طائرات مسيرة تضرب منشأة عسكرية بإيران.. وتوقعات بحرب بين تل أبيب وطهران

سيناريو الحرب الذي توقعه الخبراء، يأتي في الوقت الذي أشارت فيه إسرائيل والولايات المتحدة إلى استعدادهما لبدء أكبر مناورة عسكرية مشتركة بينهما في التاريخ.

طائرات مسيرة تضرب منشأة عسكرية بإيران.. وتوقعات بحرب بين تل أبيب وطهران

ترجمات -السياق 

ليلة «مشتعلة» عاشتها إيران، على وقع انفجارات عدة، ضربت مراكز عسكرية، ما دق جرس إنذار من إمكانية عودة حرب الظل بين إيران وإسرائيل، خاصة مع إصرار طهران على المضي قدمًا في سباقها للحصول على سلاح نووي.

تلك «الحرب» التي يبدو أن الطريق إليها ممهد، مع تعثر التوصل لاتفاق بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018، معيدًا فرض العقوبات على إيران، ما أرهق اقتصادها، وكبد ميزانيتها خسائر فادحة.

مؤشرات عودة حرب الظل

مع حلول الظلام، اشتعلت سماء مدينة أصفهان وسط إيران، بانفجارات عدة، وثقها عديد من مغردي مواقع التواصل الاجتماعي في مقاطع فيديو، عبر حساباتهم.

وبعد فترة من الصمت، كشفت وزارة الدفاع الإيرانية تفاصيل ما حدث، مشيرة إلى أن أحد مجمعات الصناعات الدفاعية التابعة للوزارة في أصفهان، تعرض -مساء السبت- لما وصفته بـ«هجوم فاشل» بطائرات مسيرة، أحدثت إحداها أضرارًا قبل أن تسقطها الدفاعات الجوية، بينما انفجرت الأخريان بعد وقوعهما في فخاخ دفاعية.

وفي أعقاب الانفجار الذي وقع في أحد مجمعات الصناعات الدفاعية في أصفهان، قالت وزارة الدفاع، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه: «هذا الهجوم الفاشل وقع مساء السبت الساعة 23.30 بالتوقيت المحلي (نحو 20.00 بتوقيت غرينتش)»، مؤكدة إحباط الهجوم.

وأضاف البيان، أن هذا الهجوم الفاشل لم يسفر عن ضحايا، مشيرًا إلى أنه ألحق أضرارًا طفيفة بسقف المصنع، لم تؤدِ إلى خلل في معدات المجمع ولا مهماته.

وطمأنت وزارة الدفاع مواطنيها بأن «أنشطة مراكزنا لإنتاج القدرات والأمن ستستمر بسرعة وجدية، ولن يكون لهذه الإجراءات تأثير في استمرار مسيرة تقدم البلاد».

وحول التطورات في المنطقة والتي من بينها انفجارات إيران، قال المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات الدكتور أنور قرقاش، إن التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة في أكثر من موقع ومنها التفجير الذي استهدف أصفهان ليس من مصلحة المنطقة ومستقبلها.

وأوضح قرقاش، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنه رغم أن مشاكل المنطقة معقدة ومركبة إلا أنه لا بديل عن الحوار والحلول السياسية لتجنب التصعيد والوصول إلى حلول تسهم في تخفيف التوترات وتحفظ استقرار وأمن الإقليم.

سيناريو الحرب 

إلى ذلك، رأت صحيفة إكسبريس البريطانية، إن التطورات التي تشهدها طهران، هي مقدمة لحرب قد تخوضها إسرائيل مع إيران هذا الصيف، خاصة إذا لم تتخل طهران عن سباقها للحصول على أسلحة نووية.

وتقول الصحيفة البريطانية، إن سيناريو الحرب الذي توقعه الخبراء، يأتي في الوقت الذي أشارت فيه إسرائيل والولايات المتحدة إلى استعدادهما لبدء أكبر مناورة عسكرية مشتركة بينهما في التاريخ. 

وشارك أكثر من 7000 جندي أمريكي وإسرائيلي في "جونيبر أوك"، وهو تمرين بالذخيرة الحية يضم أكثر من 140 قاذفة B52 وطائرة مقاتلة وطائرة أباتشي، و12 سفينة بحرية، بما في ذلك مجموعة حاملة هجومية وأنظمة صواريخ مدفعية عالية الحركة وأنظمة صواريخ متعددة الإطلاق.

ونقلت «إكسبريس»، عن مصادرها قولها، إن التدريبات التي استمرت أسبوعًا، التي أجريت بعد عامين من اتخاذ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قرارًا بإدراج إسرائيل في غلاف القيادة المركزية الأمريكية، كانت تهدف لإعطاء إشارة قوية للنظام الإيراني.

يأتي ذلك في أعقاب تمرينين مشتركين للقوات الجوية، لمحاكاة ضربات على منشآت نووية إيرانية، في نوفمبر من العام الماضي.

وتقول «إكسبريس»، إن إسرائيل تسعى لشراء طائرات مقاتلة جديدة من طراز F-15 EX من الولايات المتحدة، ما يمنحها نطاق ضربات موسع.

وأكدت الصحيفة البريطانية، أن التدريبات الأمريكية الإسرائيلية، كانت رسالة لطمأنة الحلفاء الإقليميين مثل المملكة العربية السعودية ودول الخليج، بأن الولايات المتحدة قادرة على الدخول عسكريًا في الشرق الأوسط، بينما لا تزال تتعامل مع الوضع في أوكرانيا، مشيرة إلى أن من المتوقع إطلاع مسؤولين من مجموعات دول مجلس التعاون الخليجي -نهاية هذا الأسبوع- على التدريبات.

وقالت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، كاثرين بيريز شكدام، إن هذا التأكيد أساسي، فإسرائيل تسعى إلى بناء تحالف قبل الصراع المتوقع.

إسرائيل تستعد للحرب

وقالت بيريز شكدام، من مؤسسة هنري جاكسون البحثية: «نعلم أن الوقت ينفد في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني»، مشيرة إلى أن إسرائيل تستعد للحرب، بينما يعتقد كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي أن ذلك سيحدث قبل الصيف.

وأشارت صحيفة صنداي إكسبريس إلى مخاوف إسرائيلية من أن إيران الآن «على بعد أسابيع فقط» من تخصيب مخزونها من اليورانيوم إلى 90%، المستوى الذي يمكن فيه تركيب كمية صغيرة بما يكفي في رأس نووي وربطها بصاروخ.

ومع استمرار فشل النظام الإيراني المحاصر في احتواء الاحتجاجات المستمرة منذ سبتمبر الماضي، يخشى أن يلجأ إلى إنجاز مشروعه النووي كوسيلة لترسيخ موقفه ووضع نفسه خارج نطاق تغيير النظام.

ورغم أن تطوير نظام يستغرق 18 شهرًا لإيران، فمن المتوقع أن تخزن 90 في المئة من اليورانيوم في مصنع بالقرب من مدينة قم المقدسة.

في الوقت نفسه، تثير زيادة الأنشطة التي ترعاها إيران في يهودا والسامرة، التي تشمل الضفة الغربية، القلق في تل أبيب، التي تخشى أن تحاول إيران إشعال حرب أهلية.