تزامنًا مع تصريح صيني يشكك في انتمائها.. هجوم أوكراني على جزيرة القرم
السلطات الروسية، أعلنت –الاثنين- صدّ هجوم بمسيّرات بحرية، كان يستهدف ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، حيث مقر أسطول البحر الأسود، من دون وقوع أضرار ولا إصابات.

السياق
شبه جزيرة القرم، المنطقة التي بدأ منها اشتعال فتيل الحرب، وأهم المناطق الاستراتيجية التي سيطرت عليها موسكو وضمتها إلى سيادتها، بعد أن انتزعتها من كييف قبل سنوات، تعود الآن لتصبح في مرمى أهداف القوات الأوكرانية، ومثار جدل، بعد تشكيك صيني في انتماء القرم لأوكرانيا.
السلطات الروسية، أعلنت –الاثنين- صدّ هجوم بمسيّرات بحرية، كان يستهدف ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، حيث مقر أسطول البحر الأسود، من دون أضرار ولا إصابات.
وقال ميخائيل رازفوجاييف، الحاكم المحلّي للمدينة المعيّن من قبل موسكو: "تمّ صدّ محاولة هجوم على سيباستوبول من الساعة 3.30 صباحًا".
جاهزون للقتال
وأضاف، عبر تطبيق تلغرام: "تم تدمير مسيّرة بحرية من قبل القوات الموكلة بالدفاع عن الميناء، في حين انفجرت المسيّرة الثانية من تلقاء نفسها"، مشيرًا الى أن هذا التصدّي وقع خارج المنشأة التي لم يتعرض أي جزء من "بنيتها التحتية" لأضرار جراء ذلك.
المسيّرات البحرية، معدّات تعمل على سطح الماء، وتشغل عن بُعد.
وأكد رازفوجاييف أن "الهدوء يسود المدينة"، مشيرًا إلى أن القوات والأجهزة جاهزة للقتال، حال الحاجة.
سيفاستوبول، مقرّ أسطول البحر الأسود التابع للبحرية الروسية، وتعرض الميناء الواقع في القرم، التي ضمّتها موسكو من كييف عام 2014، لهجمات منذ بدأت روسيا هجومها على أوكرانيا في فبراير 2022، استخدمت فيها مسيّرات جوية وبحرية.
ومنتصف أبريل، أعلنت السلطات الروسية إلغاء احتفالات الأول من مايو والتاسع منه، تاريخ انتهاء الحرب العالمية الثانية في روسيا في القرم لأسباب "أمنية".
الرواية العبثية
في الأثناء، أحدث تصريح للسفير الصيني لدى باريس جدلًا كبيرًا، وهو ما دانته كييف وعدته "رواية عبثية" عن تاريخ شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو عام 2014، إذ نفى السير الصيني أن تكون الدول المنبثقة عن الاتحاد السوفييتي تتمتّع بسيادة، وشكّك في انتماء شبه الجزيرة القرم إلى أوكرانيا.
وفي مقابلة مساء الجمعة مع قناة إل سي إي التلفزيونية الفرنسية، قال السفير الصيني ليو شاي: "يعتمد الأمر على كيفية النظر إلى المشكلة، هناك تاريخ، كانت شبه جزيرة القرم في البداية لروسيا، خروتشوف هو الذي قدَّم القرم لأوكرانيا في حقبة الاتحاد السوفييتي".
ويرى السفير الصيني لدى فرنسا لو شاي، أن دول الاتحاد السوفييتي السابق "ليس لها وضع فعلي في القانون الدولي لأنه لا يوجد اتفاق دولي لتجسيد وضعها كدول سيادية".
ودعا الدبلوماسي الصيني إلى وقف إثارة "الجدل" في قضية حدود ما بعد الاتحاد السوفييتي، موضحًا أن "ما هو أكثر إلحاحًا هو وقف إطلاق النار" بين روسيا وأوكرانيا.
وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على "تويتر": من الغريب أن نسمع رواية عبثية عن تاريخ القرم، من ممثل دولة دقيقة جدًا بشأن "تاريخها الألفي".
وأكد أن الدول السابقة في الاتحاد السوفييتي تتمتّع بوضع سيادي واضح مسجّل في القانون الدولي، داعيًا السفير الصيني لدى باريس إلى عدم تكرار الدعاية الروسية.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية -في بيان- إنها "تبلّغت بصدمة" تصريحات السفير الصيني، داعية بكين إلى "توضيح ما إذا كانت تعكس موقفها".
وأضافت الوزارة: "نأمل ألّا تكون كذلك".
وذكّرت بالاعتراف الدولي بأوكرانيا "داخل الحدود التي تضمّ القرم عام 1991 من المجتمع الدولي، بما في ذلك الصين، عند سقوط الاتحاد السوفييتي، كدولة عضو جديدة في الأمم المتحدة"، مشيرةً إلى أن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 "غير قانوني بموجب القانون الدولي".
توضيح صيني
وردا على ما أثاره ليو شاي، أكدت الصين -الاثنين- أنها تعد كل الجمهوريات المنبثقة عن الاتحاد السوفييتي السابق "دولاً ذات سيادة"، بعدما أثار كلام لسفيرها في باريس، شكك فيه بسيادة البلدان، تنديدًا واسعًا في أوروبا.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ لصحفيين: "تحترم الصين وضع دولة ذات سيادة في كل الجمهوريات المنبثقة عن تفكك الاتحاد السوفييتي".
ورغم أن موقف الصين الرسمي محايد، فإن القوى الغربية تراها داعمة لروسيا، وتحذر من احتمال تزويدها بالأسلحة، وزار الرئيس الصيني شي جينبينغ موسكو مؤخرًا، لإعادة تأكيد شراكته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ما يبدو جبهة مناهضة للغرب.
الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وزعماء غربيون آخرون، كانوا قد دعوا الصين إلى الضغط على روسيا بشأن أوكرانيا.
وهو ما علق عليه السفير الصيني لدى باريس ليو شاي قائلًا: "الدبلوماسية الصينية لن تدعو إلى الضغط على أي دولة، ولا تتبع هذه الأساليب".