وول ستريت جورنال: الصين تمتلك قاذفات صاروخية تفوق المخزون الأمريكي
أخطر الجيش الأميركي الكونجرس، الشهر الماضي، بأن الصين لديها في الوقت الحالي قاذفات صواريخ أرضية عابرة للقارات أكثر مما تملكه الولايات المتحدة في مخزونها الدفاعي.

ترجمات - السياق
في إطار التوترات بين واشنطن وبكين، كشفت صحيفة وول ستريت الأمريكية، أن الصين تمتلك قاذفات صواريخ بالستية عابرة للقارات، أكثر من تلك التي يمتلكها الجيش الأمريكي، مشيرة إلى أنه بينما تقود الولايات المتحدة الصواريخ والرؤوس الحربية العابرة للقارات، فإن مكاسب الصين تُغذي الجدل في الكونغرس.
وبينت أن الجيش الأمريكي أخطر الكونغرس، الشهر الماضي، بأن الصين لديها في الوقت الحالي قاذفات صواريخ أرضية عابرة للقارات، أكثر مما تملكه الولايات المتحدة في مخزونها الدفاعي، ما أجج الجدل بشأن الكيفية التي يجب أن ترد بها واشنطن على بكين.
وأفادت بأن قائد القيادة الاستراتيجية الأمريكية التي تُشرف على القوات النووية، الجنرال أنتوني كوتون خاطب لجنتي القوات المسلحة بمجلسي الشيوخ والنواب، في 26 يناير الماضي، بحقيقة أن "عدد قاذفات الصواريخ الأرضية الثابتة والمتحركة في الصين يتجاوز عدد قاذفات الصواريخ البالستية العابرة للقارات في البلاد".
الترسانة النووية الصينية
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الإخطار يأتي بموجب تشريع أقره الكونغرس، العام الماضي، مع تصاعد عدم اليقين بشأن الخطط النووية الصينية، إذ على القيادة الاستراتيجية إخطار المشرعين، بما إذا كان لدى بكين صوامع صواريخ بالستية عابرة للقارات أو عدد أكبر من الصواريخ البالستية العابرة للقارات أكثر من الولايات المتحدة.
كما يأتي الإخطار في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة، التحدي المتمثل في ردع القوى النووية الكبيرة لروسيا، وكذلك الترسانة النووية الصينية المتنامية.
ويدخل المشرعون الأمريكيون في نقاش ساخن، بشأن أفضل السُبل لمواجهة بكين، بما في ذلك رد "البنتاغون" على بالون المراقبة الصيني، الذي اجتاز الولايات المتحدة وحلّق فوق ولاية مونتانا، حيث نشر جزء من ترسانة الجيش الأمريكي من الصواريخ البالستية العابرة للقارات.
وحسب الصحيفة، تمتلك الولايات المتحدة، التي تعمل على تحديث ترسانتها النووية البرية والبحرية والجوية، قوة نووية أكبر بكثير من الصين.
ووفقًا لمسؤولين وخبراء أمريكيين خارج الحكومة، لا تزال منصات إطلاق أرضية في الصين تتكون من صوامع فارغة.
كما أخطرت القيادة الاستراتيجية، الكونغرس بأن الولايات المتحدة لديها صواريخ عابرة للقارات تعتمد على الأرض، وتمتلك عددًا من الرؤوس الحربية النووية المثبتة على تلك الصواريخ، أكثر من الصين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قوله،: إن إخطارات القيادة "لا تشمل الصواريخ التي تُطلق من الغواصات والقاذفات بعيدة المدى"، حيث تمتلك الولايات المتحدة ميزة محددة.
ومع ذلك، أشار المشرّعون الجمهوريون إلى أن قاذفات الصواريخ البالستية العابرة للقارات تعد مؤشرًا على حجم طموحات الصين بعيدة المدى، وحثوا الولايات المتحدة على تعظيم قواتها النووية لمواجهة روسيا والصين.
تكافؤ صيني
مع زيادة المخاوف من اتساع الترسانة النووية الصينية، نقلت "وول ستريت جورنال" عن النائب الجمهوري مايك روغرز الذي يرأس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، قوله: "تقترب الصين بسرعة من التكافؤ مع الولايات المتحدة، ومن ثمّ لا يمكن أن نسمح بذلك... حان الوقت لتعديل وضع قوتنا وزيادة القدرات لمواجهة هذا التهديد".
ورأى أن القيود المفروضة على الصواريخ بعيدة المدى، التي وضعتها معاهدة بين الولايات المتحدة وروسيا تعرف بـ "نيوستارت"، تمنع الولايات المتحدة من بناء ترسانتها لردع روسيا والصين، مشيرًا إلى أن الصين ليست طرفًا في المعاهدة.
بينما يرى مؤيدو الحد من التسلح أنه بدلاً من محاولة تجاوز القوات النووية الصينية والروسية، فإن الولايات المتحدة ستكسب المزيد من خلال محاولة الحفاظ على حدود المعاهدة مع روسيا، ومحاولة جذب بكين إلى مناقشة الحد من الأسلحة النووية.
وأشاروا أيضًا إلى أن الولايات المتحدة تخضع لتحديث كبير لقواتها النووية، ما يمنح واشنطن خيار إضافة المزيد من الرؤوس الحربية إلى صواريخها وقاذفاتها، إذا استمر تعزيز الصين بشكل أسرع مما كان متوقعًا في ثلاثينيات القرن الحالي.
من جانبها، قالت الأكاديمية روز غوتيمولر من جامعة ستانفورد: "من مصلحتنا الوطنية إبقاء الروس تحت حدود ستارت الجديدة. نحن بحاجة إلى استكمال تحديثنا النووي وفقًا للخطة، وليس تكديس المتطلبات الجديدة".
وحسب الصحيفة، أثار روغرز الإخطار، الثلاثاء، في جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب عن الصين والدفاع الوطني الأمريكي، التي ركزت على تايوان والتوغل الأخير ببالون مراقبة صيني ومخاوف أخرى تمثلها بكين ضد واشنطن.
بينما أقرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن التحديات التي يفرضها الخصوم المسلحون نوويًا "مُعقدة"، إذ تسعى واشنطن إلى التعامل معهم بمزيج من ترتيبات الحد من التسلح والقوات النووية المطورة.
كان البنتاغون قد قال في وثيقة سياسية عُرفت بـ "مراجعة الوضع النووي"، العام الماضي: "بحلول الثلاثينيات من القرن الحالي، ستواجه الولايات المتحدة، لأول مرة في تاريخها، قوتين نوويتين رئيستين كمنافسين استراتيجيين وخصوم محتملين".
ومع أن التحدي المباشر لإدارة بايدن هو الحفاظ على معاهدة ستارت الجديدة، إلا أن إدارة بايدن، قالت الأسبوع الماضي، إن موسكو "تنتهك" الاتفاق برفضها السماح بعمليات تفتيش ميدانية، بينما رد مسؤولون روس بأن موسكو "لا تزال ملتزمة بحدود الرؤوس الحربية والصواريخ والقاذفات النووية".
نووي بكين
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الصين التي رفضت محادثات الحد من التسلح مع الولايات المتحدة، في طريقها لنشر نحو 1500 رأس نووي بحلول عام 2035، ارتفاعًا من مخزونها التشغيلي المقدّر بأكثر من 400 عام 2021، وفقاً لتقرير نشرته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، العام الماضي.
وقد أثار الحشد النووي الصيني مخاوف من أنها قد تستخدم التهديد بالتصعيد النووي، لثني واشنطن عن الاندفاع لمساعدة تايوان أثناء الأزمة، إذ امتنعت الولايات المتحدة عن تزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى أو إرسال قوات أمريكية إلى البلاد، لأنها "تريد تجنب الصدام المباشر مع روسيا المسلحة نوويًا".
كما أن نمو القوات النووية الصينية يزيد خطر تحوّل أي صراع تقليدي محتمل بين بكين وواشنطن إلى نزاع نووي، رغم أن "البنتاغون" قال إن المواجهة العسكرية بشأن تايوان "لا تبدو وشيكة".
وحسب الصحيفة الأمريكية، تشغل الصين أسطولاً من قاذفات الصواريخ البالستية العابرة للقارات ولديها نحو 20 صاروخًا تعمل بالوقود السائل، في حين يقول البنتاغون إن بكين "تبني ثلاثة مخازن للصواريخ البالستية العابرة للقارات وتهدف إلى استيعاب ما لا يقل عن 300 صاروخ حديث يعمل بالوقود الصلب".
أمام هذه المخاطر، ناقش باحثون أمريكيون، ما إذا كانت الصين تخطط لملء الصوامع بصواريخ بالستية عابرة للقارات برؤوس نووية، وما إذا كان بعضها قد يُترك فارغًا أو ما إذا كان ممتلئًا بأنظمة مُسلحة تقليديًا.
وحيال ذلك، نقلت "وول ستريت جورنال" عن هانز كريستنسن من اتحاد العلماء الأمريكيين، قوله إن صور الأقمار الاصطناعية التجارية لحقول الصوامع الصينية "لا تظهر أي مؤشر على أن الجيش الصيني يتدرب على ملء المخازن الجديدة بصواريخ بالستية عابرة للقارات أو إجراء تدريبات عليها".
وأضاف: "إنهم يبنون عددًا كبيرًا من المخازن، لكننا لا نعرف عدد الصواريخ أو الرؤوس الحربية التي سيضعونها فيها".
ومع ذلك، فإن الافتراض السائد بين معظم المسؤولين الأمريكيين أن المخازن ستمتلئ بصواريخ عابرة للقارات ذات رؤوس نووية خلال العقد المقبل، أو نحو ذلك.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه مع تصاعد عدم اليقين بشأن الخطط النووية الصينية، أقر الكونغرس -العام الماضي- تشريعًا يطالب القيادة الاستراتيجية بإخطار المشرعين، بإذا كان لدى بكين صوامع صواريخ بالستية عابرة للقارات أو عدد أكبر من الصواريخ البالستية العابرة للقارات أو رؤوس حربية بالستية عابرة للقارات أكثر من الولايات المتحدة.
وبالفعل قُدمت إخطارات بعضها سري إلى الكونغرس، لكن النسخة غير السرية التي جاءت في رسالة الجنرال أنتوني كوتون هذه، لم تذكر كيف سيستخدم الجيش الصيني هذه المخازن (صوامع الصواريخ) أو السرعة التي قد تملأها بكين بالصواريخ.