استعراض عضلات وفواتير مؤجلة... أمريكا على أعتاب أزمة تاريخية

يشدد البيت الأبيض على أنه لن يسمح بأن يكون سقف الدين الحالي جزءًا من أي تفاوض على إنفاق الحكومة، نظرًا إلى أن 31.4 تريليون دولار رقم جرى الاتفاق عليه في الكونغرس

استعراض عضلات وفواتير مؤجلة... أمريكا على أعتاب أزمة تاريخية

السياق

أشهر معدود ويقف الاقتصاد الأمريكي أمام سابقة تاريخية، بعد أن تؤدي الخلافات بين الجمهوريين والديمقراطيين إلى تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها.

تلك الأزمة ستترك الحكومة غير قادرة على سداد فواتيرها، وتقوِّض سمعة الاقتصاد الأمريكي، وتثير على الأرجح الذعر في أوساط المستثمرين.

إلا أنه في محاولة لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي من هذا الوضع «الحرج»، يناقش الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض –الأربعاء- الخلاف بشأن الدين الأمريكي مع رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن ماكارثي.

وبينما لم يتفق المسؤولان الأمريكيان -حتى الآن- على أمور أبسط بكثير مثل كيفية وصف الاجتماع، فإن الجمهوريين يهددون بمنع الموافقة التي تكون تقليدية عادة على رفع الحد الائتماني للبلاد، ما لم يوافق الديمقراطيون على تخفيضات كبيرة في الميزانية.

يتهم البيت الأبيض الجمهوريين بأخذ الاقتصاد «رهينة» لانتزاع تنازلات في الموازنة مدفوعة سياسيا، بينما تحذّر وزارة الخزانة الأمريكية من أن الفشل في رفع سقف الدين بحلول يونيو، يؤدي إلى تخلّف الولايات المتحدة عن سداد ديونها البالغة 31.4 تريليون دولار.

وفي تغريدة عبر «تويتر»، أكد ماكارثي أنه «سيتفاوض من أجل الشعب الأمريكي»، إلا أن بايدن غير مقتنع بالتفاوض في ما يتعلّق بسقف الدين.

 

استعراض عضلات

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض جون كيربي، الثلاثاء: «يعتقد الرئيس بايدن أنه يجب ألا تُجرى أي مفاوضات بهذا الشأن».

وتقول «فرانس 24»، في تقرير، إن هناك خلافات أخرى كانت خلال السنوات الماضية، عندما رفض الجمهوريون السماح بارتفاع الدين في الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية، لكن في معظم الحالات، سرعان ما كانت تتم تسوية النزاع، مع رفع الكونغرس السقف لإبقاء عجلة الاقتصاد دائرة.

إلا أن الخلاف السياسي محتدم هذه المرة، إلى حد أن الوضع قد يكون مختلفًا، فبعد عامين من ولايته الأولى، يتوقع أن يعلن بايدن ترشّحه لولاية ثانية في انتخابات 2024، بينما يسعى الجمهوريون -الذين سيطروا على مجلس النواب- لاستعراض عضلاتهم.

حتى وإن كان مكارثي يسعى لإبداء المرونة، فإن سلطته في الكونغرس تعتمد تقريبًا على رغبات مجموعة يمينية متشددة من الجمهوريين، سيفضلون التحدي على الأرجح، بصرف النظر عن التداعيات المالية.

 

تفاصيل العملية

ويشدد البيت الأبيض على أنه لن يسمح بأن يكون سقف الدين الحالي جزءًا من أي تفاوض على إنفاق الحكومة، نظرًا إلى أن 31.4 تريليون دولار رقم جرى الاتفاق عليه في الكونغرس، بحسب «فرانس 24»، التي قالت إن رفض رفع سقف الدين سيكون أشبه برفض دفع فاتورة بطاقة ائتمانية ينبغي سدادها، مشيرة إلى أنه قد تكون هناك مساحة للتفاوض على تغييرات في الموازنات المستقبلية.

 

الإنفاق الجامح

وبينما يشير مكارثي إلى أن هدفه التعامل مع «الإنفاق الجامح»، فإنه عندما يتعلّق الأمر بالتفاصيل العملية، يصعب على أي الحزبين إيجاد قطاعات يمكنهما إدخال خفض فيها، إلا إذا تناولا برامج لا يمكن المساس بها اجتماعيًا مثل الضمان الاجتماعي و«ميديكير» و«ميديكيد» أو أي برنامج للرعاية الصحية تدعمه الحكومة.

ويشير بايدن إلى أنه يرغب بكشف خداع مكارثي عبر الإصرار على أن يحدد الجمهوريون بشكل دقيق المجالات التي يمكن خفض تمويلها.

وفي مذكرة الثلاثاء، تحدى مدير مجلس الاقتصاد الوطني برايان ديز ومديرة مكتب الإدارة والموازنة شالاندا يانغ لنشر مسودة موازنة، بينما سيصدر البيت الأبيض مسودة خاصة به في التاسع من مارس المقبل.

وقال مساعدا بايدن البارزان، إن الهدف من ذلك أن «نظهر للشعب الأمريكي الكيفية التي يخطط الجمهوريون في مجلس النواب، من خلالها لخفض العجز»، بينما شدد ماكارثي -قبيل الاجتماع- على أنه «غير مهتم بالألاعيب السياسية».

لكن في تصريحات إلى أنصاره، الثلاثاء، وصف الرئيس الأمريكي، رئيس البرلمان مكارثي بـ«الرجل المحترم» الذي بات أسير اليمين المتشدد، بعد معركة للحصول على ما يكفي من الأصوات للفوز برئاسة مجلس النواب.

وأفاد بايدن: «كان عليه تقديم تعهّدات غير مألوفة لرئيس لمجلس النواب ليكون بإمكانه تولي الزعامة».