ما علاقة رئيس الوزراء الهندي بالملياردير غوتام أداني؟
قال أداني إن 32% فقط من قروض شركاته، مستحقة لمصارف هندية، وإن قرابة نِصف ديونها مبنية على سندات دولية.

السياق
ترك المدرسة في سن الـ 16 وأصبح ثالث أغنى رجل في العالم وبعيدًا عن الأضواء، غموض يكتنف ثروة الملياردير الهندي غوتام أداني، الذي خسر مليارات الدولارات في أسبوع واحد.
بدوره، نفى الملياردير الهندي غوتام أداني، أن يكون صعوده ليصبح أغنى رجل في آسيا، قبل أن يفقد هذا اللقب بعدما تبخّرت نسبة كبيرة من قيمة المجموعة التابعة له، عائدًا إلى علاقته برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
وتراجعت القيمة الإجمالية لأسهم كيانات تابعة لأداني مدرجة في البورصة، بأكثر من 120 مليار دولار أي قرابة نصف قيمة المجموعة، مذ نشرت شركة هندنبرغ ريسرتش الأمريكية في 24 يناير اتهامات بعمليات احتيال في المحاسبة.
وبحسب "هندنبرغ ريسرتش"، فإن أداني زاد أسعار أسهم شركات مجموعته بشكل زائف، من خلال ضخ أموال عبر ملاذات ضريبية خارج البلاد.
وقالت: "هذا التلاعب الفادح بالأسهم وخطة الاحتيال في الحسابات، يعدّان أكبر عملية غش في تاريخ الشركات".
وهناك من يشير إلى أن علاقة أداني القوية برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، المتحدّر أيضًا من ولاية غوجارات، ساعدت في دعم أعماله التجارية وتجنيبه الرقابة.
وقال أداني الجمعة لمحطة إنديا توداي التلفزيونية: "لا أساس لهذه المزاعم"، مشيرًا إلى أن كونهما من الولاية نفسها يجعله "هدفًا سهلًا" لاتهامات كهذه.
وأضاف: "في الواقع لا أدين بنجاحي إلى أي مسؤول، إنّما بسبب الإصلاحات السياسية والمؤسساتية، التي بدأها عديد من المسؤولين والحكومات، خلال أكثر من ثلاثة عقود".
جاءت تصريحاته في وقت عُلّق فيه التداول بأسهم في شركته الرئيسة أداني انتربرايزس مرات عدة في بورصة بومباي وتراجع بلغت نسبته 30% قبل تقليص الخسائر.
وعُلّق أيضًا التداول في أسهم "أداني باور" و"أداني غرين إنرجي" و"أداني ترانسميشن" و"أداني توتال غاز"، التي تملك فيها المجموعة الفرنسية العملاقة "توتال إنرجي" 37.4%.
وتأجلت جلسة البرلمان الجمعة لليوم الثاني على التوالي، بعد مداخلات متكررة من نواب معارضين، طالبوا الحكومة بطرح قضية أداني للنقاش، ومستوى تأثّر مصارف القطاع العام والمؤسسات المالية.
إلغاء بيع أسهم
توسّعت بسرعة بالغة عمليات أداني (60 عامًا) المعروف بابتعاده عن الأضواء، والذي لم يكمل تعليمه، بينما ارتفعت أسهم "أداني إنتربرايزس" بأكثر من ألف في المئة، خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وكان -حتى الأسبوع الماضي- ثالث أغنى رجل في العالم، ليخرج الجمعة من قائمة "فوربس" لأغنى 20 شخصًا في العالم بخسارته عشرات مليارات الدولارات من ثروته.
وفي وقت متأخر الأربعاء، ألغت شركة أداني الرئيسة عملية بيع أسهم بـ 2.5 مليار دولار كان من المفترض أن تساعد في خفض مستويات الديون التي تشكّل مصدر قلق وإعادة الثقة وتوسيع قاعدة أصحاب الأسهم لديها.
فشل الأمر في جذب المستثمرين الأصغر ولم تُبع إلا بفضل مشترين من مؤسسات كبرى وأكبر أثرياء الهند، فضلًا عن 400 مليون دولار من "الشركة العالمية القابضة" ومقرها الإمارات العربية المتحدة.
وأدى الذعر الذي أثاره تدهور المجموعة إلى توقف مصارف كبيرة بينها "كريدي سويس" و"سيتي غروب" عن قبول سندات أداني كضمان للقروض المقدّمة للعملاء، بحسب "بلومبرغ نيوز".
وذكرت وكالة بلومبرغ، نقلًا عن مصادر لم تسمّها، أن السندات ارتفعت بشكل طفيف الجمعة، بعدما أبلغ مصرفا "غولدمان ساكس" و"جاي بي مورغان" زبائنهما بأن بعض أجزاء محفظة أداني لا تزال قوية.
ورأت "هندنبرغ ريسرتش" أن مجموعة أداني استفادت من تساهل حكومي "استمرّ عقودًا" وأن "المستثمرين والصحفيين والمواطنين وحتى السياسيين يخشون التحدث خوفًا من الإجراءات الانتقامية".
بدورها، رأت مجموعة أداني أنها كانت ضحية هجوم "شرير" على سمعتها، وأصدرت بيانًا في 413 صفحة الأحد، قالت إنه يثبت أن اتهامات "هندنبرغ ليست إلا كذبة".
وردت "هندنبرغ"، التي تجمع المال عبر الرهان على هبوط الأسهم، بأن أداني لم تجب على معظم الأسئلة المطروحة في تقريرها.
ويقول محللون إن هذه الاضطرابات أضرّت بصورة الهند، في الوقت الذي تسعى فيه لجذب مستثمرين أجانب بعيدًا عن الصين.
طلب المصرف المركزي الهندي من المقرضين تفاصيل عن تأثرهم بوضع مجموعة أداني، التي تشمل مصالحها موانئ وشركات اتصالات ومطارات ومؤسسات إعلامية، فضلًا عن الفحم والنفط والطاقة الشمسية، بحسب ما ذكرت "بلومبرغ" نقلًا عن مصادر لم تسمها.
وفي مقابلته الجمعة، قال أداني إن 32% فقط من قروض شركاته، مستحقة لمصارف هندية، وإن قرابة نِصف ديونها مبنية على سندات دولية.