مخاوف من توترات ذات خلفية عنصرية بعد وفاة أمريكي أسود أوقفته الشرطة

أحدثت القضية ضجة في بلد لا يزال متأثرًا بقتل جورج فلويد في مايو 2020 وما أحدثته هذه المأساة من تظاهرات لحركة حياة السود مهمة ضد العنصرية وعنف الشرطة.

مخاوف من توترات ذات خلفية عنصرية بعد وفاة أمريكي أسود أوقفته الشرطة

السياق

تحيي وفاة أمريكي أسود، بعد توقيفه العنيف الذي ستُعرض مشاهده في فيديو الجمعة، المخاوف من توترات ذات خلفية عنصرية في الولايات المتحدة، حيث دعا الرئيس جو بايدن إلى الهدوء، وطالب بتحقيق سريع في المأساة.

وُجّهت إلى خمسة شرطيين -الخميس- تهمة القتل وأودعوا السجن، إثر وفاة الأمريكي الأسود تاير نيكولز (29 عامًا) مطلع يناير بعد أيام من توقيفه، وفق ما أفادت السلطات.

وأعلن المدعي العام ستيف مولروي -في مؤتمر صحفي- أن الخمسة وهم من شرطة ممفيس، كبرى مدن ولاية تينيسي، وجميعهم أمريكيون من أصل إفريقي، اتّهموا بالقتل والاعتداء بالضرب وحتى الخطف.

ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن -في بيان الخميس- إلى "تحقيق سريع وشفاف" في هذه المأساة.

وقالت قائدة شرطة ممفيس سيريلين ديفيس: "أتوقع أن تشعروا بالصدمة" عند رؤية هذه المشاهد.

وبينما رأت أن من المحتمل خروج تظاهرات، دعت إلى عدم "التحريض على العنف أو التخريب".

وقال بايدن في بيان: "أنضم إلى عائلة تاير في الدعوة إلى احتجاجات سلمية" لأن "الغضب مفهوم لكن العنف غير مقبول".

 

ضرب مبرح

في السابع من يناير، أراد الشرطيون اعتقال تاير نيكولز لارتكابه مخالفة مرورية، وقد أقيلوا.

وأوضحت قوات الأمن -آنذاك- أن في حين كان الشرطيون يقتربون، "حصلت مواجهة وفر المشتبه به". وسرعان ما أوقف نيكولز لكنه اشتكى من أنه يواجه صعوبة في التنفس وأُدخل المستشفى. وتوفي بعد ثلاثة أيام.

ولا تزال تفاصيل عملية التوقيف غير واضحة. وهناك مقطع فيديو يبيّن الوقائع لكنه لم يعرض -حتى الآن- إلا أمام أقارب الضحية ومحاميهم.

وبحسب هؤلاء، فإن "الشرطة ضربته إلى درجة أنه لم يعد بالإمكان التعرف إليه".

وأوضح المحامي أنتونيو رومانوتشي، أن ما حصل "ببساطة ووضوح ضرب مبرح، بلا توقف، لهذا الشاب على مدى ثلاث دقائق".

ورأى مدير مكتب التحقيق في تينيسي ديفيد راوش أن ما حصل "غير مقبول وإجرامي وما كان يجب أن يحدث"، معربًا عن "صدمته واشمئزازه" مما رآه. وأضاف: "إنه أمر مروِّع للغاية".

ورحّب محامو عائلة الضحية، وبينهم بن كرامب، الذي كان وكيل عائلة الأمريكي الأسود جورج فلويد، الذي قُتل أثناء توقيفه أيضًا عام 2020، بتوجيه التهم إلى الشرطيين. وقال المحامون إن ذلك "يمنحنا الأمل في وقت نواصل المطالبة بالعدالة لتاير".

وبناءً على لقاءاته مع أقرباء تاير نيكولز، وصف المدعي العام ستيف مولروي الضحية بأنه "ابن شبه مثالي"، "شخص مرح وسعيد كان يحبّ لوح التزحلق".

أُعفي الشرطيون الخمسة من مهامهم، الأسبوع الماضي. وتوصل تحقيق داخلي للشرطة إلى أنهم لجأوا إلى الاستخدام المفرط للقوة. ولا يزال شرطيون آخرون موضع تحقيق.

وأوضحت ديفيس أن المعنيين "مسؤولون بشكل مباشر عن العنف الجسدي المرتكب بحق نيكولز" موضحة أن ما حصل "ليس خطأ مهنيًا فحسب إنما افتقار للإنسانية، فعل دنيء وغير مسؤول وغير إنساني".

 

عنف الشرطة

أحدثت القضية ضجة في بلد لا يزال متأثرًا بقتل جورج فلويد في مايو 2020 وما أحدثته هذه المأساة من تظاهرات لحركة (حياة السود مهمة) ضد العنصرية وعنف الشرطة.

وأعادت قضية نيكولز إطلاق الجدل بشأن عنف الشرطة في البلاد.

وذكّر بايدن بأنه "لا يمكننا تجاهل واقع أن تدخلات الشرطة القاتلة استهدفت على نحو أكبر السود".

ويدعو الرئيس الديمقراطي الكونغرس إلى التصديق على مشروع قانون لإصلاح جهاز الشرطة، تبناه مجلس النواب عام 2021 لكنه لا يزال عالقًا في مجلس الشيوخ.

منذ قتل جورج فلويد، يعجز الكونغرس الأمريكي عن تبني أي إصلاح طموح للشرطة الأمريكية.

ودعا رئيس "الجمعية الوطنية للنهوض بذوي البشرة الملونة" وهي أبرز المنظمات المدافعة عن الحقوق المدنية، ديريك جونسون أعضاء الكونغرس لمشاهدة فيديو توقيف نيكولز ثمّ التصرّف.

وقال: "يمكننا تسمية جميع ضحايا عنف الشرطة، لكن لا يمكننا ذكر قانون واحد أقررتموه لحل المشكلة".