أين اختفت 2,5 طن من اليورانيوم الخام في ليبيا؟

يزور مفتشو الوكالة مواقع تخزين المخلفات النووية، لكن بشكل غير منتظم، كانت أخراها عام 2020.

أين اختفت 2,5 طن من اليورانيوم  الخام في ليبيا؟

السياق

تحذيرات من كارثة نووية وتهديد بيئي خطير، بعدما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اختفاء نحو 2.5 طن من اليورانيوم الطبيعي من موقع في ليبيا.

وجاء في تقرير أعدّه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي للدول الأعضاء، أن مفتّشي الهيئة الأممية اكتشفوا -خلال زيارة الثلاثاء "أن عشر حاويات تحوي نحو 2.5 طن من اليورانيوم الطبيعي على شكل مركّز اليورانيوم (الكعكة الصفراء) لم تعد موجودة في الموقع، الذي كانت السلطات قد أعلنته".

وأعرب البعض عن مخاوفهم من إمكانية الاستيلاء على تلك المواد من قبل جماعات إرهابية وعصابات بغرض المتاجرة بها، أو استخدامها من قبل دول في صنع أسلحة نووية.

تحقيق

وأوضحت الوكالة أنها ستجري عمليات تحقق "إضافية" لـ "بيان ظروف اختفاء هذه المادة النووية ومكانها".

ورغم أن "الكعكة الصفراء" مادة ذات مستوى منخفض من النشاط الإشعاعي، فإن "غياب المعلومات قد يشكل خطرًا إشعاعيًا" ويطرح "مخاوف من ناحية الأمن النووي" وفق وثيقة سرية للوكالة.

وتوضح الوثيقة أن الموقع الذي لا تذكر اسمه "ليس تحت سيطرة الحكومة"، التي تتخذ طرابلس مقرًا لها.

وتراقب الوكالة الدولية للطاقة الذرية الموقع "من خلال تحليل صور الأقمار الاصطناعية والوصول المفتوح للمعلومات"، وأرادت -في ضوء نتائج هذه التحليلات- زيارته "رغم الوضع الأمني المقلق في المنطقة واللوجستيات المعقدة" للوصول إليها.

كان من المقرر إجراء التفتيش العام الماضي، لكنه تأجل بسبب الأوضاع الدقيقة التي تمر بها ليبيا، بينما أكدت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنها "مستعدة لتقديم الدعم اللازم" في هذا الملف.

 

زيارات سابقة

ويزور مفتشو الوكالة مواقع تخزين المخلفات النووية، لكن بشكل غير منتظم، كانت أخراها عام 2020.

وسبق أن جمع الموقع لقاءات بين وفد الوكالة وقيادات عسكرية ليبية، بخصوص إمكانية حفظ وتأمين المواد المشعة، التي لا يمكن التخلص منها بالدفن، بسبب ضررها البالغ على مخزون المياه الجوفية.

وعام 2015، أوردت تقارير إعلامية أخبارًا عن استيلاء مجموعة مسلحة على "مواد كيميائية خطرة"، منها الخردل والسارين، بسرقتها من مخازن تقع وسط ليبيا، بخلاف إجراء تلك المجموعة المسلحة تجارب لاستخدامها.

 

برنامج ليبيا النووي

وتخلت ليبيا عام 2003 عن برنامجها لتطوير الأسلحة النووية، في عهد الزعيم السابق معمّر القذافي، بينما لاتزال تركة مشاريعه النووية تمثل تهديدًا لعدم التخلص منها أو تأمينها بالشكل الصحيح.

ومنذ إطاحة القذافي عام 2011 بعد 42 عامًا من حكمه، تشهد ليبيا أزمة سياسية كبرى، إذ تتنافس حكومتان على السلطة، إحداهما في العاصمة طرابلس (غرب) برئاسة عبدالحميد الدبيبة، والأخرى في سرت (وسط) برئاسة فتحي باشاغا.

يذكر أن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي تخلى طوعًا عام 2003 عن برنامج بلاده النووي، وألغى البرامج التي يمكن أن تؤدي إلى أسلحة محظورة دوليًا، بما في ذلك أسلحة الدمار الشامل والصواريخ البالستية البعيدة المدى، مع السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتحقق بشكل مستقل، لتقدم واشنطن ولندن بعدها مساعدات ضرورية لإزالة المعدات والمواد من "برنامج ليبيا" للأسلحة النووية.