تحسبًا لحرب حقيقية.. كيم جونغ يأمر بتكثيف المناورات العسكرية
ظهر الزعيم الكوري الشمالي خلال التدريب العسكري، برفقة ابنته جو-إيه التي يرى بعض المحللين أنها وريثة النظام.

السياق
بعد ساعات من إطلاق صاروخ بالستي قصير المدى، أمر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، جيشه بتكثيف مناوراته العسكرية تحسّبًا لـ"حرب حقيقية"، خلال تدريب على إطلاق صواريخ حضرته ابنته، وفق ما أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الجمعة.
وأشرف الزعيم الكوري الشمالي على مناورة مدفعية بالذخيرة الحية، تحاكي هجومًا على مطار كوري جنوبي، داعياً قواته إلى الاستعداد للرد على "تحركات الأعداء المحمومة للاستعداد للحرب"، في إشارة -على ما يبدو- إلى التدريبات العسكرية الأخيرة، بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
ونقلت الوكالة عن كيم قوله، إن على كوريا الشمالية أن "تكثّف بشكل منتظم تدريبات المحاكاة المختلفة تحسّبًا لحرب حقيقية في طرق متنوّعة وفي أوضاع مختلفة".
إضافة إلى ذلك، أمر الزعيم الكوري الشمالي، الذي أشرف على التدريب العسكري الجديد، الجنود بالاستعداد لـ"مهمّتين استراتيجيّتين: الأولى ردع حرب والأخرى إطلاق حرب".
وأظهرت مشاهد بثّتها الوكالة الكورية الرسمية -الجمعة- إطلاق وحدة هواسونغ المدرّبة على "مهمّات ضربات"، ستة صواريخ بشكل متزامن.
وأشارت الوكالة إلى أن الوحدة "أطلقت وابلًا قويًا (من الصواريخ) على المياه المستهدفة لبحر كوريا الغربي".
في اليوم السابق، أعلن الجيش الكوري الجنوبي أنه رصد إطلاق كوريا الشمالية صاروخًا بالستيًا قصير المدى في اتجاه البحر من مدينة نامبو جنوبي بيونغ يانغ.
يأتي هذا التدريب العسكري، في وقت تستعدّ سيول وواشنطن لإجراء أكبر مناورات عسكرية مشتركة، منذ خمس سنوات.
وهذا الأسبوع، اتّهمت كوريا الشمالية الولايات المتحدة بتأجيج التوتر "عمدًا" بينما حذّرت كيم يو جونغ، شقيقة كيم التي تتمتع بنفوذ كبير، من أن أي اعتراض أمريكي للصواريخ التي تختبرها بيونغ يانغ سيعد "إعلان حرب واضحًا".
العلاقات بين بيونغ يانغ وسيول في أدنى مستوياتها منذ سنوات، والمفاوضات بينهما متعثّرة.
مهاجمة القواعد الجوية
ظهر الزعيم الكوري الشمالي خلال التدريب العسكري، برفقة ابنته جو-إيه التي يرى بعض المحللين أنها وريثة النظام.
وأحيا ظهورها إلى جانب والدها، خلال عرض عسكري كبير الشهر الفائت، بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس الجيش الكوري الشمالي، تكهنات بانتقال السلطة على رأس السلالة الحاكمة في كوريا الشمالية.
وقال رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول يانغ مو-جين لوكالة فرانس برس: "يبدو أن وجود جو-إيه خلال أحداث مهمّة مرتبطة بتطوير البرنامج النووي في الشمال وصواريخه، الذي ترى بيونغ يانغ أن له فائدة حيوية للأجيال المقبلة، أصبح القاعدة".
وطالما شددت كوريا الشمالية على أن أسلحتها النووية وبرامجها الصاروخية هدفها دفاعي، بينما نددت بالمناورات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، لأنها تمرين على تنفيذ عملية غزو لأراضيها.
ويرى خبراء أن سلاح الجوّ لكوريا الشمالية، الحلقة الأضعف لجهازها العسكري، وأن التدريبات التي أجرتها بيونغ يانغ الخميس، دليل على أن النظام يسعى لتعويض هذا الضعف.
وقال المنشقّ آن شان-إيل مدير المعهد العالمي للدراسات الكورية الشمالية إن "المناورات الأخيرة لكوريا الشمالية، على غرار كثير من سابقاتها، تهدف إلى منع الطائرات الحربية الكورية الجنوبية من الإقلاع".