مبكرة، وهو ما ترفضه الحكومة.
وصرح شريف للصحفيين –الأربعاء- بأن خان يعد نفسه فوق القانون، وقال: "إنه يتحدى المحاكم، إنه استفزاز".
وفي نوفمبر أصيب خان برصاصة في الساق، خلال تجمع سياسي، وقال إن ما تعرض له محاولة اغتيال، يقف وراءها شهباز شريف.
وتجرى هذه الأحداث في أجواء متوترة، بالبلد الذي يتجاوز عدد سكانه 220 مليون نسمة، ويواجه صعوبات اقتصادية خطيرة، مع تضخم متسارع واحتياطي غير كافٍ من العملات الأجنبية، وجمود المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
كما يتدهور الوضع الأمني، مع هجمات دامية استهدفت قوات الشرطة، نُسبت لحركة طالبان باكستان