مذكرات مايك بومبيو... تثير الجدل وتسدد ضربات نحو كثيرين
وصف بومبيو في مذكراته محمد بن سلمان ولي العهد السعودي بالرجل الإصلاحي، الذي سيثبت الزمن أنه أحد أهم قادة عصره، وأكد أنه شخصية تاريخية بحق على المسرح العالمي.

السياق
تحت عنوان "لا تبدل رأيك مطلقًا، القتال من أجل أمريكا التي أحب" خرج إلى العلن كتاب مايك بومبيو، الذي دوَّن فيه مذكراته، في الفترة التي قضاها وزيرًا للخارجية في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، ورئيسًا لوكالة الاستخبارات المركزية، وكشف كواليس قضايا مهمة، منها علاقة واشنطن بالرياض، وكيف منعت أمريكا حربًا نووية بين الهند وباكستان.
أحد أهم القادة
ووصف بومبيو في مذكراته محمد بن سلمان ولي العهد السعودي بالرجل الإصلاحي، الذي سيثبت الزمن أنه أحد أهم قادة عصره، وأكد أنه شخصية تاريخية بحق على المسرح العالمي.
وعبر بومبيو عن حسرته على طريقة تعامل وسائل الإعلام الأمريكية مع حادثة قتل خاشقجي، قائلًا :"ما جعل الإعلام أكثر جنوناً من شخص نباتي في مسلخ لحوم، علاقتنا بالسعودية".
وهاجم بومبيو في مذكراته خاشقجي الذي قُتل في تركيا، واعترض على تسميته بالصحفي قائلًا إنه كان ناشطًا وليس صحفيًا.
وصفت "واشنطن بوست" تعليقات وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو عن جمال #خاشقجي بالمخزية.
— السياق (@alsyaaq) January 25, 2023
في هذا الفيديو #بومبيو يعود إلى تجديد حسرته على "الغضب الزائف الذي غذَّته وسائل الإعلام الأمريكية" مُذكراً بأهمية العلاقة مع #السعودية... نتابع.#السياق pic.twitter.com/wREuWudxie
الإعلام الأمريكي
كان بومبيو قد زار في أكتوبر 2018 الرياض، بعد أيام من قتل خاشقجي، الكاتب السعودي الذي عاش في الولايات المتحدة ونشر مقالات رأي في صحيفة واشنطن بوست، تنتقد النظام السعودي.
وعن تكليف ترامب له بالذهاب إلى الرياض في ذلك التوقيت أردف: "بطريقة ما، أعتقد أن الرئيس شعر بالحسد لأنني كنت الشخص الذي رد عمليًا على واشنطن بوست ونيويورك تايمز وجبناء لا صلة لهم بالواقع".
وعن التوترات السابقة بين الهند وباكستان الجارتين اللدودتين، كشف بومبيو، أن البلدان اقتربا من حرب نووية عام 2019، وأن تدخل الولايات المتحدة منع التصعيد بينهما.
الهند وباكستان
وقال بومبيو في مذكراته: "لا أعتقد أن العالم يعرف بشكل صحيح إلى أي مدى اقترب الخلاف الهندي الباكستاني من التحول لمواجهة نووية في فبراير 2019".
وأضاف: كنت في هانوي لحضور قمة بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، واستيقظت على مكالمة عاجلة من مسؤول هندي كبير، مضيفًا أن المسؤول أبلغه بأن الباكستانيين بدأوا إعداد أسلحتهم النووية، وأن الهند من ناحيتها تنوي التصعيد.
وأشار بومبيو إلى أنه طلب من المسؤول الهندي ألا يفعل شيئًا ويمنحهم وقتًا لبحث الأمور، موضحًا أن الدبلوماسيين الأمريكيين أقنعوا الهند وباكستان بأن أيًا منهما لا يقدر على استخدام الأسلحة النووية.
وأكد أن ما فعلته بلاده "لم يكن بوسع أي دولة أخرى أن تفعله "لتجنُّب نتيجة مروِّعة".
حدثت هذه التطورات بين البلدين في فبراير 2019 حينما شنت الهند غارات جوية داخل الأراضي الباكستانية، في سابقة من نوعها، بعد أن ألقت باللوم على جماعة مسلحة هناك بتنفيذ تفجير انتحاري أسفر عن قتل 41 جنديًا هنديًا في منطقة كشمير الملتهبة. بدورها أسقطت باكستان طائرة هندية وأسرت الطيار.
الموساد
كما تناول بومبيو قضية بالغة الحساسية، وكشف تفاصيل مثيرة عن عملية استخباراتية في إسرائيل، إذ ألمح في مذكراته إلى أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ساعدت عملاء الموساد في الفرار من إيران في فبراير 2018 بعد أن نجحوا في سرقة أرشيف إيران النووي ساردًا: "أثناء نزولي من الطائرة بعد عودتي من زيارة إلى عاصمة أوروبية، تلقيت اتصالاً من كوهين فعدت إلى داخلها لتلقي الاتصال، فالطائرة مجهزة بمعدات اتصالات مناسبة لإجراء محادثة سرية مع زعيم إسرائيلي، وكان المسؤول هو مدير الموساد آنذاك يوسي كوهين، الذي أخبره: "مايك كان لدينا فريق أكمل للتو مهمة بالغة الأهمية، والآن أواجه بعض الصعوبات في إخراج بعضهم. هل يمكنني الحصول على مساعدتك؟" أوضح بومبيو أنه لم يطرح على المسؤول الإسرائيلي أي أسئلة، قائلًا:"بصرف النظر عن المخاطر. بدأنا العمل وتواصلنا مع فريقه، وفي غضون اليومين التاليين، عادوا إلى بلدهم، من دون أن يعلم العالم أن واحدة من أهم العمليات السرية التي أجريت على الإطلاق اكتملت".
حيلة هيلي
وعن الشأن الداخلي الأمريكي ذكر بومبيو بعض التفاصيل الخطيرة من داخل البيت الأبيض، إذ اتهم نيكي هيلي بالتخطيط مع إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر لتسميتها نائبة للرئيس، مؤكدًا أن ذلك حدث، بينما كانت سفيرة دونالد ترامب لدى الأمم المتحدة.
وقال بومبيو إنها في الواقع تلاعبت بكبير الموظفين آنذاك، جون كيلي، وبدلًا من لقاء الرئيس وحده، كانت برفقة ابنة ترامب وزوجها، والاثنان كانا مستشارين للرئيس السابق، مؤكدًا أنهم كانوا يعرضون خيارًا محتملًا لتعيين هيلي نائبة للرئيس، مضيًفا:"لا يمكنني تأكيد ذلك، لكن كيلي كان متأكدًا أنه تعرض للتلاعب، ولم يكن سعيدًا بالأمر".
أفغانستان
وبرأ بومبيو نفسه من الأوضاع في أفغانستان، وألقى باللائمة على أشرف غني، وقال إن الفساد كان سمة الحكومة الأفغانية وعلى رأسها غني، الذي قاد عصابات سرقت ملايين الدولارات من أموال المساعدات من الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن غني لم يكن الزعيم الذي كانت تسعى إليه الأمة المنقسمة، موضحًا أن له أصدقاء في واشنطن أكثر منه في أفغانستان.
وأشار بومبيو إلى أن ترامب أراد الخروج من "جحيم أفغانستان"، مع الإبقاء على دور لوكالة المخابرات المركزية وقوات صغيرة على الأرض، وسعى لإيجاد "خطة دبلوماسية" تتضمن "التحدث إلى جميع أفراد القبائل".
وأكد أن بايدن لم يكن ملزمًا باحترام الصفقة مع طالبان، مبينًا أنه كانت هناك شروط للانسحاب ولم تتحقق.